اصلاح العمل الخيري في الاردن


الذي ينظر إلى العمل الخيري في الأردن يجده يأخذ مساحة واسعة من الجهد والوقت بل ويخيل للذي لا يعرق الواقع الأردني أن الأردن لا يوجد يه فقراء حتى ولا جيوب فقر بل يخيل إليه أن زكاة الشعب الأردني تذهب إلى بلدان أخرى لكثرة الجمعيات الخيرية مع أنه يقع ما لا يقل عن 70% من الشعب الأردني تحت خط الفقر وفق الدراسات والأبحاث الأردنية
أن العمل الخيري تحول عندنا إلى وجاهة عشائرية أو حزبية أو فئوية وتحول أيضا إلى دعاية انتخابية وذلك لأن الواقع يعكس غير ذلك فالفقر يزداد والهوة بين الفقراء والأغنياء تزداد يوما عن يوم.
ويجب أن لا ننكر أن الحكومات الأردنية المتعاقبة أعطت الجمعيات الخيرية الكثير من التسهيلات حتى في جلب الأموال من أية جهة كانت ولكن في الواقع لا نرى للعمل التطوعي والخيري في الأردن الأثر الكبير
ومن هنا فالمطلوب من القائمين على العمل الخيري أن يطوروا أدواتهم وأساليبهم لما فيه منفعة الشعب الأردني بأكمله وليس فئة الذين يسالون الناس إلحافا لان الغالبية العظمى من الشعب الأردني من فئة لا يسألون الناس إلحافا

إن من المستغرب إن الجمعيات الخيرية تعمل على خدمة الأغنياء أكثر من خدمتها للفقراء فمدارس الجمعيات الخيرية حكرا وحصري للأغنياء وكذلك المستشفيات بل ويمنون علينا بخفض الأسعار لبعض الفقراء مع إنه كما أسلفنا أن الغالبية العظمى من الشعب الأردني من فئة المحتاجين إن المطلوب من الحكومة أن تكون حازمة في هذا الأمر فالأسعار التي تتقاضاها مستشفيات ومدارس الجمعيات الخيرية يجب إن تكون متقاربة مع مثيلاتها من مستشفيات وزارة الصحة ومدارس الحكومة لأن كلفة هذه المؤسسات تبرع بها الأغنياء لخدمة الفقراء وكذلك لها إعفاءات جمركية وضريبية لا يتمتع بها المستثمرين في نفس المجال من القطاع الخاص ولها الحرية في التمويل من الداخل والخارج التي لا يتمتع بها المستثمر الأخر ، وكذلك على القائمين على العمل الخيري الإبداع وابتكار أساليب جديد لخدمة عامة الشعب مثل تشغيل باصات عامة على الخطوط التي توجد بها كثافة سكانية كبيرة لأنه في هذه المناطق تزداد حجم الطبقة التي تحتاج إلى المساعدة أو الاستثمار في المجال الصناعي الذي يستوعب أعداد ضخمة من الأيدي العاملة قليلة التعليم والخبرة ، أو الاستثمار في القطاع الزراعي باستصلاح أراضي وتمليكها تميلك منفعة للمحتاجين .
إن من سلبيات العمل الخيري في طريقته الحالية قتل روح الكرامة عند المواطن وذلك من خلال آلية توزيع المساعدات بل إن الطرق المتبعة حالية تعمل على التقليل من هيبة وكرامة المواطن الأردني بل وتحولت هذه الطريقة إلى شراء ذمم هذه الطبقة من المواطنين عند المواسم الانتخابية
وحتى لا نبتعد كثيرا فالقائمين بالعمل الخيري ليس فقط الجمعيات، فالنقابات لها أيضا باع في العمل الخيري وكذلك الديوان الملكي وكثير من قطاعات العمل التجاري وغيرها
يبقى لدينا في العمل الخيري عدد من الاسئلة في بلد نامي الغالبية من شعبه تحت خط الفقر منها
من أولى بناء المساجد الفخمة باهظة الكلفة أم بناء مدارس خيرية
من أولى بناء الكنائس التي تنافس في فخامتها كنائس روما أم بناء مستشفيات خيرية
هل للتبرعات القادمة خاصة من أمريكا وارويا شروط لتمويل هذه الجمعيات
الحفلات الباذخة التي تقيمها بعض الجمعيات هل تذهب الهم والغم عن المعوزين في الأردن أم أن فئة من المتبرعين عايزين يفر فشوا عن حالهم وتتحول الفرفشة إلى عمل خيري ويشكروا عليه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات