نضال سلامة - كان جده الفاتح المعنوي الأول للقدس ، و خلد ذلك الفتح القرآن الكريم حينما قال تعالى :' سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ' ، وحمل الزمان رسالة جده الأول الذي أوصى بالقدس قائلا حينما سئل عن زيارة المسجد الأقصى المبارك :' 'أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره'، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: 'فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه'.
وانتقلت راية الوصاية على القدس الى عمر بن الخطاب ، ثم صلاح الدين الأيوبي ، وعبر حقبات زمنية طويلة ، الى أن تسلمها الشريف الحسين بن علي الذي قاد الثورة والحلم العربي ، ليخرج بالعرب من نفق الفرقة والجهالة المظلم ، وأدركت حينها قوى الاستعمار تأثير الشريف ، فدبرت المؤامرات ضده ، وأفشلت مشروعه الوحدوي ، ولكنه لم تغفل عينه عن القدس وأقصاها ، و وُري جسده الطاهر على عتبات الأقصى المبارك ، وضريحه ماثل للعيان .
وتسلم راية القدس من بعده عبدالله الأول بن الحسين والذي لحق بركب الشهداء على باحات الأقصى ، فاستشهد برصاصات الغدر والخيانة عام 1951 ، بعد تحقيق اعظم انجاز عربي حفظ القدس وفلسطين ، وهو الوحدة بين الضفتين ، فأدركت قوى الغدر حينها كم هو تأثير الملك عبدالله الأول ، وفعلت فعلتها القذرة .
وانتقلت الراية المقدسية الى الحسين بن طلال رحمه الله الذي في عهده سطر الجيش العربي ملحمة عربية رسخت أن القدس لن تهون في معركة الكرامة عام 1968 ، وفي التسعينات وبعد مضي سنوات من اتفاقية وادي عربة حينما انتهك الصهاينة السيادة الأردنية باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها خالد مشعل ، وهو مواطن أردني ، فقال لهم قولته المشهورة والتي لا زلت حتى اللحظة استحضر مشهد جلالته وهو يلقي الخطاب وكأني أراه الان ، بصوته الجهوري ونبرته الغاضبة :' حياة خالد مشعل بكفة ، واتفاقية وادي عربة بكفة ' ولم تمض سويعات حتى أتى الصهاينة بالمصل المخصص للعلاج .
وفي نفس الفترة ، لا زلت أرى الحسين ماثلا حتى اللحظة أمام عيناي ، حينما قال :' والشيخ أحمد ياسين سيفرج عنه الليلة حتما ' وفعلا حينها أفرج عن الشيخ الشهيد ، واستقبله الحسين الراحل وعيونه ملئى بالفرح ، وكنت من ضمن من تشرف بزيارة الشيخ الشهيد في المدينة الطبية.
لم أقصد بتلك المواقف مجرد السرد ، انما أردت أن أنعش الذاكرة الأردنية والعربية أن الوقفة الهاشمية بجانب القدس ليست وليدة الساعة ، وانما هي أزلية ، واليوم أعاد الموقف الأردني عالميا وعربيا ، ومحليا، البوصلة الى اتجاهها الصحيح ، وهو القدس .
مضت 8 أيام تقريبا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتضمن اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، استقرأنا خلاله لحظات ما قبل الاعتراف المشؤوم وما بعده ، عالميا وفلسطينيا ، لم نر أرقى وأنجع من الموقف الأردني للتصدي لذلك القرار ، وكلنا رأى ذلك خلال متابعة مؤتمر القمة الإسلامية بتركيا ، حيث لم يحضر من القادة على المستوى العربي إلا قلة على رأسهم الملك عبدالله الثاني ، الذي لولا تحركه على الصعيد الإسلامي العالمي لم يكن ذلك المؤتمر .
أما على الصعيد المحلي ، لم يكن يحلم المواطن أبدا أن يعاد النظر باتفاقية وادي عربة المشؤومة ، واتفاقية الغاز ، التي طالب الشعب مرارا بوقفها ، الآن بدأ جلالته يأخذ زمام المبادرة بالضغط بكل تلك الأوراق ، في رسالة هاشمية صريحة بأن الأردن قوي ، وأسلحته قوية ، ولن تثنيه عن مواقفه لا تهديدات الصهاينة ، ولا الضغوطات الدولية .
في الساعات الأولى لقرار ترامب اللعين ، تحرك جلالة الملك الى تركيا ، وباتصالاته الدولية الدبلوماسية استطاع أن يجمع الدول الإسلامية من جديد على بوصلة القدس ، فوصلت الرسالة من جلالته الى ترامب ونتنياهو والعالم كله ، أن الأردن قوي بعمقه الإسلامي الواقف خلفه صفا واحدا ازاء قضية القدس ، وإن كان الوضع العربي بائسا ، فاحذر يا ترامب ونتنياهو من المس بالقدس .
في الجانب المحلي ، التفت القوى المحلية والحزبية والشعبية كلها خلف الملك صفا واحدا ، معلنة دعمها لجهوده بالتصدي لقرار ترامب ، وأعلن جلالته الأسبوع الماضي فخره بتلك الوقفة ،لكننا بحاجة لموقف شعبي حزبي نقابي أكثر فاعلية ، يوازي جهود جلالته أمام المحافل الدولية ، فقوة جلالته من قوة الشعب ، وقوة الشعب من قوة جلالته ، ولا مجال لأي اختلاف بيننا ، فالأردن قدره منذ الأزل أن يواجه الخطر المحدق بالقدس وذلك فخر لنا ليس منة ، وهذه معركتنا إن لم نضع يدنا بيد جلالته ، سنخسر المعركة الى الأبد لا قدر الله .
للحق أقول أن البعض يظن أنني بالمصطلح العامي ' أسحج ' للملك طمعا في فتات دنيا هزيل ، لكنني أقولها بلا تردد ليس ذلك أبدا ، فنحن نختلف بالشؤون الداخلية اختلاف حب ، واختلاف أسرة واحدة ، للمصلحة العامة وليس لمجرد التنازع ، لكنني بكل تجرد ، رأيت المواقف العالمية والعربية ازاء القدس عامة ، وقرار 'ترامب' خاصة ، ورأيت موقف الملك ، وكلنا رأينا الحقيقة واضحة وضوح الشمس ، والشمس لا تغطى بغربال ، وحده الأردن بقيادته الهاشمية تصدى بفاعلية قدر الإمكان لقرار ترامب ، ولكل خطر هدد ويهدد الأقصى ، وما حادثة أبواب الأقصى التي حاول الاحتلال نصبها لمنع أهل القدس من الصلاة فيه بحرية عنا ببعيدة ، وما موقف الأردن الرافض لاستقبال طاقم السفارة الصهيونية القاتل لأبنائنا عنا ببعيد ، وما وما .. ، ما تعجز الذاكرة عن ايراده من المواقف المشرفة.
المطلوب منا الآن جميعا التوحد يدا واحدة قلبا واحدا ، خلف الملك في قضية القدس ، فالخطر ليس بالسهل ، لكنه سيكون ذليلا أمام الأردنيين طالما نبضهم واحد بالتوازي مع نبض الملك الناطق دوما ' أن القدس عربية الى الأبد شاء من شاء وأبى من أبى ولا سلام من دونها '.
نضال سلامة - كان جده الفاتح المعنوي الأول للقدس ، و خلد ذلك الفتح القرآن الكريم حينما قال تعالى :' سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ' ، وحمل الزمان رسالة جده الأول الذي أوصى بالقدس قائلا حينما سئل عن زيارة المسجد الأقصى المبارك :' 'أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره'، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: 'فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه'.
وانتقلت راية الوصاية على القدس الى عمر بن الخطاب ، ثم صلاح الدين الأيوبي ، وعبر حقبات زمنية طويلة ، الى أن تسلمها الشريف الحسين بن علي الذي قاد الثورة والحلم العربي ، ليخرج بالعرب من نفق الفرقة والجهالة المظلم ، وأدركت حينها قوى الاستعمار تأثير الشريف ، فدبرت المؤامرات ضده ، وأفشلت مشروعه الوحدوي ، ولكنه لم تغفل عينه عن القدس وأقصاها ، و وُري جسده الطاهر على عتبات الأقصى المبارك ، وضريحه ماثل للعيان .
وتسلم راية القدس من بعده عبدالله الأول بن الحسين والذي لحق بركب الشهداء على باحات الأقصى ، فاستشهد برصاصات الغدر والخيانة عام 1951 ، بعد تحقيق اعظم انجاز عربي حفظ القدس وفلسطين ، وهو الوحدة بين الضفتين ، فأدركت قوى الغدر حينها كم هو تأثير الملك عبدالله الأول ، وفعلت فعلتها القذرة .
وانتقلت الراية المقدسية الى الحسين بن طلال رحمه الله الذي في عهده سطر الجيش العربي ملحمة عربية رسخت أن القدس لن تهون في معركة الكرامة عام 1968 ، وفي التسعينات وبعد مضي سنوات من اتفاقية وادي عربة حينما انتهك الصهاينة السيادة الأردنية باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها خالد مشعل ، وهو مواطن أردني ، فقال لهم قولته المشهورة والتي لا زلت حتى اللحظة استحضر مشهد جلالته وهو يلقي الخطاب وكأني أراه الان ، بصوته الجهوري ونبرته الغاضبة :' حياة خالد مشعل بكفة ، واتفاقية وادي عربة بكفة ' ولم تمض سويعات حتى أتى الصهاينة بالمصل المخصص للعلاج .
وفي نفس الفترة ، لا زلت أرى الحسين ماثلا حتى اللحظة أمام عيناي ، حينما قال :' والشيخ أحمد ياسين سيفرج عنه الليلة حتما ' وفعلا حينها أفرج عن الشيخ الشهيد ، واستقبله الحسين الراحل وعيونه ملئى بالفرح ، وكنت من ضمن من تشرف بزيارة الشيخ الشهيد في المدينة الطبية.
لم أقصد بتلك المواقف مجرد السرد ، انما أردت أن أنعش الذاكرة الأردنية والعربية أن الوقفة الهاشمية بجانب القدس ليست وليدة الساعة ، وانما هي أزلية ، واليوم أعاد الموقف الأردني عالميا وعربيا ، ومحليا، البوصلة الى اتجاهها الصحيح ، وهو القدس .
مضت 8 أيام تقريبا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتضمن اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، استقرأنا خلاله لحظات ما قبل الاعتراف المشؤوم وما بعده ، عالميا وفلسطينيا ، لم نر أرقى وأنجع من الموقف الأردني للتصدي لذلك القرار ، وكلنا رأى ذلك خلال متابعة مؤتمر القمة الإسلامية بتركيا ، حيث لم يحضر من القادة على المستوى العربي إلا قلة على رأسهم الملك عبدالله الثاني ، الذي لولا تحركه على الصعيد الإسلامي العالمي لم يكن ذلك المؤتمر .
أما على الصعيد المحلي ، لم يكن يحلم المواطن أبدا أن يعاد النظر باتفاقية وادي عربة المشؤومة ، واتفاقية الغاز ، التي طالب الشعب مرارا بوقفها ، الآن بدأ جلالته يأخذ زمام المبادرة بالضغط بكل تلك الأوراق ، في رسالة هاشمية صريحة بأن الأردن قوي ، وأسلحته قوية ، ولن تثنيه عن مواقفه لا تهديدات الصهاينة ، ولا الضغوطات الدولية .
في الساعات الأولى لقرار ترامب اللعين ، تحرك جلالة الملك الى تركيا ، وباتصالاته الدولية الدبلوماسية استطاع أن يجمع الدول الإسلامية من جديد على بوصلة القدس ، فوصلت الرسالة من جلالته الى ترامب ونتنياهو والعالم كله ، أن الأردن قوي بعمقه الإسلامي الواقف خلفه صفا واحدا ازاء قضية القدس ، وإن كان الوضع العربي بائسا ، فاحذر يا ترامب ونتنياهو من المس بالقدس .
في الجانب المحلي ، التفت القوى المحلية والحزبية والشعبية كلها خلف الملك صفا واحدا ، معلنة دعمها لجهوده بالتصدي لقرار ترامب ، وأعلن جلالته الأسبوع الماضي فخره بتلك الوقفة ،لكننا بحاجة لموقف شعبي حزبي نقابي أكثر فاعلية ، يوازي جهود جلالته أمام المحافل الدولية ، فقوة جلالته من قوة الشعب ، وقوة الشعب من قوة جلالته ، ولا مجال لأي اختلاف بيننا ، فالأردن قدره منذ الأزل أن يواجه الخطر المحدق بالقدس وذلك فخر لنا ليس منة ، وهذه معركتنا إن لم نضع يدنا بيد جلالته ، سنخسر المعركة الى الأبد لا قدر الله .
للحق أقول أن البعض يظن أنني بالمصطلح العامي ' أسحج ' للملك طمعا في فتات دنيا هزيل ، لكنني أقولها بلا تردد ليس ذلك أبدا ، فنحن نختلف بالشؤون الداخلية اختلاف حب ، واختلاف أسرة واحدة ، للمصلحة العامة وليس لمجرد التنازع ، لكنني بكل تجرد ، رأيت المواقف العالمية والعربية ازاء القدس عامة ، وقرار 'ترامب' خاصة ، ورأيت موقف الملك ، وكلنا رأينا الحقيقة واضحة وضوح الشمس ، والشمس لا تغطى بغربال ، وحده الأردن بقيادته الهاشمية تصدى بفاعلية قدر الإمكان لقرار ترامب ، ولكل خطر هدد ويهدد الأقصى ، وما حادثة أبواب الأقصى التي حاول الاحتلال نصبها لمنع أهل القدس من الصلاة فيه بحرية عنا ببعيدة ، وما موقف الأردن الرافض لاستقبال طاقم السفارة الصهيونية القاتل لأبنائنا عنا ببعيد ، وما وما .. ، ما تعجز الذاكرة عن ايراده من المواقف المشرفة.
المطلوب منا الآن جميعا التوحد يدا واحدة قلبا واحدا ، خلف الملك في قضية القدس ، فالخطر ليس بالسهل ، لكنه سيكون ذليلا أمام الأردنيين طالما نبضهم واحد بالتوازي مع نبض الملك الناطق دوما ' أن القدس عربية الى الأبد شاء من شاء وأبى من أبى ولا سلام من دونها '.
نضال سلامة - كان جده الفاتح المعنوي الأول للقدس ، و خلد ذلك الفتح القرآن الكريم حينما قال تعالى :' سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ' ، وحمل الزمان رسالة جده الأول الذي أوصى بالقدس قائلا حينما سئل عن زيارة المسجد الأقصى المبارك :' 'أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره'، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: 'فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه'.
وانتقلت راية الوصاية على القدس الى عمر بن الخطاب ، ثم صلاح الدين الأيوبي ، وعبر حقبات زمنية طويلة ، الى أن تسلمها الشريف الحسين بن علي الذي قاد الثورة والحلم العربي ، ليخرج بالعرب من نفق الفرقة والجهالة المظلم ، وأدركت حينها قوى الاستعمار تأثير الشريف ، فدبرت المؤامرات ضده ، وأفشلت مشروعه الوحدوي ، ولكنه لم تغفل عينه عن القدس وأقصاها ، و وُري جسده الطاهر على عتبات الأقصى المبارك ، وضريحه ماثل للعيان .
وتسلم راية القدس من بعده عبدالله الأول بن الحسين والذي لحق بركب الشهداء على باحات الأقصى ، فاستشهد برصاصات الغدر والخيانة عام 1951 ، بعد تحقيق اعظم انجاز عربي حفظ القدس وفلسطين ، وهو الوحدة بين الضفتين ، فأدركت قوى الغدر حينها كم هو تأثير الملك عبدالله الأول ، وفعلت فعلتها القذرة .
وانتقلت الراية المقدسية الى الحسين بن طلال رحمه الله الذي في عهده سطر الجيش العربي ملحمة عربية رسخت أن القدس لن تهون في معركة الكرامة عام 1968 ، وفي التسعينات وبعد مضي سنوات من اتفاقية وادي عربة حينما انتهك الصهاينة السيادة الأردنية باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها خالد مشعل ، وهو مواطن أردني ، فقال لهم قولته المشهورة والتي لا زلت حتى اللحظة استحضر مشهد جلالته وهو يلقي الخطاب وكأني أراه الان ، بصوته الجهوري ونبرته الغاضبة :' حياة خالد مشعل بكفة ، واتفاقية وادي عربة بكفة ' ولم تمض سويعات حتى أتى الصهاينة بالمصل المخصص للعلاج .
وفي نفس الفترة ، لا زلت أرى الحسين ماثلا حتى اللحظة أمام عيناي ، حينما قال :' والشيخ أحمد ياسين سيفرج عنه الليلة حتما ' وفعلا حينها أفرج عن الشيخ الشهيد ، واستقبله الحسين الراحل وعيونه ملئى بالفرح ، وكنت من ضمن من تشرف بزيارة الشيخ الشهيد في المدينة الطبية.
لم أقصد بتلك المواقف مجرد السرد ، انما أردت أن أنعش الذاكرة الأردنية والعربية أن الوقفة الهاشمية بجانب القدس ليست وليدة الساعة ، وانما هي أزلية ، واليوم أعاد الموقف الأردني عالميا وعربيا ، ومحليا، البوصلة الى اتجاهها الصحيح ، وهو القدس .
مضت 8 أيام تقريبا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتضمن اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، استقرأنا خلاله لحظات ما قبل الاعتراف المشؤوم وما بعده ، عالميا وفلسطينيا ، لم نر أرقى وأنجع من الموقف الأردني للتصدي لذلك القرار ، وكلنا رأى ذلك خلال متابعة مؤتمر القمة الإسلامية بتركيا ، حيث لم يحضر من القادة على المستوى العربي إلا قلة على رأسهم الملك عبدالله الثاني ، الذي لولا تحركه على الصعيد الإسلامي العالمي لم يكن ذلك المؤتمر .
أما على الصعيد المحلي ، لم يكن يحلم المواطن أبدا أن يعاد النظر باتفاقية وادي عربة المشؤومة ، واتفاقية الغاز ، التي طالب الشعب مرارا بوقفها ، الآن بدأ جلالته يأخذ زمام المبادرة بالضغط بكل تلك الأوراق ، في رسالة هاشمية صريحة بأن الأردن قوي ، وأسلحته قوية ، ولن تثنيه عن مواقفه لا تهديدات الصهاينة ، ولا الضغوطات الدولية .
في الساعات الأولى لقرار ترامب اللعين ، تحرك جلالة الملك الى تركيا ، وباتصالاته الدولية الدبلوماسية استطاع أن يجمع الدول الإسلامية من جديد على بوصلة القدس ، فوصلت الرسالة من جلالته الى ترامب ونتنياهو والعالم كله ، أن الأردن قوي بعمقه الإسلامي الواقف خلفه صفا واحدا ازاء قضية القدس ، وإن كان الوضع العربي بائسا ، فاحذر يا ترامب ونتنياهو من المس بالقدس .
في الجانب المحلي ، التفت القوى المحلية والحزبية والشعبية كلها خلف الملك صفا واحدا ، معلنة دعمها لجهوده بالتصدي لقرار ترامب ، وأعلن جلالته الأسبوع الماضي فخره بتلك الوقفة ،لكننا بحاجة لموقف شعبي حزبي نقابي أكثر فاعلية ، يوازي جهود جلالته أمام المحافل الدولية ، فقوة جلالته من قوة الشعب ، وقوة الشعب من قوة جلالته ، ولا مجال لأي اختلاف بيننا ، فالأردن قدره منذ الأزل أن يواجه الخطر المحدق بالقدس وذلك فخر لنا ليس منة ، وهذه معركتنا إن لم نضع يدنا بيد جلالته ، سنخسر المعركة الى الأبد لا قدر الله .
للحق أقول أن البعض يظن أنني بالمصطلح العامي ' أسحج ' للملك طمعا في فتات دنيا هزيل ، لكنني أقولها بلا تردد ليس ذلك أبدا ، فنحن نختلف بالشؤون الداخلية اختلاف حب ، واختلاف أسرة واحدة ، للمصلحة العامة وليس لمجرد التنازع ، لكنني بكل تجرد ، رأيت المواقف العالمية والعربية ازاء القدس عامة ، وقرار 'ترامب' خاصة ، ورأيت موقف الملك ، وكلنا رأينا الحقيقة واضحة وضوح الشمس ، والشمس لا تغطى بغربال ، وحده الأردن بقيادته الهاشمية تصدى بفاعلية قدر الإمكان لقرار ترامب ، ولكل خطر هدد ويهدد الأقصى ، وما حادثة أبواب الأقصى التي حاول الاحتلال نصبها لمنع أهل القدس من الصلاة فيه بحرية عنا ببعيدة ، وما موقف الأردن الرافض لاستقبال طاقم السفارة الصهيونية القاتل لأبنائنا عنا ببعيد ، وما وما .. ، ما تعجز الذاكرة عن ايراده من المواقف المشرفة.
المطلوب منا الآن جميعا التوحد يدا واحدة قلبا واحدا ، خلف الملك في قضية القدس ، فالخطر ليس بالسهل ، لكنه سيكون ذليلا أمام الأردنيين طالما نبضهم واحد بالتوازي مع نبض الملك الناطق دوما ' أن القدس عربية الى الأبد شاء من شاء وأبى من أبى ولا سلام من دونها '.
التعليقات