طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الهدية ,, هل نقبلها دائما


 

بحكم عملها كمندوبة لإحدى الشركات، يتطلب عملها منها مراجعتي كي أنهي معاملات شركتهم القانونية، وبحكم أني أصبحت أشاهدها في محيط عملي كل يوم، توطدت العلاقة بيني وبينها وتبادلنا أرقـامنا وأصبحنا صديقتين مقربتين .. أخبرتني ذات يوم أنها ترغب في إهدائي هدية، لكنها لا تعرف الطريقة المناسبـة لتسليمها لي .. هل تدخلها من الباب وهنا قد توجد مشكلة كاميرات المراقبة ، أم تنتظر انتهاء الدوام حتى تسلمها لي وتضعها في سيارتي !

استغربت من كلامها ، فنحن نعتبر صديقتين ، إذاً ما المشكلة في أن تعطيني الهدية وتدخلها من الباب؟ لماذا ترغب في انتظاري حتى انتهاء الدوام؟ قلت لها بحسن نية أن تدخلها من الباب ولا تخشى شيئاً !

عند رجوعي للمنزل أصبحت أفكر في كلامها ، لماذا كانت مترددة في اعطاء الهدية وما المشكلة فيها ، حتى هداني تفكيري أخيــراً أن هذه الهدية قد تعتبر رشوة أو تخشى على أن يفهم أنها رشوة ، تذكرت حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما قال: ” ما بال رجال نستعملهم على العمل فيجيء أحدهم فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا جلس أحدهم في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحد منكم يوم القيامة بشيء إلا جاء به على رقبته “.

شاورت بالموضوع ، منهم من قال أن أرفض الهدية حتى لا أضع نفسي في موقف شبهة ، ومنهم من قال لا بأس في أن أقبلها طالما أنها من صديقتي !

في اليوم الثاني اتصلت بالفتاة صديقتي وشكرتها على نيتها ورغبتها الصادقة في إهدائي الهدية ، وأخبرتها أنني لن أستطيع قبول الهدية طالما أنني أعمل في موضع حساس ، كما أنها بإمكانها إهدائي الهدية عندما أقدم على استقالتي من العمل وليس الآن، تفهمت صديقتي موقفي بصعوبة وشعرت بعدها بارتياح كبير في صدري .. وقدمت استقالتي بالفعل بعد بضعة أشهر لظروف خاصة وإلى الآن لم أستلم الهدية !!

صديقتكم ... جهينــــــــــــــــــــــــــــة


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/62298