إن استراتيجية إسرائيل الأمنية تتسم بطابع هجومي واضح فقد قامت إسرائيل بشن أربع حروب كبرى ضد الدول العربية منذ عام 48 إضافة إلى عدد ضخم من العمليات العسكرية واسعة النطاق وقد اتسمت استراتيجية إسرائيل الأمنية بهذا الطابع الهجومي استناداً على تحليلات محددة لخصائص إسرائيل القومية والبيئة الاستراتيجية المحيطة بهذا على نحو أفرز مبادئ حرب معروفة تحولت إلى "عقيدة" وثقافة حرب لم تكن تتأثر كثيراً من جراء التغيرات التي تحدث لخصائص الدولة أو بيئتها الاستراتيجية.
وعلى الرغم من أن التوجه الهجومي للسياسة العسكرية الاسرائيلية قد تأثر نسبياً من جراء التحولات الحادة التي شهدتها مسار الصراع بفعل إقامة مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزه إلا أن إتجاه تأثير تلك المتغيرات على السياسة العسكرية الإسرائيلية ليس واضحاً أو نهائياً وسوف يظل هذا الوضع قائماً لأن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تفصل بين ما هو سياسي وما هو أمني- عسكري وتعطي أولوية تبدو غير مرنة للاعتبارات الأمنية العسكرية فأحد أهم أسس التفكير المسيطرة في المؤسسات الإسرائيلية هو أنه لا يوجد تعارض منطقي بين استخدام القوة المسلحة أو التفكير في استخدامها وبين السير في اتجاه التسوية السلمية أو التوصل إلى تسويات جزئية أو عامة بالفعل.
فاعتبارات الأمن مستقلة عن اعتبارات السياسة حتى في أذهان السياسيين الإسرائيليين أنفسهم لكن الأهم أن اعتبارات الأمن تبعاً للمفاهيم الأمنية الإسرائيلية تتقدم على الاعتبارات السياسية فاستمرار إسرائيل كدولة آمنة أمناً كاملاً استناداً على عناصر قوتها الخاصة أهم بكثير من التسوية السلمية لصراعها مع الدول العربية. ويزداد التأكيد الإسرائيلي على دور القوة العسكرية في مجالات جديدة تتصل بإطار التسوية السلمية ذاته فيما يتعلق بالتوصل إليها أو ما يسمى الحفاظ عليها وسوف يظل هذا الوضع قائماً أيضاً فهناك جمود نسبي على هذا المستوى.
في النهاية فإن احتمالات الحرب في السياسة الإسرائيلية قائمة ولا ترتبط بتفاعلات إقليمية كبرى وإنما بتهديدات مباشرة لأمن إسرائيل لكن مشكلة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إنها لا تشعر بإطمئنان دون أن تفكر بأن حرباً ما قادمة لا يمكن إخضاعه للحسابات المنطقية.
talal_gerasa@yahoo.com
إن استراتيجية إسرائيل الأمنية تتسم بطابع هجومي واضح فقد قامت إسرائيل بشن أربع حروب كبرى ضد الدول العربية منذ عام 48 إضافة إلى عدد ضخم من العمليات العسكرية واسعة النطاق وقد اتسمت استراتيجية إسرائيل الأمنية بهذا الطابع الهجومي استناداً على تحليلات محددة لخصائص إسرائيل القومية والبيئة الاستراتيجية المحيطة بهذا على نحو أفرز مبادئ حرب معروفة تحولت إلى "عقيدة" وثقافة حرب لم تكن تتأثر كثيراً من جراء التغيرات التي تحدث لخصائص الدولة أو بيئتها الاستراتيجية.
وعلى الرغم من أن التوجه الهجومي للسياسة العسكرية الاسرائيلية قد تأثر نسبياً من جراء التحولات الحادة التي شهدتها مسار الصراع بفعل إقامة مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزه إلا أن إتجاه تأثير تلك المتغيرات على السياسة العسكرية الإسرائيلية ليس واضحاً أو نهائياً وسوف يظل هذا الوضع قائماً لأن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تفصل بين ما هو سياسي وما هو أمني- عسكري وتعطي أولوية تبدو غير مرنة للاعتبارات الأمنية العسكرية فأحد أهم أسس التفكير المسيطرة في المؤسسات الإسرائيلية هو أنه لا يوجد تعارض منطقي بين استخدام القوة المسلحة أو التفكير في استخدامها وبين السير في اتجاه التسوية السلمية أو التوصل إلى تسويات جزئية أو عامة بالفعل.
فاعتبارات الأمن مستقلة عن اعتبارات السياسة حتى في أذهان السياسيين الإسرائيليين أنفسهم لكن الأهم أن اعتبارات الأمن تبعاً للمفاهيم الأمنية الإسرائيلية تتقدم على الاعتبارات السياسية فاستمرار إسرائيل كدولة آمنة أمناً كاملاً استناداً على عناصر قوتها الخاصة أهم بكثير من التسوية السلمية لصراعها مع الدول العربية. ويزداد التأكيد الإسرائيلي على دور القوة العسكرية في مجالات جديدة تتصل بإطار التسوية السلمية ذاته فيما يتعلق بالتوصل إليها أو ما يسمى الحفاظ عليها وسوف يظل هذا الوضع قائماً أيضاً فهناك جمود نسبي على هذا المستوى.
في النهاية فإن احتمالات الحرب في السياسة الإسرائيلية قائمة ولا ترتبط بتفاعلات إقليمية كبرى وإنما بتهديدات مباشرة لأمن إسرائيل لكن مشكلة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إنها لا تشعر بإطمئنان دون أن تفكر بأن حرباً ما قادمة لا يمكن إخضاعه للحسابات المنطقية.
talal_gerasa@yahoo.com
إن استراتيجية إسرائيل الأمنية تتسم بطابع هجومي واضح فقد قامت إسرائيل بشن أربع حروب كبرى ضد الدول العربية منذ عام 48 إضافة إلى عدد ضخم من العمليات العسكرية واسعة النطاق وقد اتسمت استراتيجية إسرائيل الأمنية بهذا الطابع الهجومي استناداً على تحليلات محددة لخصائص إسرائيل القومية والبيئة الاستراتيجية المحيطة بهذا على نحو أفرز مبادئ حرب معروفة تحولت إلى "عقيدة" وثقافة حرب لم تكن تتأثر كثيراً من جراء التغيرات التي تحدث لخصائص الدولة أو بيئتها الاستراتيجية.
وعلى الرغم من أن التوجه الهجومي للسياسة العسكرية الاسرائيلية قد تأثر نسبياً من جراء التحولات الحادة التي شهدتها مسار الصراع بفعل إقامة مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزه إلا أن إتجاه تأثير تلك المتغيرات على السياسة العسكرية الإسرائيلية ليس واضحاً أو نهائياً وسوف يظل هذا الوضع قائماً لأن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تفصل بين ما هو سياسي وما هو أمني- عسكري وتعطي أولوية تبدو غير مرنة للاعتبارات الأمنية العسكرية فأحد أهم أسس التفكير المسيطرة في المؤسسات الإسرائيلية هو أنه لا يوجد تعارض منطقي بين استخدام القوة المسلحة أو التفكير في استخدامها وبين السير في اتجاه التسوية السلمية أو التوصل إلى تسويات جزئية أو عامة بالفعل.
فاعتبارات الأمن مستقلة عن اعتبارات السياسة حتى في أذهان السياسيين الإسرائيليين أنفسهم لكن الأهم أن اعتبارات الأمن تبعاً للمفاهيم الأمنية الإسرائيلية تتقدم على الاعتبارات السياسية فاستمرار إسرائيل كدولة آمنة أمناً كاملاً استناداً على عناصر قوتها الخاصة أهم بكثير من التسوية السلمية لصراعها مع الدول العربية. ويزداد التأكيد الإسرائيلي على دور القوة العسكرية في مجالات جديدة تتصل بإطار التسوية السلمية ذاته فيما يتعلق بالتوصل إليها أو ما يسمى الحفاظ عليها وسوف يظل هذا الوضع قائماً أيضاً فهناك جمود نسبي على هذا المستوى.
في النهاية فإن احتمالات الحرب في السياسة الإسرائيلية قائمة ولا ترتبط بتفاعلات إقليمية كبرى وإنما بتهديدات مباشرة لأمن إسرائيل لكن مشكلة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إنها لا تشعر بإطمئنان دون أن تفكر بأن حرباً ما قادمة لا يمكن إخضاعه للحسابات المنطقية.
talal_gerasa@yahoo.com
التعليقات