قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (( إنّمَا أَهْلَكَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشّرِيفُ تَرَكُوهُ. وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدّ. وأيْمُ الله لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا )) إن هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذكر به الغافل من المسؤولين في هذا الوطن عامة ، وهيئة مكافحة الفساد خاصة والتي يبدو أنها اشغلت نفسها بمكافحة الصراصير وترك الدبابير .

ولما كنت قد تشرفت بالعمل سابقاً مع معالي سميح باشا بينو رئيس هيئة مكافحة الفساد حاليا ، وجدت من الوفاء أن إوضح له الفرق بين فساد الصراصير وفساد الدبابير .

الصرصور يا باشا هو نوع من أنواع الحشرات المجنحة التي تتحرك بالنط أو القفز ، ينتشر تقريباً في كل بقاع الأرض ، وله أنواع متعددة تعيش في المزارع وفي بيوت البشر . اما الدبور فهو من فصيلة حشرات غشائية الأجنحة، لكل مجتمعات الدبابير مستعمرات تضم ملكة وعدد من العاملات بدرجات متفاوتة من العقم بالنسبة إلى الملكة. وإن ما يميز الدبابير أنها أكثر تنظيما من الصراصير ، ولسعتها قد تكون قاتلة للأنسان ، وأكدت دراسات أن الدبابير تستطيع التعرف على مدى عدوانية أقرانها من خلال النظر إلى قسمات وجه نظرائها ، بل إن باحثين في جامعة ميشيجان الأمريكية أكدوا في دراسة لهم أن بإستطاعة الدبابير معرفة ما إذا كانت الروح القتالية الحقيقية لنظرائها تتفق مع معالم وجهها وما تبديه من إستعداد للمنازلة . لذلك فإن الكبار الفاسدين - الدبابير – عرفوا أن الروح القتالية الحقيقية لهيئة مكافحة الفساد في محاربتهم والقضاء عليهم ليست قوية بالشكل التي تحاول الهيئة إظهاره .
لا نقول أن لا تكافح الهيئة فساد الصغار - الصراصير - الذين أخذوا ورقة بنزين إيضافية إختلاساً دون وجه حق ، ونترك سمير الرفاعي الذي سيطر على قطاع الطاقه كله ، كيف ولماذا ؟ أو تنشغل الهيئة بموظف أخذ علاوة قيمتها أربعون ديناراً على راتبه دون إسس ، وتنسى أن تطلعنا عما تمخض عن لقاء سميح باشا مع عماد فاخوري عندما التقى الأخير سميح باشا في مكتبه قبل عدة أشهر للحديث عن تجاوزات الفاخوري حينما كان رئيساً لشركة تطوير العقبة ، والتي لازالت تُستنزف سيولتها بالراتب الخيالي لرئيسها الحالي الترك .
أستغرب عن كل الفساد الذي يُشاع عن أمانة عمان الكبرى ومسؤوليها والعطاءات التي أزكمت رائحتها النتنة إنوف شرفاء الوطن ، لتغفل الهيئة إطلاع المواطنيين عليها وتركز في مخاطبة أمانة عمان فيما إذا كان المواطن فلان مخالف في بناء " القرميد " أم لا ؟ وما دام أن مشكلة الفساد في أمانة عمان إقتصر على " القرميد " فهل يُطلعنا معالي سميح باشا عن تعبييد - تزفيت - مزرعة النائب ميرزا بولاد في منطقة زَبود هل كانت على نفقته أم على نفقة الأمانه إن كان بها أمانه ، وكم كانت التكلفه ؟
إذا أرادت هيئه مكافحة الفساد محاربة هذه الآفة عليها أن تستعد لمد يدّيها في عش الدبابير وتتحمل لسعاتها ، ففساد الدبابير منظم ومؤسسي ، أما فساد الصراصير فهو محدود وفردي ، أتمنى أن نسمع صوت الباشا ليحدثنا عن قضايا فساد كبار الدبابير ، وهل هي إشاعة أن الهيئة تحفظت على أجهزة الحاسوب في شركة الفوسفات وعلى ملفات ووثائق أم لا ؟ أما أن وليد الكردي فوق القانون لأنه زوج لأميرة هاشمية نحترمها ، ويا ريت الباشا يُخبرنا هل لبسام الساكت دور في فساد وتدمير سوق عمان المالي أم لا ؟ أم أنه فوق الشبهات لأن صهره آل ياسين مجدي الماجد ، وجامعة البلقاء التطبيقية وتدمير عمر الريماوي لها ، فقد صدمني تعينه لعدد كبير من أفراد عائلته ومنهم ثلاثة أشقاء عينوا في نفس الجامعه ، وغيره من فساد المكافأت، وعندما حُقق معه فزع له الكركي والشديفات عمر والصرايرة خالد وسمير الصاحب لأنه عين لهم زوجاتهم وبناتهم ومحاسيبهم ، المصيبة أنه تُرك بعد أن دمر الجامعة لأن بظهره الصاحب والأمير صاحب الصاحب - اللهم عافنا من غضبك – ما قولكم يا باشا الرجل مظلوم أم أن الشعب مزروع بالأوهام .
الديوان الملكي الذي أراده جلالة الملك بيتا لكل الاردنيين ، وأراده العاملين فيه بيتا لهم فقط وللمحاسيب عليهم ماذا ستفعل يا باشا إذا علمت أن بلال المومني عين بالتواطأ مع الريماوي - عندما كان رئيسا لجامعة البلقاء التطبيقية - عدد كبير من عائلته يعجز عن تعينهم رئيس الحكومه ، ترى مقابل ماذا ؟ ياريت تخبرنا يا باشا ؟ لعل الورق يكذب ، وفي موضوع سكن كريم الذي جعله الدبابير سكن مُهين ، هل لشخصيات تعمل في الديوان الملكي علاقة فيه أم مجرد إشاعات تستهدف الدبابير ؟ يا ريت ترجع تصرح كما في السابق قبل ضغط البخيت .
ماذا تفعل يا باشا إذا علمت أن الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ، خالفت قرارا لمجلس الوزراء بوقف القبول في جامعتها وقبلت طلابا وأخذت رسوما منهم ولم تفعل وزارة التعليم العالي معها شيئا ، الا يعتبر ذلك جريمة إقصادية ، ربما الورق يكذب لأنهم دبابير .
سميح باشا من شخص يحرص على إسمكم أنصحكم بالاستقالة ، لأن الهيئة لان تستطيع أن تسأل باسم عوض الله والذهبيان وابو الراغب وسمير الرفاعي وعيسى أيوب الذي صبرتم عليه صبر النبي أيوب عليه السلام ، إستقيل يا باشا لأن مكافحة فساد الدبابير أولى من مكافحة فساد الصراصير - ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا - .
hussamabc@yahoo.com