كتب النائب السابق علي السنيد – سلام على الأردن ، وعلى شهدائه الابرار . وسبحان من اعلاه ، وازهاه في قلوب الاردنيين كافة ، وجعله شامة، وشهامة ، وكرامة ، وعريناً مكيناً ، وخيمة من امان ، وفيه الحماة .
سلام الله على الجيش، وعلى الامن، وعلى الدرك في المعسكرات ، وفي الثكنات ، وفي الطائرات، وفي نقاط المراقبة والتفتيش ، وعلى الحدود ، وفوق قمم الجبال ، وعلى امتداد السهول .
سلام على الايدي الطاهرة التي لامست وجه الوطن بحنو وخشوع ، وتسهر في جفن الردى ، والناس نيام.
سلام على مواكب الشهداء الابرار ، وعلى الضباط و الافراد ، وعلى الاخيار والافذاذ ، وعلى من يقبلون ثغر الموت اذا مس الأردن طائف من الشر ، ونحن عنه غافلون.
سلام عليهم في الطوابير ، وفي الميادين ، وفي ساحات الوغى ، وفي احلام الشباب، وكحل الصبايا وليلة كركية تغفو في خبايا الروح تطلع من عبق بطولتهم.
فهم الاخيار والابرار ، وحماة الديار، وهم عنوان الكرامة، والشهامة.
وهم الكبرياء ، واهل الوفاء ، واوسمة من إباء على كتف الاردن الاعلى ، ومن عيونه يشعون نظرة حالمة تعطر المدى بزهرة من امل، ومن رجاء.
فيهم عبق السنين ، واول الحنين ، وذكرى الخنادق والبيارق ، واشتعال النيران في اثر الحرائق ، والموت الذي استل من بين الاحياء الشهداء فانحنى واعادهم من فوره احياء عند ربهم يرزقون ، ووفى الشهيد بوعد ربه وعاد للمحبوبة حياً تزفه زغاريد الصبايا الى الفرح الاخير ، وما تشيعه سوى دمعة طفلة تشكو حلو الوداع ، والشوق البعيد.
واشرق الحلم الاردني من حدقات عيونهم السود ، ومن زنودهم ، واستنارت عمان ، والمحافظات في الجنوب، وفي الشمال تحت انوار قلوبهم.
فحمى الله الجيش، والامن، والدرك املاً ، وترنيمة صلاة ، وحلماً يكبر في القلوب الكبيرة ، ولا يغفو ، وابتسامة عذبة على فم صغير ، وقطرات ندى تعانق غصناً اخضر .
صولة من حق ، وجولة ، وبطولة ، ورجالاً لا يهابون الموت ، وهامات لا تنثني ، وبندقية تظل في يد الابطال شاهداً على البطولة.
فهو الاردني الذي وفى بعهده ، واعطى من قلبه ، وحفظ طهر الثرى ، وما انثنى . وهو عماد الديار . وذاك الأردن موئل الاحرار، والابرار ، والخيرة ، والاخيار وما وهن يوماً في وجه المحن ، واستعلى على الموت والردى.
وما طأطأت هامة اردنية تحمل الشعار ، فسقى الارض اللون الاحمر ، وهمس في قلوب الاردنيين اغنية للحب ، والحياة.
فاذا جاؤوا يعانقون الموت وحدهم ، ويد الله معهم ، فسبحان الله يوم القى الرعب في قلوب اعدائهم ، وابقى في قلوب الاردنيين حبهم ، واوفوا لهم من خالص ودهم ، وجعلهم السادات ، ومنتصبي القامات، والهامات ، وشد عزيمتهم ببعضهم ، وسدد رميهم ، وجعلهم خير الاردنيين، واول المضحين ، فسلام الله عليهم اليوم وفي كل حين.
وتظل شامخاً يا ايها الاردن تطل من قلوب ابنائك خير بلد ، وتسكن في حدقات العيون السمر بقراك الصغيرة ، والمدن ، وتغتسل بالادمع الحرى ، وتخرج ابيض كالضحكة على شفاه الاطفال ، واحتفالاً في الروح يجيء في كل موعد.
ها انا اراك تأتي بسمة من قلوب صغيرة ، اودعت حنينها على الطرقات ، وما تزال تمشي ، فهي اغنية للتراب الاغلى من الذهب ، فدم يا وطناً لم يغادرك الشهداء ، ويا ارضاً اختلطت بالانفس الطيبة ، وبالناس الطيبين ، ويا مدناً كالحلم تغفو ، وتستيقظ عذبة طيبة ، ماء وسماء ، وحبات رمال ، وقطرة ندى فوق زهر اللوز في اللويبدة ، وحلاوة العشق في عجلون ، وليال طويلة في الطفيلة ، ولوحة من نقاء في الكرك ، عيون صافية في مأدبا ، وزرقة وخيال في الازرق ، والليل المؤنس على اوتار ربابة جنوبية ، والاضواء على حدود النظر في السلط ، والانسان الذي لا يتوقف عن عشق التراب ، ويبدل روحه بلحظة عز .
فهو الاردني الذي يتجلى بالكرامة ، ويكون اول من يهدي للموت نفساً على اثر موقف ، فلا نكث وعداً ، وما صغر قامته ، وما تنكر وما انحنى ، وما اعطى للواجب ظهره ، وظل يقف في الصف الاول من امته ، ويعطي من قلبه الكبير ، ويعيش على اعصابه ان مس الشر عربيا في اي موقع ، مهيوباً اردنياً لم يبخل بالحب والدم معاً ، وظل يمد روحه في كل الشوارع العربية .
فدم شامخا لا تبدلك الانواء يا وطني ، وارفع قامة اردنية تعلو فوق الجراح ، ولتعلو رايتك باسم الله خفاقة ، فلا انحنت لهم هامة ، ولا والله ما عرف الخوف طريقه الى قلوبهم ، وما ذلوا وما وهنوا ، ولاقوا قسوة الايام ضاحكين....
وانت يا عمان كأنك مراجيع ليلة أسهرتها رؤى الأماكن القديمة ، بيضاء من نسج الخيال .
كأنك حلم مطل على الروح لم يكد ينفض من ذاكرة الأيام ، ووجهك الوضاء تباشير فرح ، ومفاتيح أمل ، وأمنية تحط في أرواح الاردنيين ، على وقع الحنين.
إن الهوى ما يزال ندياً ، وسقى الله زماناً فيك اخضر ، وهدأة ليلك مراويد كحل صبايا تضيء الصباحات ، وجذوة الحنين في الحارات ، وأحلام الزمن الجميل .
فعمان باحة لا يفارقها الفرح ، وأغنية تجيء في الروح مع كل موعد ، بيضاء تشرق من وجوه الطيبين ، والوجوه الجميلة العابرة في طيفك البلوري لوحة من نقاء ، وإباء ، وصفاء يكللها الحنين ، والمارين بين أجفانك يغذون الخطى نحو مستقبل يستلقي على ضفاف الروح ، والأماكن التي تحدث عن قصص تفيض بالشوق وأول الحب ، وترويدة الحياة.
عمان يا نكهة المساءات... يا طاهرة ، يا قمر الليلة العربية ، يا عروس الشرق ، وحلم الشاعر ، يا روعة الأيام ، وعبير الصباحات ، ، يا الليلة الساهرة ، يا زاهرة إن أحبابك أنجم فجر يقفون على أعتاب قلبك ما دمت آسرة ، وضل الهدى من لم يتنسم باطيابك ، وتوضأ ، واغتسل بمآقيك الساحرة.
حلوة المبسم طابت لياليك ، وطاب الهوى فيك ، فالمحبون الطيبون حنينهم لم يقطع الطرقات ، أولئك الذين اجروا في قلبك دماء الحياة ، ولاقوا حتوفهم فرحين ، وكانت حياتهم وكان مماتهم لأجل طهر الثرى ، والبطل الذي ما انثنى ، لمن غابوا من مشهد الوطن ، وظلوا تزفهم زغاريد الصبايا إلى الفرح الأخير ، فإن عمان مثوى الشهداء .
إن الذين رحلوا من اجل عينيك أحياء عند ربهم يرزقون ، والمحبون الأبديون لا يغادرون الذاكرة ، ومضوا مصابيح الدجى ، كليلة أقمار ، وأنوار ، وتظاهرة عشق على شرف الارض. كانوا يسهرون في جفن الردى والناس نيام ، ويلامسون وجه الوطن بحنو وخشوع ، وعند حبك أوقفوا مشوار العمر ، شاهدين على النهضة ، وأرواحهم تطوف حول حلم لم ينقض عهده.
والاردن تحميها المآقي ، وتسورها القلوب ، والى قلبها كل الدورب تقود.
كتب النائب السابق علي السنيد – سلام على الأردن ، وعلى شهدائه الابرار . وسبحان من اعلاه ، وازهاه في قلوب الاردنيين كافة ، وجعله شامة، وشهامة ، وكرامة ، وعريناً مكيناً ، وخيمة من امان ، وفيه الحماة .
سلام الله على الجيش، وعلى الامن، وعلى الدرك في المعسكرات ، وفي الثكنات ، وفي الطائرات، وفي نقاط المراقبة والتفتيش ، وعلى الحدود ، وفوق قمم الجبال ، وعلى امتداد السهول .
سلام على الايدي الطاهرة التي لامست وجه الوطن بحنو وخشوع ، وتسهر في جفن الردى ، والناس نيام.
سلام على مواكب الشهداء الابرار ، وعلى الضباط و الافراد ، وعلى الاخيار والافذاذ ، وعلى من يقبلون ثغر الموت اذا مس الأردن طائف من الشر ، ونحن عنه غافلون.
سلام عليهم في الطوابير ، وفي الميادين ، وفي ساحات الوغى ، وفي احلام الشباب، وكحل الصبايا وليلة كركية تغفو في خبايا الروح تطلع من عبق بطولتهم.
فهم الاخيار والابرار ، وحماة الديار، وهم عنوان الكرامة، والشهامة.
وهم الكبرياء ، واهل الوفاء ، واوسمة من إباء على كتف الاردن الاعلى ، ومن عيونه يشعون نظرة حالمة تعطر المدى بزهرة من امل، ومن رجاء.
فيهم عبق السنين ، واول الحنين ، وذكرى الخنادق والبيارق ، واشتعال النيران في اثر الحرائق ، والموت الذي استل من بين الاحياء الشهداء فانحنى واعادهم من فوره احياء عند ربهم يرزقون ، ووفى الشهيد بوعد ربه وعاد للمحبوبة حياً تزفه زغاريد الصبايا الى الفرح الاخير ، وما تشيعه سوى دمعة طفلة تشكو حلو الوداع ، والشوق البعيد.
واشرق الحلم الاردني من حدقات عيونهم السود ، ومن زنودهم ، واستنارت عمان ، والمحافظات في الجنوب، وفي الشمال تحت انوار قلوبهم.
فحمى الله الجيش، والامن، والدرك املاً ، وترنيمة صلاة ، وحلماً يكبر في القلوب الكبيرة ، ولا يغفو ، وابتسامة عذبة على فم صغير ، وقطرات ندى تعانق غصناً اخضر .
صولة من حق ، وجولة ، وبطولة ، ورجالاً لا يهابون الموت ، وهامات لا تنثني ، وبندقية تظل في يد الابطال شاهداً على البطولة.
فهو الاردني الذي وفى بعهده ، واعطى من قلبه ، وحفظ طهر الثرى ، وما انثنى . وهو عماد الديار . وذاك الأردن موئل الاحرار، والابرار ، والخيرة ، والاخيار وما وهن يوماً في وجه المحن ، واستعلى على الموت والردى.
وما طأطأت هامة اردنية تحمل الشعار ، فسقى الارض اللون الاحمر ، وهمس في قلوب الاردنيين اغنية للحب ، والحياة.
فاذا جاؤوا يعانقون الموت وحدهم ، ويد الله معهم ، فسبحان الله يوم القى الرعب في قلوب اعدائهم ، وابقى في قلوب الاردنيين حبهم ، واوفوا لهم من خالص ودهم ، وجعلهم السادات ، ومنتصبي القامات، والهامات ، وشد عزيمتهم ببعضهم ، وسدد رميهم ، وجعلهم خير الاردنيين، واول المضحين ، فسلام الله عليهم اليوم وفي كل حين.
وتظل شامخاً يا ايها الاردن تطل من قلوب ابنائك خير بلد ، وتسكن في حدقات العيون السمر بقراك الصغيرة ، والمدن ، وتغتسل بالادمع الحرى ، وتخرج ابيض كالضحكة على شفاه الاطفال ، واحتفالاً في الروح يجيء في كل موعد.
ها انا اراك تأتي بسمة من قلوب صغيرة ، اودعت حنينها على الطرقات ، وما تزال تمشي ، فهي اغنية للتراب الاغلى من الذهب ، فدم يا وطناً لم يغادرك الشهداء ، ويا ارضاً اختلطت بالانفس الطيبة ، وبالناس الطيبين ، ويا مدناً كالحلم تغفو ، وتستيقظ عذبة طيبة ، ماء وسماء ، وحبات رمال ، وقطرة ندى فوق زهر اللوز في اللويبدة ، وحلاوة العشق في عجلون ، وليال طويلة في الطفيلة ، ولوحة من نقاء في الكرك ، عيون صافية في مأدبا ، وزرقة وخيال في الازرق ، والليل المؤنس على اوتار ربابة جنوبية ، والاضواء على حدود النظر في السلط ، والانسان الذي لا يتوقف عن عشق التراب ، ويبدل روحه بلحظة عز .
فهو الاردني الذي يتجلى بالكرامة ، ويكون اول من يهدي للموت نفساً على اثر موقف ، فلا نكث وعداً ، وما صغر قامته ، وما تنكر وما انحنى ، وما اعطى للواجب ظهره ، وظل يقف في الصف الاول من امته ، ويعطي من قلبه الكبير ، ويعيش على اعصابه ان مس الشر عربيا في اي موقع ، مهيوباً اردنياً لم يبخل بالحب والدم معاً ، وظل يمد روحه في كل الشوارع العربية .
فدم شامخا لا تبدلك الانواء يا وطني ، وارفع قامة اردنية تعلو فوق الجراح ، ولتعلو رايتك باسم الله خفاقة ، فلا انحنت لهم هامة ، ولا والله ما عرف الخوف طريقه الى قلوبهم ، وما ذلوا وما وهنوا ، ولاقوا قسوة الايام ضاحكين....
وانت يا عمان كأنك مراجيع ليلة أسهرتها رؤى الأماكن القديمة ، بيضاء من نسج الخيال .
كأنك حلم مطل على الروح لم يكد ينفض من ذاكرة الأيام ، ووجهك الوضاء تباشير فرح ، ومفاتيح أمل ، وأمنية تحط في أرواح الاردنيين ، على وقع الحنين.
إن الهوى ما يزال ندياً ، وسقى الله زماناً فيك اخضر ، وهدأة ليلك مراويد كحل صبايا تضيء الصباحات ، وجذوة الحنين في الحارات ، وأحلام الزمن الجميل .
فعمان باحة لا يفارقها الفرح ، وأغنية تجيء في الروح مع كل موعد ، بيضاء تشرق من وجوه الطيبين ، والوجوه الجميلة العابرة في طيفك البلوري لوحة من نقاء ، وإباء ، وصفاء يكللها الحنين ، والمارين بين أجفانك يغذون الخطى نحو مستقبل يستلقي على ضفاف الروح ، والأماكن التي تحدث عن قصص تفيض بالشوق وأول الحب ، وترويدة الحياة.
عمان يا نكهة المساءات... يا طاهرة ، يا قمر الليلة العربية ، يا عروس الشرق ، وحلم الشاعر ، يا روعة الأيام ، وعبير الصباحات ، ، يا الليلة الساهرة ، يا زاهرة إن أحبابك أنجم فجر يقفون على أعتاب قلبك ما دمت آسرة ، وضل الهدى من لم يتنسم باطيابك ، وتوضأ ، واغتسل بمآقيك الساحرة.
حلوة المبسم طابت لياليك ، وطاب الهوى فيك ، فالمحبون الطيبون حنينهم لم يقطع الطرقات ، أولئك الذين اجروا في قلبك دماء الحياة ، ولاقوا حتوفهم فرحين ، وكانت حياتهم وكان مماتهم لأجل طهر الثرى ، والبطل الذي ما انثنى ، لمن غابوا من مشهد الوطن ، وظلوا تزفهم زغاريد الصبايا إلى الفرح الأخير ، فإن عمان مثوى الشهداء .
إن الذين رحلوا من اجل عينيك أحياء عند ربهم يرزقون ، والمحبون الأبديون لا يغادرون الذاكرة ، ومضوا مصابيح الدجى ، كليلة أقمار ، وأنوار ، وتظاهرة عشق على شرف الارض. كانوا يسهرون في جفن الردى والناس نيام ، ويلامسون وجه الوطن بحنو وخشوع ، وعند حبك أوقفوا مشوار العمر ، شاهدين على النهضة ، وأرواحهم تطوف حول حلم لم ينقض عهده.
والاردن تحميها المآقي ، وتسورها القلوب ، والى قلبها كل الدورب تقود.
كتب النائب السابق علي السنيد – سلام على الأردن ، وعلى شهدائه الابرار . وسبحان من اعلاه ، وازهاه في قلوب الاردنيين كافة ، وجعله شامة، وشهامة ، وكرامة ، وعريناً مكيناً ، وخيمة من امان ، وفيه الحماة .
سلام الله على الجيش، وعلى الامن، وعلى الدرك في المعسكرات ، وفي الثكنات ، وفي الطائرات، وفي نقاط المراقبة والتفتيش ، وعلى الحدود ، وفوق قمم الجبال ، وعلى امتداد السهول .
سلام على الايدي الطاهرة التي لامست وجه الوطن بحنو وخشوع ، وتسهر في جفن الردى ، والناس نيام.
سلام على مواكب الشهداء الابرار ، وعلى الضباط و الافراد ، وعلى الاخيار والافذاذ ، وعلى من يقبلون ثغر الموت اذا مس الأردن طائف من الشر ، ونحن عنه غافلون.
سلام عليهم في الطوابير ، وفي الميادين ، وفي ساحات الوغى ، وفي احلام الشباب، وكحل الصبايا وليلة كركية تغفو في خبايا الروح تطلع من عبق بطولتهم.
فهم الاخيار والابرار ، وحماة الديار، وهم عنوان الكرامة، والشهامة.
وهم الكبرياء ، واهل الوفاء ، واوسمة من إباء على كتف الاردن الاعلى ، ومن عيونه يشعون نظرة حالمة تعطر المدى بزهرة من امل، ومن رجاء.
فيهم عبق السنين ، واول الحنين ، وذكرى الخنادق والبيارق ، واشتعال النيران في اثر الحرائق ، والموت الذي استل من بين الاحياء الشهداء فانحنى واعادهم من فوره احياء عند ربهم يرزقون ، ووفى الشهيد بوعد ربه وعاد للمحبوبة حياً تزفه زغاريد الصبايا الى الفرح الاخير ، وما تشيعه سوى دمعة طفلة تشكو حلو الوداع ، والشوق البعيد.
واشرق الحلم الاردني من حدقات عيونهم السود ، ومن زنودهم ، واستنارت عمان ، والمحافظات في الجنوب، وفي الشمال تحت انوار قلوبهم.
فحمى الله الجيش، والامن، والدرك املاً ، وترنيمة صلاة ، وحلماً يكبر في القلوب الكبيرة ، ولا يغفو ، وابتسامة عذبة على فم صغير ، وقطرات ندى تعانق غصناً اخضر .
صولة من حق ، وجولة ، وبطولة ، ورجالاً لا يهابون الموت ، وهامات لا تنثني ، وبندقية تظل في يد الابطال شاهداً على البطولة.
فهو الاردني الذي وفى بعهده ، واعطى من قلبه ، وحفظ طهر الثرى ، وما انثنى . وهو عماد الديار . وذاك الأردن موئل الاحرار، والابرار ، والخيرة ، والاخيار وما وهن يوماً في وجه المحن ، واستعلى على الموت والردى.
وما طأطأت هامة اردنية تحمل الشعار ، فسقى الارض اللون الاحمر ، وهمس في قلوب الاردنيين اغنية للحب ، والحياة.
فاذا جاؤوا يعانقون الموت وحدهم ، ويد الله معهم ، فسبحان الله يوم القى الرعب في قلوب اعدائهم ، وابقى في قلوب الاردنيين حبهم ، واوفوا لهم من خالص ودهم ، وجعلهم السادات ، ومنتصبي القامات، والهامات ، وشد عزيمتهم ببعضهم ، وسدد رميهم ، وجعلهم خير الاردنيين، واول المضحين ، فسلام الله عليهم اليوم وفي كل حين.
وتظل شامخاً يا ايها الاردن تطل من قلوب ابنائك خير بلد ، وتسكن في حدقات العيون السمر بقراك الصغيرة ، والمدن ، وتغتسل بالادمع الحرى ، وتخرج ابيض كالضحكة على شفاه الاطفال ، واحتفالاً في الروح يجيء في كل موعد.
ها انا اراك تأتي بسمة من قلوب صغيرة ، اودعت حنينها على الطرقات ، وما تزال تمشي ، فهي اغنية للتراب الاغلى من الذهب ، فدم يا وطناً لم يغادرك الشهداء ، ويا ارضاً اختلطت بالانفس الطيبة ، وبالناس الطيبين ، ويا مدناً كالحلم تغفو ، وتستيقظ عذبة طيبة ، ماء وسماء ، وحبات رمال ، وقطرة ندى فوق زهر اللوز في اللويبدة ، وحلاوة العشق في عجلون ، وليال طويلة في الطفيلة ، ولوحة من نقاء في الكرك ، عيون صافية في مأدبا ، وزرقة وخيال في الازرق ، والليل المؤنس على اوتار ربابة جنوبية ، والاضواء على حدود النظر في السلط ، والانسان الذي لا يتوقف عن عشق التراب ، ويبدل روحه بلحظة عز .
فهو الاردني الذي يتجلى بالكرامة ، ويكون اول من يهدي للموت نفساً على اثر موقف ، فلا نكث وعداً ، وما صغر قامته ، وما تنكر وما انحنى ، وما اعطى للواجب ظهره ، وظل يقف في الصف الاول من امته ، ويعطي من قلبه الكبير ، ويعيش على اعصابه ان مس الشر عربيا في اي موقع ، مهيوباً اردنياً لم يبخل بالحب والدم معاً ، وظل يمد روحه في كل الشوارع العربية .
فدم شامخا لا تبدلك الانواء يا وطني ، وارفع قامة اردنية تعلو فوق الجراح ، ولتعلو رايتك باسم الله خفاقة ، فلا انحنت لهم هامة ، ولا والله ما عرف الخوف طريقه الى قلوبهم ، وما ذلوا وما وهنوا ، ولاقوا قسوة الايام ضاحكين....
وانت يا عمان كأنك مراجيع ليلة أسهرتها رؤى الأماكن القديمة ، بيضاء من نسج الخيال .
كأنك حلم مطل على الروح لم يكد ينفض من ذاكرة الأيام ، ووجهك الوضاء تباشير فرح ، ومفاتيح أمل ، وأمنية تحط في أرواح الاردنيين ، على وقع الحنين.
إن الهوى ما يزال ندياً ، وسقى الله زماناً فيك اخضر ، وهدأة ليلك مراويد كحل صبايا تضيء الصباحات ، وجذوة الحنين في الحارات ، وأحلام الزمن الجميل .
فعمان باحة لا يفارقها الفرح ، وأغنية تجيء في الروح مع كل موعد ، بيضاء تشرق من وجوه الطيبين ، والوجوه الجميلة العابرة في طيفك البلوري لوحة من نقاء ، وإباء ، وصفاء يكللها الحنين ، والمارين بين أجفانك يغذون الخطى نحو مستقبل يستلقي على ضفاف الروح ، والأماكن التي تحدث عن قصص تفيض بالشوق وأول الحب ، وترويدة الحياة.
عمان يا نكهة المساءات... يا طاهرة ، يا قمر الليلة العربية ، يا عروس الشرق ، وحلم الشاعر ، يا روعة الأيام ، وعبير الصباحات ، ، يا الليلة الساهرة ، يا زاهرة إن أحبابك أنجم فجر يقفون على أعتاب قلبك ما دمت آسرة ، وضل الهدى من لم يتنسم باطيابك ، وتوضأ ، واغتسل بمآقيك الساحرة.
حلوة المبسم طابت لياليك ، وطاب الهوى فيك ، فالمحبون الطيبون حنينهم لم يقطع الطرقات ، أولئك الذين اجروا في قلبك دماء الحياة ، ولاقوا حتوفهم فرحين ، وكانت حياتهم وكان مماتهم لأجل طهر الثرى ، والبطل الذي ما انثنى ، لمن غابوا من مشهد الوطن ، وظلوا تزفهم زغاريد الصبايا إلى الفرح الأخير ، فإن عمان مثوى الشهداء .
إن الذين رحلوا من اجل عينيك أحياء عند ربهم يرزقون ، والمحبون الأبديون لا يغادرون الذاكرة ، ومضوا مصابيح الدجى ، كليلة أقمار ، وأنوار ، وتظاهرة عشق على شرف الارض. كانوا يسهرون في جفن الردى والناس نيام ، ويلامسون وجه الوطن بحنو وخشوع ، وعند حبك أوقفوا مشوار العمر ، شاهدين على النهضة ، وأرواحهم تطوف حول حلم لم ينقض عهده.
والاردن تحميها المآقي ، وتسورها القلوب ، والى قلبها كل الدورب تقود.
التعليقات