الدولة بحجم إعلامها .. بقلم الدكتور حسام العبداللات


ما كان إستحقاق وسائل الاعلام المختلفة إطلاق لقب السلطة الرابعة عليها ، الا تقديرا للدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في سلوكيات المجتمعات الانسانية وتوجيه نشاطاتها اليومية بشكل أقوى من أية وسيلة إخرى ، فإن تميزت وسائل الاعلام المختلفة بقوة تأثيرها على السلوك الانساني ، فإن هذا التأثير إختلف في قوته من دولة الى إخرى .

فالعالم اليوم مع تطوره النوعي والعلمي والتقني والمعلوماتي لوسائل الاعلام ، جعل من الحدود الجغرافية للدول مجرد حدود شكلية ورسومات على خرائط بخطوط وهمية ، لاتمثل فيه جغرافية الدولة ولاغناها بالعنصر البشري أو الثروات الطبيعية قوة تلك الدولة ، فعالم اليوم يُقيم قوة الدولة بقوة إعلامها لا بقوة أسلحتها ، وحجم الدولة وإنتشار مساحتها بحجم إعلامها ومساحات الحرية لأقلام صحفييها وإدبائها لا بمساحة أراضيها .

دولة قطر كبيرة بحجم قناة الجزيرة بالرغم من صغرها الشديد مساحة وسكانا ، والسعودية حجمها بحجم قناة العربية الاخبارية فهي أصغر من قطر بالرغم من أنها اكبر مساحة وأكثر سكاناً وأغنى ثروة ، فالجزيرة بمساحة الحرية والتعبير التي منحتها لها دولة قطر جعلت الاخيرة دولة في مصاف الدول الكبرى ، تخشى غضبها الدول الاخرى خاصة الدول العربية ، فقادت قطر عبر الجزيرة الرأي العام العربي ووجهته كيفما تشاء بإسلوب عجزت عن فعله أقوى الجيوش وأعتى الأسلحة .

أما في الاردن فلسنا على خريطة العالم ، لأن اعلامنا مغلول ومقهور ، تريده الدولة أن يكون من أصحاب القبور ، فالعالم تغير والاردن تغير ، وشعبنا بعد صمت تسعون عاما تكلم ، إلا إعلامنا الرسمي لازال يعيش زمان قصة شهريار وشهرزاد وحب قيس لعبلة ، وشاشتنا الرسمية عندما أرادت أن تتكلم وتواكب العصر تكلمت بمسسلسل كوري بلسان عربي ركيك .

نريد في الاردن إعلاماً حراً يُعبر عن أراء الشعب ورغبته في الاصلاح ، لا نريده صوتا لا يسمعه أحد غير النظام والحكومة ، أعندما أراد الاردنييون أن يضعوا وطنهم على خريطة العالم من خلال إنتشار الصحافة الالكترونية التي أصبحت زاداً لايستغني عنه الاردنيون لأستسقاء المعلومة والحقيقة ، أراد النظام والدولة والحكومة ومجلس النواب وقوى الفساد والمفسدون أن يجهضوا محاولات الصحافة الالكترونية وضع الاردن على خريطة الحرية والديمقراطية .

لا أطلب من التلفزيون الاردني الرسمي أن يكون بحجم قناة الجزيرة ، ولكن على الاقل أن يكون بحجم قناة جوسات الحديثة النشأة ، التي جعلها برنامج مثل برنامج " كلام في الصميم " محطة أكبر من تلفازنا الرسمي ، ومقدمتة المبدعة الدكتورة رولى الحروب أصبحت أكثر تأثيرا على سلوك المجتمع الاردني من الحكومة ومن المرحوم ناطقها الرسمي .

نعم الدولة بحجم إعلامها ، وأتمنى من الحكومة ومجلس النواب أن يتركوا لوسائل الاعلام الاردنية أن تصنع من الاردن دولة كبيرة ، ولا نتخذ من أخطاء صغيرة ومحدودة حجة لتقيد حرية الرأي والتعبير ، فمشكلة النظام والحكومة مع الشعب ومطالبه لامع وسائل الاعلام وما تقول وما تكتب ، ومشكلة مجلس النواب بمشروعيتة ومصداقيتة ورغبة الشعب بحله كخطوة من خطوات الاصلاح ، لامع وسائل الاعلام التي تنقل تلك المطالب . الشعب يريد أن يبقى الاردن كبيراً ويبقى إعلامه كبيراً أيضا

hussamabc@yahoo.com



تعليقات القراء

ماذا جرى
شو جرى يا حسام الجماعة ما قصروا معك عينوكوا بالرئاسة وبوفد مفاوضات السلام ايش الي تغير فجأة يا حسام

21-12-2011 10:31 PM
مو فاهم
الدولة بحجم إعلامها شو هال العنوان حلو كثر بس بدك واحد يلتقطة
22-12-2011 07:53 AM
هذلول
- الكاتب الكريم:







و لنرفع ايدينا معا بالدعاء:



اللهم احفظ امبراطورنا(مع الاعتذار لشعب قطر الكريم)

و الطارد لوالده الكريماه

العاق لوالده الذي رباه

و سهر الليالي على سقماه

وستر عورتاه

و الذي سيطرده ولده

جزاء بما فعل مع ابواه



واحم امبراطورية قطر الداعمة لديون انديه بريطانيا

و المهدده للجزائر و شهدائها

و المتعهده لتركيا بحرباه

و الزارعة لقمحها



و الصانعة لملابسها



و المصممة لبرنامجها النووي



و المحررة لاراضي اخوانها المسلمين



و غير المرسمه لحدودها مع جيرانها

العاملة على رفعة شأن دينها



و المعالجه لامراض شعبها



و المسارعة لانجاد صومالها



و المتفوقة على امريكا في فطبولها

و الحاضنه لاكبر قواعداه

خارج ارضاه





(بدعاوي شيخنا الفاضل)

الخليفه الراشدي السادس

امد الله في عمراه



الموظفه لشبابنا العاطل



(العاطل عن العمل)



مع عظيم احترامي و مودتي

لكل الاخوه الافاضل الكرماء محبي دوله قطر الشقيقه و قناة الجزيره الكريمه

و كل الشكر لجراسا للسماح بحرية الراي الاخر

22-12-2011 11:08 AM
مش هو
........
رد من المحرر:
نعتذر......
01-01-2012 01:43 PM
متسلق
انت مفاوض عمليات السلام ايها المطبع
03-01-2012 12:12 PM
فاهم القصة غلط
يا استاذي الكريم الجزيرة أو العربية تمتلك سقف عالي من حرية النقد لاي جهة غير البلد الممول (قطر والسعودية) اما ما تطلبه انت فهو اعلام ينتقد الاردن فقط
والمتابع للأعلام الاردني وبالذات الرسمي انه يستطيع ان ينتقد الواقع الاردني اكثر مما يتجرأ على نقد الاوضاع العربية
اتمنى ان ارى اعلاما اردنيا ينقل الصورة القبيحة للنظام السوري وظلمة للشعب السوري والاردني معاً
لماذا نرى اعلامنا غير مبال بالاسرى الاردنيين في السجون السورية الذين ليس لهم ذنب سوى انهم لم يدفعوا رشوة لرجل امن سوري فاتهمهم بانهم يتامرون على النظام فاودعوا السجن عشرات السنين من دون محاكمة حتى ياتي من يدفع لاخراجهم
هل يسمح لاعلامنا نقد النظام القطري او السعودي او الجزائري او اي نظام عربي
05-01-2012 10:30 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات