في السبعينات من القرن الماضي وعلى امتداد الثمانينات كان هناك عدد من الكتاب في كل الصحف اليومية بالكاد يبلغ عددهم اربعين كاتبا يمثلون اتجاهات وتوجهات مختلفة، ويتحدثون في قضايا وشؤون مختلفة، ويختلفون كذلك في قدراتهم على التعبير وعلى الوصول الى القارىء بسهولة، اذ ان هناك قاعدة تقول ان من يتناول موضوعه بيسر ووعي ووضوح لا يعاني وهو يكتب ولا يعاني القارىء وهو يقرأه.. والعكس صحيح ايضا.
مع مطلع الالفية الحالية باتت الصحف تعاني من كثرة الراغبين في ان يصيروا كتابا وقادة رأي، وبدأت امور كثيرة تلقي باسبابها على ما ينشر ليس اولها المجاملة وليس آخرها المجاملة حتى باتت القاعدة التي تحكم ظواهر كثيرة في مجتمعنا تتسلل الى الصحافة، ومع ان اسماء كثيرة وجديدة اخذت موقعها الذي تستحقه الا ان اسماء كثيرة تصر على الكتابة وهي تعلم جيدا ان قراء مقالاتها قد لا يكونون سوى بضعة اشخاص يقرأون مقالاتهم بحكم عملهم كمجيزي المقالات وصافين لها ومدققين وزاد من هذه الظاهرة قيام الصحف بدفع مكافآت مالية لهذا النوع من ممارسي الكتابة رزق مع ان الامر المبرر هو ان يدفع اصحاب هذه المقالات للصحف ثمن مساحة المقالة كاعلان مدفوع الاجر وليس كمقالة مفيدة للقارىء.
من الامور الطريفة التي تصاحب هذه الظاهرة ان بعض هؤلاء يأتي لزيارة المسؤول عن النشر في الصحيفة ومعه مقالته المتميزة.
وبعد ان يشرب اليانسون والشاي والقهوة بسكر او بدون سكر، يغادر مكتب الزميل المسؤول واثقاً ان مقاله ستنشر في اليوم التالي لأن الجريدة لا ترغب في انتظار مقالته هذه اكثر من اربع وعشرين ساعة من قبل القراء المتلهفين في انتظارها.
واعترف – وربما الكثيرون مثلي – انني قارئ متابع ونهم للصحف الاردنية والعربية، وانني انفق ساعات كثيرة على الانترنت في القراءة، ومع هذا، فان هناك اسماء تنشر «الرأي» مقالاتها ولا اقرأ واحدة منها، فالقراءات الاولى اقنعتني ان هذا الذي يحاول ان يكون كاتباً يستحق المتابعة، وان ذاك الذي يبذل مثل هذه المحاولة لا يستحق ان تقرأ له، لهذا تظل غالبة هؤلاء المحاولين اصواتاً بلا صدى وكلمات لا تجد من يقرأها حتى صح قول احد الظرفاء (بعد سنوات قليلة سيكون عدد الكتاب في الصفحات الاردنية اكثر من عدد القراء) وهذه مبالغة لكن لا بد من وضعها هنا لتصوير المبالغة في الوهم لدى مواطنين يتحدثون عن انفسهم او يعتبرون انفسهم زملاء على ذات الدرجة من السوية مع محمد حسنين هيكل وطلال سلمان وعبدالباري عطوان وميشيل ابو جودة وسواهم من ابرز الكتاب الصحافيين العرب.
اعرف انها مشكلة ولكنني اعترف انني اجهل الوصول الى حل لها، ومع بدء انتشار المواقع الالكترونية بدأت ظاهرة اخرى هي قيام بعض هؤلاء بارسال كتاباتهم او محاولات الكتابة الى خمسة وعشرة وعشرين موقعاً وتكون المفاجأة عندما تقوم بعض هذه المواقع بنشر هذه الكتابات.
الامر المحزن ان هناك جيلاً جديداً يمتلك الوعي الكافي ويمتلك القدرة على التعبير ولديه اكثر من امكانية ليكون كاتباً حقيقياً، لكنه وسط زحام الواثقين جداً بأنفسهم لا يجد طريقاً، الى صحيفة ولا وسيلة للنشر وهذا ما قد يدفعه الى اليأس والتوقف عن المحاولة وهنا يخسره الوطن وتخسره الصحافة ايضاً.
في السبعينات من القرن الماضي وعلى امتداد الثمانينات كان هناك عدد من الكتاب في كل الصحف اليومية بالكاد يبلغ عددهم اربعين كاتبا يمثلون اتجاهات وتوجهات مختلفة، ويتحدثون في قضايا وشؤون مختلفة، ويختلفون كذلك في قدراتهم على التعبير وعلى الوصول الى القارىء بسهولة، اذ ان هناك قاعدة تقول ان من يتناول موضوعه بيسر ووعي ووضوح لا يعاني وهو يكتب ولا يعاني القارىء وهو يقرأه.. والعكس صحيح ايضا.
مع مطلع الالفية الحالية باتت الصحف تعاني من كثرة الراغبين في ان يصيروا كتابا وقادة رأي، وبدأت امور كثيرة تلقي باسبابها على ما ينشر ليس اولها المجاملة وليس آخرها المجاملة حتى باتت القاعدة التي تحكم ظواهر كثيرة في مجتمعنا تتسلل الى الصحافة، ومع ان اسماء كثيرة وجديدة اخذت موقعها الذي تستحقه الا ان اسماء كثيرة تصر على الكتابة وهي تعلم جيدا ان قراء مقالاتها قد لا يكونون سوى بضعة اشخاص يقرأون مقالاتهم بحكم عملهم كمجيزي المقالات وصافين لها ومدققين وزاد من هذه الظاهرة قيام الصحف بدفع مكافآت مالية لهذا النوع من ممارسي الكتابة رزق مع ان الامر المبرر هو ان يدفع اصحاب هذه المقالات للصحف ثمن مساحة المقالة كاعلان مدفوع الاجر وليس كمقالة مفيدة للقارىء.
من الامور الطريفة التي تصاحب هذه الظاهرة ان بعض هؤلاء يأتي لزيارة المسؤول عن النشر في الصحيفة ومعه مقالته المتميزة.
وبعد ان يشرب اليانسون والشاي والقهوة بسكر او بدون سكر، يغادر مكتب الزميل المسؤول واثقاً ان مقاله ستنشر في اليوم التالي لأن الجريدة لا ترغب في انتظار مقالته هذه اكثر من اربع وعشرين ساعة من قبل القراء المتلهفين في انتظارها.
واعترف – وربما الكثيرون مثلي – انني قارئ متابع ونهم للصحف الاردنية والعربية، وانني انفق ساعات كثيرة على الانترنت في القراءة، ومع هذا، فان هناك اسماء تنشر «الرأي» مقالاتها ولا اقرأ واحدة منها، فالقراءات الاولى اقنعتني ان هذا الذي يحاول ان يكون كاتباً يستحق المتابعة، وان ذاك الذي يبذل مثل هذه المحاولة لا يستحق ان تقرأ له، لهذا تظل غالبة هؤلاء المحاولين اصواتاً بلا صدى وكلمات لا تجد من يقرأها حتى صح قول احد الظرفاء (بعد سنوات قليلة سيكون عدد الكتاب في الصفحات الاردنية اكثر من عدد القراء) وهذه مبالغة لكن لا بد من وضعها هنا لتصوير المبالغة في الوهم لدى مواطنين يتحدثون عن انفسهم او يعتبرون انفسهم زملاء على ذات الدرجة من السوية مع محمد حسنين هيكل وطلال سلمان وعبدالباري عطوان وميشيل ابو جودة وسواهم من ابرز الكتاب الصحافيين العرب.
اعرف انها مشكلة ولكنني اعترف انني اجهل الوصول الى حل لها، ومع بدء انتشار المواقع الالكترونية بدأت ظاهرة اخرى هي قيام بعض هؤلاء بارسال كتاباتهم او محاولات الكتابة الى خمسة وعشرة وعشرين موقعاً وتكون المفاجأة عندما تقوم بعض هذه المواقع بنشر هذه الكتابات.
الامر المحزن ان هناك جيلاً جديداً يمتلك الوعي الكافي ويمتلك القدرة على التعبير ولديه اكثر من امكانية ليكون كاتباً حقيقياً، لكنه وسط زحام الواثقين جداً بأنفسهم لا يجد طريقاً، الى صحيفة ولا وسيلة للنشر وهذا ما قد يدفعه الى اليأس والتوقف عن المحاولة وهنا يخسره الوطن وتخسره الصحافة ايضاً.
في السبعينات من القرن الماضي وعلى امتداد الثمانينات كان هناك عدد من الكتاب في كل الصحف اليومية بالكاد يبلغ عددهم اربعين كاتبا يمثلون اتجاهات وتوجهات مختلفة، ويتحدثون في قضايا وشؤون مختلفة، ويختلفون كذلك في قدراتهم على التعبير وعلى الوصول الى القارىء بسهولة، اذ ان هناك قاعدة تقول ان من يتناول موضوعه بيسر ووعي ووضوح لا يعاني وهو يكتب ولا يعاني القارىء وهو يقرأه.. والعكس صحيح ايضا.
مع مطلع الالفية الحالية باتت الصحف تعاني من كثرة الراغبين في ان يصيروا كتابا وقادة رأي، وبدأت امور كثيرة تلقي باسبابها على ما ينشر ليس اولها المجاملة وليس آخرها المجاملة حتى باتت القاعدة التي تحكم ظواهر كثيرة في مجتمعنا تتسلل الى الصحافة، ومع ان اسماء كثيرة وجديدة اخذت موقعها الذي تستحقه الا ان اسماء كثيرة تصر على الكتابة وهي تعلم جيدا ان قراء مقالاتها قد لا يكونون سوى بضعة اشخاص يقرأون مقالاتهم بحكم عملهم كمجيزي المقالات وصافين لها ومدققين وزاد من هذه الظاهرة قيام الصحف بدفع مكافآت مالية لهذا النوع من ممارسي الكتابة رزق مع ان الامر المبرر هو ان يدفع اصحاب هذه المقالات للصحف ثمن مساحة المقالة كاعلان مدفوع الاجر وليس كمقالة مفيدة للقارىء.
من الامور الطريفة التي تصاحب هذه الظاهرة ان بعض هؤلاء يأتي لزيارة المسؤول عن النشر في الصحيفة ومعه مقالته المتميزة.
وبعد ان يشرب اليانسون والشاي والقهوة بسكر او بدون سكر، يغادر مكتب الزميل المسؤول واثقاً ان مقاله ستنشر في اليوم التالي لأن الجريدة لا ترغب في انتظار مقالته هذه اكثر من اربع وعشرين ساعة من قبل القراء المتلهفين في انتظارها.
واعترف – وربما الكثيرون مثلي – انني قارئ متابع ونهم للصحف الاردنية والعربية، وانني انفق ساعات كثيرة على الانترنت في القراءة، ومع هذا، فان هناك اسماء تنشر «الرأي» مقالاتها ولا اقرأ واحدة منها، فالقراءات الاولى اقنعتني ان هذا الذي يحاول ان يكون كاتباً يستحق المتابعة، وان ذاك الذي يبذل مثل هذه المحاولة لا يستحق ان تقرأ له، لهذا تظل غالبة هؤلاء المحاولين اصواتاً بلا صدى وكلمات لا تجد من يقرأها حتى صح قول احد الظرفاء (بعد سنوات قليلة سيكون عدد الكتاب في الصفحات الاردنية اكثر من عدد القراء) وهذه مبالغة لكن لا بد من وضعها هنا لتصوير المبالغة في الوهم لدى مواطنين يتحدثون عن انفسهم او يعتبرون انفسهم زملاء على ذات الدرجة من السوية مع محمد حسنين هيكل وطلال سلمان وعبدالباري عطوان وميشيل ابو جودة وسواهم من ابرز الكتاب الصحافيين العرب.
اعرف انها مشكلة ولكنني اعترف انني اجهل الوصول الى حل لها، ومع بدء انتشار المواقع الالكترونية بدأت ظاهرة اخرى هي قيام بعض هؤلاء بارسال كتاباتهم او محاولات الكتابة الى خمسة وعشرة وعشرين موقعاً وتكون المفاجأة عندما تقوم بعض هذه المواقع بنشر هذه الكتابات.
الامر المحزن ان هناك جيلاً جديداً يمتلك الوعي الكافي ويمتلك القدرة على التعبير ولديه اكثر من امكانية ليكون كاتباً حقيقياً، لكنه وسط زحام الواثقين جداً بأنفسهم لا يجد طريقاً، الى صحيفة ولا وسيلة للنشر وهذا ما قد يدفعه الى اليأس والتوقف عن المحاولة وهنا يخسره الوطن وتخسره الصحافة ايضاً.
التعليقات
دائما تصيب