في سوريا تاريخ عريق وشعوب صنعت التاريخ والحضارة فقد استوطنها البشر ماقبل التاريخ وخططوا اولى المدن وصنعوا المنجل والمحراث الاول ودجنوا الحيوانات والطيور وطوروا الابجدية وقامت فيها ممالك وسكنها شعوب شتى :
السومريون،الأكاديون،الكلدان،الكنعانيون،الآراميون،الحيثيون،البابليون،الفرس،الإغريق،الرومان،النبطيون،البيزنطيون،والعرب، فتقاطعت فوق سوريا حضارات كثيرة جعلت من سوريا بوابة للتاريخ كان اخرها الحضارة العربية الاسلامية التي وحدت بين الطوائف والشعوب والفت بين القلوب ونورت العقول وجعلت من التعددية تناسقا وتناغما عز نظيره وقل مثيله سكنها القادة العظماء والعلماء الحكماء والشعراء والادباء وعبقت في ارجائها سير النبلاء من الصحابة وقادة الفتحوحات العظام ولفظت ارضها وقاوم شعبها كل طاغية مجرم وكل غاز مستعمر مستغل مستدمر.

ما يجري في سوريا لم يشهد له التاريخ مثيلا من جرائم وابادة نظام لشعبه وتدمير لبلده وتشريد لاحراره حتى المشافي والمدارس ودور العبادة لم تسلم من قصفه وتدميره باعتى انواع الاسلحة والصواريخ التي لا يستخدمها الا عدو لدود لعدو اجنبي الد منه، فما يجري من نظام البعث في الشام قد فاق فعل بعث العراق في شعبه وذي نواس في اصحاب الاخدود وفاق نيرون في روما وفاق هولاكو في بغداد وفاق الصليبين في القدس وفاق ما فعله علي وابن علي والقذافي ومبارك وفرعون مصر وفاق فعل اعداء الامة في فلسطين والعراق وافغانستان .

جرائم نظام البعث ما شهد التاريخ مثيلا لها الا في هيروشيما وناجازاكي، فقد فقدوا الرحمة على شعوبهم والعدل في بلادهم فليس لهم قلب ولا سمع ولا بصر قد مات فيهم الحياء والحياة وتبلدت منهم العقول والالباب فقلوبهم غلف واخلاقهم قرف واجرام وعنف ، ويستغرب العربي الحر الابي ان يقف مع المجرم ونظامه انظمة واحزاب اخرى تدعي الحرية والمقاومة والممانعة وانها مع الشعوب المستضعفة لنيل حريتها . فها هي ايران وحزب الله يفعلون مالا يقولون ويقولون مالا يفعلون وكبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون فقد وضعوا انفسهم في صف المجرم ومع بعث و شيوعية يدعون انهم يحاربوها كما حاربوا بالامس الانظمة الطاغوتية مثل الشاه وصدام كما يدعون واذ بهم اليوم يدافعون عن الانظمة الطاغوتية والتي هي اكثر اجراما من نظام صدام والشاه ، ان من يربط مصيره بمصير مجرم فان نهايته نهاية ذلك المجرم وان الانظمة والاحزاب التي تضع يدها في يد نظام طاغوتي مجرم يقتل شعبه ويدمر بلده ويعاند ارادة شعبه مآلها ما يؤول اليه ذاك النظام الا وهو السقوط لا محالة كما سقطت الانظمة الطاغوتية من قبل ولو ظنوا ان قد طال عليهم الامد فان الله يمهل ولا يهمل وان عدل الله ات فالشعب السوري عظيم وصابر ومن انجب القسام وسليمان الحلبي والعظمة وغيرهم قادر على انجاب امثالهم .

ثورة الشعب السوري ثورة عظيمة فاقت كل ثورات الربيع العربي في الوقت والصبر والتحمل والابتلاء والقتل والدمار والتشريد ، فقد فاقت ثورة الشعب الايراني على شاهه وفاقت ثورة رومانيا على شاوشيسكو وفاقت ثورة الشعب الليبي على القذافي وكلما غرق النظام في دماء شعبه كلما قربت نهايته ودنا اجله وحان ميعاد حسابه وعذابه وآنت لحظة الفرج والانتصار لهذا الشعب العظيم الجبار وهذه الثورة العظيمة المباركة.

http://abdallahalhreishat.blogspot.com