لقد ساهم انقسام معظم دول العالم بين معسكرين غربي تقوده الولايات المتحدة وشرقي يقوده الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الحرب الباردة والثنائية القطبية في تعزيز معادلة التوازن الدولي ، التي يعود لها الفضل في فرض حالة من الاستقرار في المنظومة الدولية ، وحمايتها من الفوضى والانفلات طوال هذه الحقبة ، فيما لو فكر احد طرفي هذه المعادلة تجاوز حدوده باستهداف او الاعتداء على اي من اعضاء الطرف الاخر ، الذي يمتلك من القدرات والامكانات المادية ما يجعله قادرا على ردع ولجم المعتدي ، واعادته الى جادة الصواب ، تماهيا ومراعاة لحالة التوازن التي فرضت نفسها في المشهد الدولي . الا ان الامور سرعان ما تغيرت على وقع التغير الذي اصاب شكل النظام الدولي مع انتهاء الثنائية القطبية ، بانهيار الاتحاد السوفياتي ، وتفرد الولايات المتحدة بقيادة العالم ، بصورة جعلتها تتصرف بشكل احادي ، وبما يتماهى ومصالحها ، بحيث اخذت تعيث الفوضى وتهدد الاستقرار العالمي . وما الاحداث الفوضوية التي تشهدها المنطقة على سبيل المثال ، اما تحقيقا لمصالحها وامنها ، واما انحيازا لمصالح الكيان الاسرائيلي وامنه ، الا خير دليل على ذلك ، بدليل غزوها افغانستان والعراق واثارتها النعرات العرقية والطائفية بين دول المنطقة وشعوبها . لتزداد الامور تأزيما وتعقيدا مع تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة الاميركية على وقع خطاب شعبوي قومي ( تجاري ) ، مثل انقلابا على المنظومة القيمية الاميركية السياسية والاقتصادية والامنية ، وعلى هياكل المنظومة الدولية وقواعدها وادواتها ، بصورة اخذت تهدد الداخل الاميركي والنظام الدولي بالفوضى والخطر .
الامر الذي انطوى على رسالة تحذير قوية الى اطراف دولية فاعلة ومؤثرة ، قد تدفعها الى التفكير بضرورة إعادة النظر بالكثير من الحسابات والترتيبات والعلاقات الدولية ، التي قد تأخذ شكل تحالفات وسيناريوهات جديدة من اجل مواجهة التهديدات والتحديات الناشئة ، التي فرضتها حقبة الرئيس ترامب على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية . ما جعل الامور مرشحة لاحداث تغيرات كبرى في شكل النظام الدولي ، والانتقال به من الاحادية القطبية الى متعدد الاقطاب ربما . فالولايات المتحدة لم تعد محل ثقة المجتمع الدولي في ظل سياساتها الفردية ، التي اساءت من خلالها للهياكل والمرجعيات الدولية التي يعول عليها في حفظ السلم والامن الدوليين ، وضبط حركة شبكة العلاقات الدولية ، وحمايتها من الفوضى والاستغلال . حيث انسحبت من بعض الاتفاقيات والمنظمات الاممية ، واعلنت الحرب التجارية على الكثير من دول العالم ، وضربت بقرارات الشرعية الدولية بعرض الحائط من خلال نقل سفارتها الى القدس ، ومحاولتها الالتفاف على ملف اللاجئين الفلسطينيين وانهائه بوقفها لدعمها المالي للاونروا .
لقد تمثلت احد اهم ترجمات واوجه عدم الثقة هذه في الحليف الاوروبي تحديدا ، الذي يرتبط بالولايات المتحدة بعلاقات قوية ومتينة وفي مختلف المجالات ، ومنها التحالف الاميركي الاوروبي الغربي الامني والعسكري ، ممثلا بحلف شمال الاطلسي ( الناتو ) . وتتجلى ابرز صور فقدان الثقة الاوروبية بالحليف الاميركي في موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، الذي طالب بضرورة اجراء مراجعة شاملة لامن أوروبا تشمل روسيا ، وريثة الاتحاد السوفياتي الذي قاد حلف وارسو الذي مثلت مواجهة تهديداته خلال الحرب الباردة الهدف الابرز من انشاء حلف الناتو ، والذي يرى الرئيس ترامب بانه قد عفا عليه الزمن . مطالبا دول اوروبا بزيادة مساهماتها الماليه في الحلف ، وان عليها الدفع لبلاده مقابل حمايتها . ما جعل الرئيس ماكرون يطرح فكرة مد جسور التعاون العسكري والامني مع روسيا ( الاتحاد السوفياتي ) خصم وعدو الامس ، الذي كان يشكل الاخطر الاكبر والابرز لدول اوروبا الغربية . في مقابل الاستعداد عن التخلي عن الحليف الاميركي ، الذي طالما استنجدت به هذه الدول الاوروبية لحمايتها من الاخطار والتهديدات الروسية ( السوفياتية ) حتى وقت قريب . ما يشي باحتمالية تغير التحالف الاوروبي الاميركي الى تحالف اوروبي روسي ، لمواجهة سياسات الرئيس ترامب التي اخذت تهدد استقرار العالم وامنه ، بما في ذلك اوروبا ، التي شعرت بان عليها ان تتولى الدفاع عن نفسها ، بدلا من الاعتماد على اميركا التي ولى زمن الاعتماد عليها ، وان التحالف معها في ظل الادارة الحالية ، يمثل نوعا من المقامرة غير المحمودة العواقب والنتائج . خاصة في ظل دعم الرئيس ترامب للتيارات والاحزاب اليمينية المتطرفة ، التي تسعى للانقلاب على المنظومة القيمية لدول أوروبا ، التي بات عليها الاستعداد لاجراء ترتيبات وحدوية تعزز من اعتمادها على ذاتها امنيا ومصالحيا . وسبق ان برزت توجهات اوروبية نحو تشكيل جيش موحد لتوفير مظلة امنية ودفاعية اوروبية مستقلة عن المظلة الاميركية ، لتعزيز قوة دول الاتحاد الاوروبي على خلفية التطورات والتغيرات التي طرأت في السياسة الاميركية ، ولتكون قادرة على مواجهة خطر تنامي قدرات روسيا العسكرية وتهديداتها ، واستعدادها للجوء الى الخيارات العسكرية لاستعادة مكانتها الدولية ،كما فعلت في جورجيا وشبه جزيرة القرم وشرق اوكرانيا وسوريا . دون ان نغفل وجود فكرة سابقة كانت تراود كل من المانيا وفرنسا تقتضي تشكيل جيش اوروبي موحد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، لتشكيل قطب دولي مستقل ، وقوة دولية عظمى توازي القطب الاميركي . الامر الذي كانت تعارضة الولايات المتحدة وبريطانيا بحجة الخوف من تقويض حلف الناتو الذي يجب ان يكون ركيزة الدفاع عن اوروبا . وان كان موقف بريطانيا المعارض له علاقة بتبعيتها وبعلاقتها الاستراتيجية بالولاياإ المتحدة ، وخشيتها من ان تهدد مثل هذه الفكرة نفوذها في اوروبا ، خاصة بعد الاستفتاء على خروجها من الاتحاد الاوروبي .
لقد ساهم انقسام معظم دول العالم بين معسكرين غربي تقوده الولايات المتحدة وشرقي يقوده الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الحرب الباردة والثنائية القطبية في تعزيز معادلة التوازن الدولي ، التي يعود لها الفضل في فرض حالة من الاستقرار في المنظومة الدولية ، وحمايتها من الفوضى والانفلات طوال هذه الحقبة ، فيما لو فكر احد طرفي هذه المعادلة تجاوز حدوده باستهداف او الاعتداء على اي من اعضاء الطرف الاخر ، الذي يمتلك من القدرات والامكانات المادية ما يجعله قادرا على ردع ولجم المعتدي ، واعادته الى جادة الصواب ، تماهيا ومراعاة لحالة التوازن التي فرضت نفسها في المشهد الدولي . الا ان الامور سرعان ما تغيرت على وقع التغير الذي اصاب شكل النظام الدولي مع انتهاء الثنائية القطبية ، بانهيار الاتحاد السوفياتي ، وتفرد الولايات المتحدة بقيادة العالم ، بصورة جعلتها تتصرف بشكل احادي ، وبما يتماهى ومصالحها ، بحيث اخذت تعيث الفوضى وتهدد الاستقرار العالمي . وما الاحداث الفوضوية التي تشهدها المنطقة على سبيل المثال ، اما تحقيقا لمصالحها وامنها ، واما انحيازا لمصالح الكيان الاسرائيلي وامنه ، الا خير دليل على ذلك ، بدليل غزوها افغانستان والعراق واثارتها النعرات العرقية والطائفية بين دول المنطقة وشعوبها . لتزداد الامور تأزيما وتعقيدا مع تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة الاميركية على وقع خطاب شعبوي قومي ( تجاري ) ، مثل انقلابا على المنظومة القيمية الاميركية السياسية والاقتصادية والامنية ، وعلى هياكل المنظومة الدولية وقواعدها وادواتها ، بصورة اخذت تهدد الداخل الاميركي والنظام الدولي بالفوضى والخطر .
الامر الذي انطوى على رسالة تحذير قوية الى اطراف دولية فاعلة ومؤثرة ، قد تدفعها الى التفكير بضرورة إعادة النظر بالكثير من الحسابات والترتيبات والعلاقات الدولية ، التي قد تأخذ شكل تحالفات وسيناريوهات جديدة من اجل مواجهة التهديدات والتحديات الناشئة ، التي فرضتها حقبة الرئيس ترامب على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية . ما جعل الامور مرشحة لاحداث تغيرات كبرى في شكل النظام الدولي ، والانتقال به من الاحادية القطبية الى متعدد الاقطاب ربما . فالولايات المتحدة لم تعد محل ثقة المجتمع الدولي في ظل سياساتها الفردية ، التي اساءت من خلالها للهياكل والمرجعيات الدولية التي يعول عليها في حفظ السلم والامن الدوليين ، وضبط حركة شبكة العلاقات الدولية ، وحمايتها من الفوضى والاستغلال . حيث انسحبت من بعض الاتفاقيات والمنظمات الاممية ، واعلنت الحرب التجارية على الكثير من دول العالم ، وضربت بقرارات الشرعية الدولية بعرض الحائط من خلال نقل سفارتها الى القدس ، ومحاولتها الالتفاف على ملف اللاجئين الفلسطينيين وانهائه بوقفها لدعمها المالي للاونروا .
لقد تمثلت احد اهم ترجمات واوجه عدم الثقة هذه في الحليف الاوروبي تحديدا ، الذي يرتبط بالولايات المتحدة بعلاقات قوية ومتينة وفي مختلف المجالات ، ومنها التحالف الاميركي الاوروبي الغربي الامني والعسكري ، ممثلا بحلف شمال الاطلسي ( الناتو ) . وتتجلى ابرز صور فقدان الثقة الاوروبية بالحليف الاميركي في موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، الذي طالب بضرورة اجراء مراجعة شاملة لامن أوروبا تشمل روسيا ، وريثة الاتحاد السوفياتي الذي قاد حلف وارسو الذي مثلت مواجهة تهديداته خلال الحرب الباردة الهدف الابرز من انشاء حلف الناتو ، والذي يرى الرئيس ترامب بانه قد عفا عليه الزمن . مطالبا دول اوروبا بزيادة مساهماتها الماليه في الحلف ، وان عليها الدفع لبلاده مقابل حمايتها . ما جعل الرئيس ماكرون يطرح فكرة مد جسور التعاون العسكري والامني مع روسيا ( الاتحاد السوفياتي ) خصم وعدو الامس ، الذي كان يشكل الاخطر الاكبر والابرز لدول اوروبا الغربية . في مقابل الاستعداد عن التخلي عن الحليف الاميركي ، الذي طالما استنجدت به هذه الدول الاوروبية لحمايتها من الاخطار والتهديدات الروسية ( السوفياتية ) حتى وقت قريب . ما يشي باحتمالية تغير التحالف الاوروبي الاميركي الى تحالف اوروبي روسي ، لمواجهة سياسات الرئيس ترامب التي اخذت تهدد استقرار العالم وامنه ، بما في ذلك اوروبا ، التي شعرت بان عليها ان تتولى الدفاع عن نفسها ، بدلا من الاعتماد على اميركا التي ولى زمن الاعتماد عليها ، وان التحالف معها في ظل الادارة الحالية ، يمثل نوعا من المقامرة غير المحمودة العواقب والنتائج . خاصة في ظل دعم الرئيس ترامب للتيارات والاحزاب اليمينية المتطرفة ، التي تسعى للانقلاب على المنظومة القيمية لدول أوروبا ، التي بات عليها الاستعداد لاجراء ترتيبات وحدوية تعزز من اعتمادها على ذاتها امنيا ومصالحيا . وسبق ان برزت توجهات اوروبية نحو تشكيل جيش موحد لتوفير مظلة امنية ودفاعية اوروبية مستقلة عن المظلة الاميركية ، لتعزيز قوة دول الاتحاد الاوروبي على خلفية التطورات والتغيرات التي طرأت في السياسة الاميركية ، ولتكون قادرة على مواجهة خطر تنامي قدرات روسيا العسكرية وتهديداتها ، واستعدادها للجوء الى الخيارات العسكرية لاستعادة مكانتها الدولية ،كما فعلت في جورجيا وشبه جزيرة القرم وشرق اوكرانيا وسوريا . دون ان نغفل وجود فكرة سابقة كانت تراود كل من المانيا وفرنسا تقتضي تشكيل جيش اوروبي موحد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، لتشكيل قطب دولي مستقل ، وقوة دولية عظمى توازي القطب الاميركي . الامر الذي كانت تعارضة الولايات المتحدة وبريطانيا بحجة الخوف من تقويض حلف الناتو الذي يجب ان يكون ركيزة الدفاع عن اوروبا . وان كان موقف بريطانيا المعارض له علاقة بتبعيتها وبعلاقتها الاستراتيجية بالولاياإ المتحدة ، وخشيتها من ان تهدد مثل هذه الفكرة نفوذها في اوروبا ، خاصة بعد الاستفتاء على خروجها من الاتحاد الاوروبي .
لقد ساهم انقسام معظم دول العالم بين معسكرين غربي تقوده الولايات المتحدة وشرقي يقوده الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الحرب الباردة والثنائية القطبية في تعزيز معادلة التوازن الدولي ، التي يعود لها الفضل في فرض حالة من الاستقرار في المنظومة الدولية ، وحمايتها من الفوضى والانفلات طوال هذه الحقبة ، فيما لو فكر احد طرفي هذه المعادلة تجاوز حدوده باستهداف او الاعتداء على اي من اعضاء الطرف الاخر ، الذي يمتلك من القدرات والامكانات المادية ما يجعله قادرا على ردع ولجم المعتدي ، واعادته الى جادة الصواب ، تماهيا ومراعاة لحالة التوازن التي فرضت نفسها في المشهد الدولي . الا ان الامور سرعان ما تغيرت على وقع التغير الذي اصاب شكل النظام الدولي مع انتهاء الثنائية القطبية ، بانهيار الاتحاد السوفياتي ، وتفرد الولايات المتحدة بقيادة العالم ، بصورة جعلتها تتصرف بشكل احادي ، وبما يتماهى ومصالحها ، بحيث اخذت تعيث الفوضى وتهدد الاستقرار العالمي . وما الاحداث الفوضوية التي تشهدها المنطقة على سبيل المثال ، اما تحقيقا لمصالحها وامنها ، واما انحيازا لمصالح الكيان الاسرائيلي وامنه ، الا خير دليل على ذلك ، بدليل غزوها افغانستان والعراق واثارتها النعرات العرقية والطائفية بين دول المنطقة وشعوبها . لتزداد الامور تأزيما وتعقيدا مع تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة الاميركية على وقع خطاب شعبوي قومي ( تجاري ) ، مثل انقلابا على المنظومة القيمية الاميركية السياسية والاقتصادية والامنية ، وعلى هياكل المنظومة الدولية وقواعدها وادواتها ، بصورة اخذت تهدد الداخل الاميركي والنظام الدولي بالفوضى والخطر .
الامر الذي انطوى على رسالة تحذير قوية الى اطراف دولية فاعلة ومؤثرة ، قد تدفعها الى التفكير بضرورة إعادة النظر بالكثير من الحسابات والترتيبات والعلاقات الدولية ، التي قد تأخذ شكل تحالفات وسيناريوهات جديدة من اجل مواجهة التهديدات والتحديات الناشئة ، التي فرضتها حقبة الرئيس ترامب على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية . ما جعل الامور مرشحة لاحداث تغيرات كبرى في شكل النظام الدولي ، والانتقال به من الاحادية القطبية الى متعدد الاقطاب ربما . فالولايات المتحدة لم تعد محل ثقة المجتمع الدولي في ظل سياساتها الفردية ، التي اساءت من خلالها للهياكل والمرجعيات الدولية التي يعول عليها في حفظ السلم والامن الدوليين ، وضبط حركة شبكة العلاقات الدولية ، وحمايتها من الفوضى والاستغلال . حيث انسحبت من بعض الاتفاقيات والمنظمات الاممية ، واعلنت الحرب التجارية على الكثير من دول العالم ، وضربت بقرارات الشرعية الدولية بعرض الحائط من خلال نقل سفارتها الى القدس ، ومحاولتها الالتفاف على ملف اللاجئين الفلسطينيين وانهائه بوقفها لدعمها المالي للاونروا .
لقد تمثلت احد اهم ترجمات واوجه عدم الثقة هذه في الحليف الاوروبي تحديدا ، الذي يرتبط بالولايات المتحدة بعلاقات قوية ومتينة وفي مختلف المجالات ، ومنها التحالف الاميركي الاوروبي الغربي الامني والعسكري ، ممثلا بحلف شمال الاطلسي ( الناتو ) . وتتجلى ابرز صور فقدان الثقة الاوروبية بالحليف الاميركي في موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، الذي طالب بضرورة اجراء مراجعة شاملة لامن أوروبا تشمل روسيا ، وريثة الاتحاد السوفياتي الذي قاد حلف وارسو الذي مثلت مواجهة تهديداته خلال الحرب الباردة الهدف الابرز من انشاء حلف الناتو ، والذي يرى الرئيس ترامب بانه قد عفا عليه الزمن . مطالبا دول اوروبا بزيادة مساهماتها الماليه في الحلف ، وان عليها الدفع لبلاده مقابل حمايتها . ما جعل الرئيس ماكرون يطرح فكرة مد جسور التعاون العسكري والامني مع روسيا ( الاتحاد السوفياتي ) خصم وعدو الامس ، الذي كان يشكل الاخطر الاكبر والابرز لدول اوروبا الغربية . في مقابل الاستعداد عن التخلي عن الحليف الاميركي ، الذي طالما استنجدت به هذه الدول الاوروبية لحمايتها من الاخطار والتهديدات الروسية ( السوفياتية ) حتى وقت قريب . ما يشي باحتمالية تغير التحالف الاوروبي الاميركي الى تحالف اوروبي روسي ، لمواجهة سياسات الرئيس ترامب التي اخذت تهدد استقرار العالم وامنه ، بما في ذلك اوروبا ، التي شعرت بان عليها ان تتولى الدفاع عن نفسها ، بدلا من الاعتماد على اميركا التي ولى زمن الاعتماد عليها ، وان التحالف معها في ظل الادارة الحالية ، يمثل نوعا من المقامرة غير المحمودة العواقب والنتائج . خاصة في ظل دعم الرئيس ترامب للتيارات والاحزاب اليمينية المتطرفة ، التي تسعى للانقلاب على المنظومة القيمية لدول أوروبا ، التي بات عليها الاستعداد لاجراء ترتيبات وحدوية تعزز من اعتمادها على ذاتها امنيا ومصالحيا . وسبق ان برزت توجهات اوروبية نحو تشكيل جيش موحد لتوفير مظلة امنية ودفاعية اوروبية مستقلة عن المظلة الاميركية ، لتعزيز قوة دول الاتحاد الاوروبي على خلفية التطورات والتغيرات التي طرأت في السياسة الاميركية ، ولتكون قادرة على مواجهة خطر تنامي قدرات روسيا العسكرية وتهديداتها ، واستعدادها للجوء الى الخيارات العسكرية لاستعادة مكانتها الدولية ،كما فعلت في جورجيا وشبه جزيرة القرم وشرق اوكرانيا وسوريا . دون ان نغفل وجود فكرة سابقة كانت تراود كل من المانيا وفرنسا تقتضي تشكيل جيش اوروبي موحد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، لتشكيل قطب دولي مستقل ، وقوة دولية عظمى توازي القطب الاميركي . الامر الذي كانت تعارضة الولايات المتحدة وبريطانيا بحجة الخوف من تقويض حلف الناتو الذي يجب ان يكون ركيزة الدفاع عن اوروبا . وان كان موقف بريطانيا المعارض له علاقة بتبعيتها وبعلاقتها الاستراتيجية بالولاياإ المتحدة ، وخشيتها من ان تهدد مثل هذه الفكرة نفوذها في اوروبا ، خاصة بعد الاستفتاء على خروجها من الاتحاد الاوروبي .
التعليقات