ما مِنْ مَشْهَدٍ يتَّسمُ بهذا القدْرِ الهائلِ من العجائبِ ، والغرائبِ ، كالمشهدِ الأردنِيِّ ، وما مِنْ بلدٍ شاعَ فيه البصِّيمة كالأردنِّ ،وما مِن بلدٍ فيه : 'الكَذِبُ مِلْح الرِجالِ وَعيبْ علِّي يصدق مثل الأردنّ '.
ما مِنْ شيءٍ غريبٍ في الأردنَّ ،وما مِنْ شيءٍ لا يمكنُ فِعْله في الأردنِّ ،في الأردنِّ يقولُ النوابُ والساسةُ عكسَ ما يفعلون ،ويفعلونَ عكسَ ما يقولون ،ويُخطئُ مَنْ يتصورُ أنَّ الناسَ يصدِّقون .
في الأردنّ أصبحَ مجلسُ النوّابِ حسينية للطميات ،ومَسرحاً مفتوحاً لِممَارسةِ كلِّ أنواع التنكيل بالشعب مِن دونِ حسابٍ.
الأردنُّ البلدُ الوحيد في العالمِ ،الذي يحاول فيه النوابُ الضحكَ على ذقونِ الشّعبِ ،ليسَ لتأكيدِ هذهِ البديهياتِ المعروفةِ مِن قِبَلِ الناسِ ،وإنّما لأنّ مثل هذا الفعلِ يتمُّ للتسويقِ الإعلانِيِّ المقبوحِ .
لَكَمْ تبدو تمثليةٌ ساخرةٌ تلك التي جرتْ أحداثُها على مسرِح البرلمانِ الأردنِيِّ ،أثناءَ مناقشةِ الموازنةِ العامّة لعام 2018 ،حينما تقاسم النواب الأدوار ما بين حاضر ،ومقاطع ،وما بين موافق ورافض.
ليسجل المجلس سابقة تاريخية في البرلمان الأردني الذي بدأت بوادره منذ نهاية عشرينيات القرن الماضي ، بمناقشة الموازنة والتصويت عليه تحت القبة في يوم واحد.
وفي نهايةِ الحفلِ تمّ منح الحكومةَ صكوكَ الغفرانِ ،بالأغلبيةِ النيابِيّةِ ،لتفعل بالشعب ما يحلو لها ويلذّ وليذهب الشعب إلى الجحيم ،ليصدقَ وصف اللهُ فيهم:(وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) الأعراف/102
كّمْ يبدو احتفالُ البرلمانِ مُضحكاُ بإنجازه هذا ؟ إنّنا أمامَ نموذجٍ مخجلٍ ، يندى له جبينُ الكريمِ , ويضيقُ به صدرُ الحليمِ .
إنّها الثنائية - الفِصامُ - الشيزوفرينيا Schizophrenia - في السلوكِ وفي الفكرِ ،تجدُ الواحدَ منهم في داخلهِ نائبٌ كاملٌ ،مؤمنٌ بحقوقِ الشعبِ وتوابعِ ذلك كلِّهِ ،ولربما نافحَ وجادلَ عن هذهِ الحقائقِ أكثرَ ممّا ينافحُ ويجادلُ عنها أي مواطنٍ ،وهو الإنسانُ الذي إذا ناقشْتَه فيما يقعُ عليهِ من مسؤولياتٍ وتبعاتٍ اتجاه الشعبِ تجده ذا لسانٍ زَلقٍ وفكرِ مستنيرٍ ،حتى إذا نظرتَ إلى واقِعِه السلوكِيِّ وجدْتَه شاردًا إلا فيما ندرَ عن صراطِ الشعبِ ،ووجدته في تعاطيهِ مع الحكومةِ يجنحُ إلى مصالحهِ الشخصيّةِ وإن اقتضى ذلكَ أنْ يبيعَ الشعبَ وأنْ يَغِشَّ وأنْ يخدعَ وأنْ يكذبَ وأنْ يماري.
هذا المعنى يحذرُنا منه الحقُّ – جلَّ جلالُهُ - في قولِهِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ(*)كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
وفي الختام أقول :أما آن الأوان ليُرْفَعْ الكرت الأحمر في وجه مجلس النواب ، بعدما أضحى الشعب مطية له يتلذذ بعذاباتِهِ ؟ إنها الوسيلةُ الأكثرُ نجاعةً لحمايةِ الشعبِ مِنه بعدَ انحيازِه التامّ للحكومةِ ، وبعد كلّ الاستعراضاتِ البائِسةِ التي اشغلنا بها منذُ ولادتِه المُشوَّهَةِ .
ما مِنْ مَشْهَدٍ يتَّسمُ بهذا القدْرِ الهائلِ من العجائبِ ، والغرائبِ ، كالمشهدِ الأردنِيِّ ، وما مِنْ بلدٍ شاعَ فيه البصِّيمة كالأردنِّ ،وما مِن بلدٍ فيه : 'الكَذِبُ مِلْح الرِجالِ وَعيبْ علِّي يصدق مثل الأردنّ '.
ما مِنْ شيءٍ غريبٍ في الأردنَّ ،وما مِنْ شيءٍ لا يمكنُ فِعْله في الأردنِّ ،في الأردنِّ يقولُ النوابُ والساسةُ عكسَ ما يفعلون ،ويفعلونَ عكسَ ما يقولون ،ويُخطئُ مَنْ يتصورُ أنَّ الناسَ يصدِّقون .
في الأردنّ أصبحَ مجلسُ النوّابِ حسينية للطميات ،ومَسرحاً مفتوحاً لِممَارسةِ كلِّ أنواع التنكيل بالشعب مِن دونِ حسابٍ.
الأردنُّ البلدُ الوحيد في العالمِ ،الذي يحاول فيه النوابُ الضحكَ على ذقونِ الشّعبِ ،ليسَ لتأكيدِ هذهِ البديهياتِ المعروفةِ مِن قِبَلِ الناسِ ،وإنّما لأنّ مثل هذا الفعلِ يتمُّ للتسويقِ الإعلانِيِّ المقبوحِ .
لَكَمْ تبدو تمثليةٌ ساخرةٌ تلك التي جرتْ أحداثُها على مسرِح البرلمانِ الأردنِيِّ ،أثناءَ مناقشةِ الموازنةِ العامّة لعام 2018 ،حينما تقاسم النواب الأدوار ما بين حاضر ،ومقاطع ،وما بين موافق ورافض.
ليسجل المجلس سابقة تاريخية في البرلمان الأردني الذي بدأت بوادره منذ نهاية عشرينيات القرن الماضي ، بمناقشة الموازنة والتصويت عليه تحت القبة في يوم واحد.
وفي نهايةِ الحفلِ تمّ منح الحكومةَ صكوكَ الغفرانِ ،بالأغلبيةِ النيابِيّةِ ،لتفعل بالشعب ما يحلو لها ويلذّ وليذهب الشعب إلى الجحيم ،ليصدقَ وصف اللهُ فيهم:(وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) الأعراف/102
كّمْ يبدو احتفالُ البرلمانِ مُضحكاُ بإنجازه هذا ؟ إنّنا أمامَ نموذجٍ مخجلٍ ، يندى له جبينُ الكريمِ , ويضيقُ به صدرُ الحليمِ .
إنّها الثنائية - الفِصامُ - الشيزوفرينيا Schizophrenia - في السلوكِ وفي الفكرِ ،تجدُ الواحدَ منهم في داخلهِ نائبٌ كاملٌ ،مؤمنٌ بحقوقِ الشعبِ وتوابعِ ذلك كلِّهِ ،ولربما نافحَ وجادلَ عن هذهِ الحقائقِ أكثرَ ممّا ينافحُ ويجادلُ عنها أي مواطنٍ ،وهو الإنسانُ الذي إذا ناقشْتَه فيما يقعُ عليهِ من مسؤولياتٍ وتبعاتٍ اتجاه الشعبِ تجده ذا لسانٍ زَلقٍ وفكرِ مستنيرٍ ،حتى إذا نظرتَ إلى واقِعِه السلوكِيِّ وجدْتَه شاردًا إلا فيما ندرَ عن صراطِ الشعبِ ،ووجدته في تعاطيهِ مع الحكومةِ يجنحُ إلى مصالحهِ الشخصيّةِ وإن اقتضى ذلكَ أنْ يبيعَ الشعبَ وأنْ يَغِشَّ وأنْ يخدعَ وأنْ يكذبَ وأنْ يماري.
هذا المعنى يحذرُنا منه الحقُّ – جلَّ جلالُهُ - في قولِهِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ(*)كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
وفي الختام أقول :أما آن الأوان ليُرْفَعْ الكرت الأحمر في وجه مجلس النواب ، بعدما أضحى الشعب مطية له يتلذذ بعذاباتِهِ ؟ إنها الوسيلةُ الأكثرُ نجاعةً لحمايةِ الشعبِ مِنه بعدَ انحيازِه التامّ للحكومةِ ، وبعد كلّ الاستعراضاتِ البائِسةِ التي اشغلنا بها منذُ ولادتِه المُشوَّهَةِ .
ما مِنْ مَشْهَدٍ يتَّسمُ بهذا القدْرِ الهائلِ من العجائبِ ، والغرائبِ ، كالمشهدِ الأردنِيِّ ، وما مِنْ بلدٍ شاعَ فيه البصِّيمة كالأردنِّ ،وما مِن بلدٍ فيه : 'الكَذِبُ مِلْح الرِجالِ وَعيبْ علِّي يصدق مثل الأردنّ '.
ما مِنْ شيءٍ غريبٍ في الأردنَّ ،وما مِنْ شيءٍ لا يمكنُ فِعْله في الأردنِّ ،في الأردنِّ يقولُ النوابُ والساسةُ عكسَ ما يفعلون ،ويفعلونَ عكسَ ما يقولون ،ويُخطئُ مَنْ يتصورُ أنَّ الناسَ يصدِّقون .
في الأردنّ أصبحَ مجلسُ النوّابِ حسينية للطميات ،ومَسرحاً مفتوحاً لِممَارسةِ كلِّ أنواع التنكيل بالشعب مِن دونِ حسابٍ.
الأردنُّ البلدُ الوحيد في العالمِ ،الذي يحاول فيه النوابُ الضحكَ على ذقونِ الشّعبِ ،ليسَ لتأكيدِ هذهِ البديهياتِ المعروفةِ مِن قِبَلِ الناسِ ،وإنّما لأنّ مثل هذا الفعلِ يتمُّ للتسويقِ الإعلانِيِّ المقبوحِ .
لَكَمْ تبدو تمثليةٌ ساخرةٌ تلك التي جرتْ أحداثُها على مسرِح البرلمانِ الأردنِيِّ ،أثناءَ مناقشةِ الموازنةِ العامّة لعام 2018 ،حينما تقاسم النواب الأدوار ما بين حاضر ،ومقاطع ،وما بين موافق ورافض.
ليسجل المجلس سابقة تاريخية في البرلمان الأردني الذي بدأت بوادره منذ نهاية عشرينيات القرن الماضي ، بمناقشة الموازنة والتصويت عليه تحت القبة في يوم واحد.
وفي نهايةِ الحفلِ تمّ منح الحكومةَ صكوكَ الغفرانِ ،بالأغلبيةِ النيابِيّةِ ،لتفعل بالشعب ما يحلو لها ويلذّ وليذهب الشعب إلى الجحيم ،ليصدقَ وصف اللهُ فيهم:(وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) الأعراف/102
كّمْ يبدو احتفالُ البرلمانِ مُضحكاُ بإنجازه هذا ؟ إنّنا أمامَ نموذجٍ مخجلٍ ، يندى له جبينُ الكريمِ , ويضيقُ به صدرُ الحليمِ .
إنّها الثنائية - الفِصامُ - الشيزوفرينيا Schizophrenia - في السلوكِ وفي الفكرِ ،تجدُ الواحدَ منهم في داخلهِ نائبٌ كاملٌ ،مؤمنٌ بحقوقِ الشعبِ وتوابعِ ذلك كلِّهِ ،ولربما نافحَ وجادلَ عن هذهِ الحقائقِ أكثرَ ممّا ينافحُ ويجادلُ عنها أي مواطنٍ ،وهو الإنسانُ الذي إذا ناقشْتَه فيما يقعُ عليهِ من مسؤولياتٍ وتبعاتٍ اتجاه الشعبِ تجده ذا لسانٍ زَلقٍ وفكرِ مستنيرٍ ،حتى إذا نظرتَ إلى واقِعِه السلوكِيِّ وجدْتَه شاردًا إلا فيما ندرَ عن صراطِ الشعبِ ،ووجدته في تعاطيهِ مع الحكومةِ يجنحُ إلى مصالحهِ الشخصيّةِ وإن اقتضى ذلكَ أنْ يبيعَ الشعبَ وأنْ يَغِشَّ وأنْ يخدعَ وأنْ يكذبَ وأنْ يماري.
هذا المعنى يحذرُنا منه الحقُّ – جلَّ جلالُهُ - في قولِهِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ(*)كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
وفي الختام أقول :أما آن الأوان ليُرْفَعْ الكرت الأحمر في وجه مجلس النواب ، بعدما أضحى الشعب مطية له يتلذذ بعذاباتِهِ ؟ إنها الوسيلةُ الأكثرُ نجاعةً لحمايةِ الشعبِ مِنه بعدَ انحيازِه التامّ للحكومةِ ، وبعد كلّ الاستعراضاتِ البائِسةِ التي اشغلنا بها منذُ ولادتِه المُشوَّهَةِ .
التعليقات