من الشائعات المقصودة لذاتها " ان السياسة لا دين لها ولا مبدأ ولا انسانية بل هي لغة المصالح المجردة .." والقصد هنا اولا؛ ان يترسخ مفهوم التجرد من القيم الانسانية في ممارسة السياسية ، والثاني ان يبتعد اهل الخير والاصلاح عن ممارسة السياسة خوفا من التشويه باعتبارها لعبة غير اخلاقية.
وهو ما يخالف الحقيقة والمقصد الاساس؛ اذ ان السياسة عموما هي فن الممكن لتحقيق مصالح الدولة اوالفرد اوالجماعة دون الاخلال بالقواعد الثابتة للمجتمع والمواثيق الدولية المتفق عليها والقواعد الانسانية الثابتة عبر العصور .
ومن هنا فلا يعقل ان نتحدث عن مؤامرة لنبرر مزيدا من الذبح والجزر وسفك الدماء في سوريا وغيرها ، وان نتمادى اكثر لنطالب الضحية من الشعب السوري تقديم مزيدا من الدماء على مذبح النظام هناك حتى يرضى ويرتوي ويتغنى بالقومية والممانعة ( رغم انه وعبر سنوات حكمة مارس خلافها تماما ) ؟!
نعم غرابة غير مسبوقة ان نطالب الضحية بمزيد من الموت بدم بارد بالالة العسكرية لحماة الديار حتى لا يقال بانه استعان بالعرب او الغرب حقنا لدمائه ؟!
ان القيمة الانسانية وقيمة الدم هي اسمى من كل المهرجين والتظيرات وترف التحليلات والمبررات والانظمة والاقوال الكلامية التي تزيدنا غما وهما وهي تتفرج على سيل الدماء في شوارع سوريا من اجل ان تمجد بقايا هياكل عظمية لعبدة البشر والكراسي والدم، وتتلهى في قصائد المؤامرة الكرتونية التي هي امتداد لبعض المعارضات الديكورية التي رسخت حكم الاستبداد وكانت طليعة الفساد ..

drmjumian@gmail.com
www.drjumian.co.cc