عصر الجمعة ، كنا على موعد مع البطولة ، مع العزة والكبرياء ، هناك في خانيونس ، حيث تصدى رجال المقاومة لقوة صهيونية من عناصر النخبة ، فقتلوا اثنين من رجالها ، بينهم قائد كتيبة وجرحوا آخرين.
هكذا أكد الرجال أن الأيدي لم تغادر الزناد ، وأن روح المقاومة لم تتراجع ، وأن كلام الأدعياء لا يعدو أن يكون مزايدة لا أكثر ، لا سيما أن المسافة بين ما يجري في قطاع غزة وما يجري في الضفة الغربية شاسعة إلى حد كبير.
هناك في الضفة لا يكفون عن ممارسة الهجاء بحق حماس والمقاومة كي يداروا بؤس ما يفعلون ، فلو سمحت حماس بالصواريخ من القطاع ، ورد العدو على نحو عنيف لقالوا إنها ضيعت دماء الناس في مغامراتها ، وإذا حاولت التفاهم مع الفصائل على وقف الصواريخ لاعتبارات ترميم الوضع بعد الحرب ، فهم يضعون ذلك في ذات السلة مع مطاردة المقاومة في الضفة الغربية.
أين هم المعتقلون على خلفية مقاومة الاحتلال ، بما في ذلك إطلاق الصواريخ في قطاع غزة ، ولو من باب المزايدة (كلام الزهار لم يكن موفقا وهو خالف كلام القياديين الآخرين الذي دأبوا على اعتبار ذلك ردا على ممارسات الاحتلال)؟ لكن في المقابل أين يقبع خيرة الرجال في الضة الغربية؟ ألا يخرجون من سجون الاحتلال ليجدوا سجون الأشقاء في انتظارهم ، بينما يتعرضون للتعذيب والتنكيل هم وعائلاتهم؟، هل رأيتم ما فعل جنود دايتون بالصاروخ الذي كان على وشك الانطلاق من إحدى قرى الضفة الغربية؟ أرأيتم كيف اعتقلوا الخلية وسلّموا الصاروخ لسلطات الاحتلال؟، لا مقارنة بين الحالتين أيها السادة. بين من يطارد المصالحة على قاعدة ضم القطاع إلى الضفة الغربية في سياق برنامج دايتون والسلطة تحت الاحتلال والمفاوضات إلى أمد مفتوح ، وبين من يطلبها على قاعدة التوافق على برنامج للمقاومة يمكنه تحقيق نتائج عملية للشعب الفلسطيني.
ثمة فرق بين من يتحدث عن المقاومة كخيار إستراتيجي ، وبين من يتحدث عن خيار واحد ووحيد هو التفاوض ، والانسجام مع برنامج (دايتون - بلير) بصرف النظر عن نتيجة التفاوض.
هل يستويان مثلا؟ كلا ورب الكعبة ، لكن بعض قومنا أعمتهم الحزبية ، وصاروا أبواقا تردد ما تدرك أنه الباطل ، أما جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، وجماهير الأمة معها فتعرف الفارق بين الحالتين وبين البرنامجين.
يبقى أولئك الذي يتحدثون عن المصالحة وكأنها الدواء الشافي من كل داء ، لا سيما قوى اليسار في الساحة الفلسطينية. على هؤلاء إذا أرادوا إقناع الناس بما يقولون أن يحرروا المصطلح ، مصطلح المصالحة ، ويجيبوا بعد ذلك عن الكيفية التي يمكن للورقة المصرية أن تدعم برنامج المقاومة الذي يزعمون تبنيه ، بينما يدرك كل العقلاء أنه هدفها الأساسي هو إجراء انتخابات مبرمجة تخرج حماس من الباب الذي دخلت منه ، ولينضم الجميع بعد ذلك إلى خيار الذين اختطفوا فتح ومنظمة التحرير بعد ياسر عرفات.
في خانيونس قال الرجال الحقيقة ، قالوا إنهم لم يغادروا مربع المقاومة ، وأنهم جاهزون للرد ، كما أنهم يبحثون عما يعزز قدرتهم الردعية ، بينما يمضي الآخرون في برنامج إرضاء المحتل والتأكيد على أهليتهم لحماية أمنه.
لقد قلنا وسنظل نقول إن الوضع الفلسطيني لن يقلع من دون مصالحة على أسس جديدة عنوانها إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة محررة ، أو شبه محررة ، ومن ثم إطلاق مقاومة في كل الأرض الفلسطينية حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط.
هذا هو الخيار الذي يمكن للفلسطينيين أن يتفقوا عليه ، وهو الخيار الذي يمكن أن يفرض نفسه على الوضع العربي ، وهو الذي سيحظى بدعم لا محدود من الشارع العربي والإسلامي ، بينما لا يبشرنا الخيار الآخر سوى بالمزيد من الاستيطان والتهويد ، فضلا عما يبشرنا به من حل بائس ، سواء تمثل في صفقة مشوهة ، أم في استمرار وضع السلطة تحت الاحتلال ، أو الدولة المؤقتة بتعبير رموز الاحتلال.
الدستور
التاريخ : 29-03-2010
عصر الجمعة ، كنا على موعد مع البطولة ، مع العزة والكبرياء ، هناك في خانيونس ، حيث تصدى رجال المقاومة لقوة صهيونية من عناصر النخبة ، فقتلوا اثنين من رجالها ، بينهم قائد كتيبة وجرحوا آخرين.
هكذا أكد الرجال أن الأيدي لم تغادر الزناد ، وأن روح المقاومة لم تتراجع ، وأن كلام الأدعياء لا يعدو أن يكون مزايدة لا أكثر ، لا سيما أن المسافة بين ما يجري في قطاع غزة وما يجري في الضفة الغربية شاسعة إلى حد كبير.
هناك في الضفة لا يكفون عن ممارسة الهجاء بحق حماس والمقاومة كي يداروا بؤس ما يفعلون ، فلو سمحت حماس بالصواريخ من القطاع ، ورد العدو على نحو عنيف لقالوا إنها ضيعت دماء الناس في مغامراتها ، وإذا حاولت التفاهم مع الفصائل على وقف الصواريخ لاعتبارات ترميم الوضع بعد الحرب ، فهم يضعون ذلك في ذات السلة مع مطاردة المقاومة في الضفة الغربية.
أين هم المعتقلون على خلفية مقاومة الاحتلال ، بما في ذلك إطلاق الصواريخ في قطاع غزة ، ولو من باب المزايدة (كلام الزهار لم يكن موفقا وهو خالف كلام القياديين الآخرين الذي دأبوا على اعتبار ذلك ردا على ممارسات الاحتلال)؟ لكن في المقابل أين يقبع خيرة الرجال في الضة الغربية؟ ألا يخرجون من سجون الاحتلال ليجدوا سجون الأشقاء في انتظارهم ، بينما يتعرضون للتعذيب والتنكيل هم وعائلاتهم؟، هل رأيتم ما فعل جنود دايتون بالصاروخ الذي كان على وشك الانطلاق من إحدى قرى الضفة الغربية؟ أرأيتم كيف اعتقلوا الخلية وسلّموا الصاروخ لسلطات الاحتلال؟، لا مقارنة بين الحالتين أيها السادة. بين من يطارد المصالحة على قاعدة ضم القطاع إلى الضفة الغربية في سياق برنامج دايتون والسلطة تحت الاحتلال والمفاوضات إلى أمد مفتوح ، وبين من يطلبها على قاعدة التوافق على برنامج للمقاومة يمكنه تحقيق نتائج عملية للشعب الفلسطيني.
ثمة فرق بين من يتحدث عن المقاومة كخيار إستراتيجي ، وبين من يتحدث عن خيار واحد ووحيد هو التفاوض ، والانسجام مع برنامج (دايتون - بلير) بصرف النظر عن نتيجة التفاوض.
هل يستويان مثلا؟ كلا ورب الكعبة ، لكن بعض قومنا أعمتهم الحزبية ، وصاروا أبواقا تردد ما تدرك أنه الباطل ، أما جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، وجماهير الأمة معها فتعرف الفارق بين الحالتين وبين البرنامجين.
يبقى أولئك الذي يتحدثون عن المصالحة وكأنها الدواء الشافي من كل داء ، لا سيما قوى اليسار في الساحة الفلسطينية. على هؤلاء إذا أرادوا إقناع الناس بما يقولون أن يحرروا المصطلح ، مصطلح المصالحة ، ويجيبوا بعد ذلك عن الكيفية التي يمكن للورقة المصرية أن تدعم برنامج المقاومة الذي يزعمون تبنيه ، بينما يدرك كل العقلاء أنه هدفها الأساسي هو إجراء انتخابات مبرمجة تخرج حماس من الباب الذي دخلت منه ، ولينضم الجميع بعد ذلك إلى خيار الذين اختطفوا فتح ومنظمة التحرير بعد ياسر عرفات.
في خانيونس قال الرجال الحقيقة ، قالوا إنهم لم يغادروا مربع المقاومة ، وأنهم جاهزون للرد ، كما أنهم يبحثون عما يعزز قدرتهم الردعية ، بينما يمضي الآخرون في برنامج إرضاء المحتل والتأكيد على أهليتهم لحماية أمنه.
لقد قلنا وسنظل نقول إن الوضع الفلسطيني لن يقلع من دون مصالحة على أسس جديدة عنوانها إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة محررة ، أو شبه محررة ، ومن ثم إطلاق مقاومة في كل الأرض الفلسطينية حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط.
هذا هو الخيار الذي يمكن للفلسطينيين أن يتفقوا عليه ، وهو الخيار الذي يمكن أن يفرض نفسه على الوضع العربي ، وهو الذي سيحظى بدعم لا محدود من الشارع العربي والإسلامي ، بينما لا يبشرنا الخيار الآخر سوى بالمزيد من الاستيطان والتهويد ، فضلا عما يبشرنا به من حل بائس ، سواء تمثل في صفقة مشوهة ، أم في استمرار وضع السلطة تحت الاحتلال ، أو الدولة المؤقتة بتعبير رموز الاحتلال.
الدستور
التاريخ : 29-03-2010
عصر الجمعة ، كنا على موعد مع البطولة ، مع العزة والكبرياء ، هناك في خانيونس ، حيث تصدى رجال المقاومة لقوة صهيونية من عناصر النخبة ، فقتلوا اثنين من رجالها ، بينهم قائد كتيبة وجرحوا آخرين.
هكذا أكد الرجال أن الأيدي لم تغادر الزناد ، وأن روح المقاومة لم تتراجع ، وأن كلام الأدعياء لا يعدو أن يكون مزايدة لا أكثر ، لا سيما أن المسافة بين ما يجري في قطاع غزة وما يجري في الضفة الغربية شاسعة إلى حد كبير.
هناك في الضفة لا يكفون عن ممارسة الهجاء بحق حماس والمقاومة كي يداروا بؤس ما يفعلون ، فلو سمحت حماس بالصواريخ من القطاع ، ورد العدو على نحو عنيف لقالوا إنها ضيعت دماء الناس في مغامراتها ، وإذا حاولت التفاهم مع الفصائل على وقف الصواريخ لاعتبارات ترميم الوضع بعد الحرب ، فهم يضعون ذلك في ذات السلة مع مطاردة المقاومة في الضفة الغربية.
أين هم المعتقلون على خلفية مقاومة الاحتلال ، بما في ذلك إطلاق الصواريخ في قطاع غزة ، ولو من باب المزايدة (كلام الزهار لم يكن موفقا وهو خالف كلام القياديين الآخرين الذي دأبوا على اعتبار ذلك ردا على ممارسات الاحتلال)؟ لكن في المقابل أين يقبع خيرة الرجال في الضة الغربية؟ ألا يخرجون من سجون الاحتلال ليجدوا سجون الأشقاء في انتظارهم ، بينما يتعرضون للتعذيب والتنكيل هم وعائلاتهم؟، هل رأيتم ما فعل جنود دايتون بالصاروخ الذي كان على وشك الانطلاق من إحدى قرى الضفة الغربية؟ أرأيتم كيف اعتقلوا الخلية وسلّموا الصاروخ لسلطات الاحتلال؟، لا مقارنة بين الحالتين أيها السادة. بين من يطارد المصالحة على قاعدة ضم القطاع إلى الضفة الغربية في سياق برنامج دايتون والسلطة تحت الاحتلال والمفاوضات إلى أمد مفتوح ، وبين من يطلبها على قاعدة التوافق على برنامج للمقاومة يمكنه تحقيق نتائج عملية للشعب الفلسطيني.
ثمة فرق بين من يتحدث عن المقاومة كخيار إستراتيجي ، وبين من يتحدث عن خيار واحد ووحيد هو التفاوض ، والانسجام مع برنامج (دايتون - بلير) بصرف النظر عن نتيجة التفاوض.
هل يستويان مثلا؟ كلا ورب الكعبة ، لكن بعض قومنا أعمتهم الحزبية ، وصاروا أبواقا تردد ما تدرك أنه الباطل ، أما جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، وجماهير الأمة معها فتعرف الفارق بين الحالتين وبين البرنامجين.
يبقى أولئك الذي يتحدثون عن المصالحة وكأنها الدواء الشافي من كل داء ، لا سيما قوى اليسار في الساحة الفلسطينية. على هؤلاء إذا أرادوا إقناع الناس بما يقولون أن يحرروا المصطلح ، مصطلح المصالحة ، ويجيبوا بعد ذلك عن الكيفية التي يمكن للورقة المصرية أن تدعم برنامج المقاومة الذي يزعمون تبنيه ، بينما يدرك كل العقلاء أنه هدفها الأساسي هو إجراء انتخابات مبرمجة تخرج حماس من الباب الذي دخلت منه ، ولينضم الجميع بعد ذلك إلى خيار الذين اختطفوا فتح ومنظمة التحرير بعد ياسر عرفات.
في خانيونس قال الرجال الحقيقة ، قالوا إنهم لم يغادروا مربع المقاومة ، وأنهم جاهزون للرد ، كما أنهم يبحثون عما يعزز قدرتهم الردعية ، بينما يمضي الآخرون في برنامج إرضاء المحتل والتأكيد على أهليتهم لحماية أمنه.
لقد قلنا وسنظل نقول إن الوضع الفلسطيني لن يقلع من دون مصالحة على أسس جديدة عنوانها إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة محررة ، أو شبه محررة ، ومن ثم إطلاق مقاومة في كل الأرض الفلسطينية حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط.
هذا هو الخيار الذي يمكن للفلسطينيين أن يتفقوا عليه ، وهو الخيار الذي يمكن أن يفرض نفسه على الوضع العربي ، وهو الذي سيحظى بدعم لا محدود من الشارع العربي والإسلامي ، بينما لا يبشرنا الخيار الآخر سوى بالمزيد من الاستيطان والتهويد ، فضلا عما يبشرنا به من حل بائس ، سواء تمثل في صفقة مشوهة ، أم في استمرار وضع السلطة تحت الاحتلال ، أو الدولة المؤقتة بتعبير رموز الاحتلال.
الدستور
التاريخ : 29-03-2010
التعليقات
قواك الله يا ياسر واعطاك الصحة والعافية لتبقى ترد على زلم دايتون
قواك الله يا ياسر واعطاك الصحة والعافية لتبقى ترد على زلم دايتون
كثيرا ما اتابع مقالاتك و لقاءاتك على الفضائيات واحس حين تتكلم او تكتب انك تتكلم بما يجيش في صدري وتعبر عني وعن الكثير ممن يتبنون خط المقاومة وان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بها.
وبالتوفيق