إشهار كتاب التواصل الاجتماعي


جراسا -

احتفل يوم أمس الاثنين 2/5/2016 في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بإشهار كتاب التواصل الاجتماعي للأستاذ الدكتور حلمي ساري وبرئاسة د. إبراهيم عثمان.

وقدم د. يوسف ربابعة ورقة مراجعة للكتاب قال فيها:" صدر عن دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع كتابا جديدا في علم التواصل الاجتماعي للأستاذ الدكتور حلمي ساري بعنوان التواصل الاجتماعي. يعد هذا الكتاب عملا مميزا في مجال الاتصال والتواصل الاجتماعي. لقد استطاع المؤلف الحديث عن الظاهرة الاتصالية بأبعادها النفسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية كلها".

وأضاف:" إن رؤية المؤلف للتواصل الاجتماعي رؤية مهمة، لا تقتصر على بعد واحد كما تفعل العديد من الأعمال الموجودة في المكتبة العربية. وقد ساعد المؤلف في هذه الإحاطة مرجعيته الأكاديمية في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع والإعلام وذلك كما جاء في تعريف دار النشر به على غلاف الكتاب."

وحول أهم الفصول من وجهة نظره قال د. ربابعة:" ففي الفصول الاثني عشر التي يتألف منها هذا العمل والتي امتدت لتشمل ( 455 صفحة ) نجد المؤلف يغطي جوانب التواصل الاجتماعي ، فهناك فصل تمهيدي يستعرض فيه الرؤى المختلفة والأبعاد المتعددة لمفهوم التواصل الاجتماعي وطبيعته ، كما نجد فصلا آخر يعود فيه المؤلف إلى حفريات العملية الاجتماعية المعروفة بالتواصل منذ أن كانت تعتمد على الاشارات إلى أن أصبحت تعتمد على الأقمار الاصطناعية . وهناك فصل آخر أفرده المؤلف لمستويات التواصل، وبخاصة المستوى الثنائي بين الأفراد. ويوضح المؤلف في هذا الفصل طبيعة العلاقات الحميمة في هذا المستوى من مستويات التواصل ( الصداقة، الخطوبة، االزواج) ومراحل تكوين هذه العلاقات ومراحل تدهورها أيضا."

وفي نفس السياق قال:" ونجد فصلا آخر في هذا العمل خصصه المؤلف للحديث عن ظاهرة نفسية واجتماعية في غاية الأهمية وهي "البوح عما في النفس والافصاح عن مكنوناتها. وهذه الرؤية، حيث يعتبر المؤلف أن عملية البوح بين الأفراد هي شكل خاص من أشكال التواصل الثنائي ، وهي في الوقت نفسه ضرورة نفسية واجتماعية لا غنى لنا عنها. ويزودنا المؤلف في هذا الفصل بالأسس النفسية والاجتماعية والثقافية التي تتحكم بهذا النوع من التواصل، وبالمهارات الضرورية اللازمة لإنجاحه.

وتابع د. ربابعة :" ومن الفصول الأخرى المهمة في هذا العمل الفصل المخصص للذكاء العاطفي. ففيه يطرح المؤلف رؤية جديدة للذكاء العاطفي، حيث نجد كثيرا من المؤلفين يدرجون هذا الموضوع ضمن موضوعات علم النفس، ولا يراه إلا من هذه الزاوية، غير أن المؤلف له رأي آخر؛ حيث نجده يوسع من دائرة هذه الرؤية ليجعل منه موضوعا من موضوعات التواصل الاجتماعي المهمة والأساسية في الحياة الاجتماعية ، ففي رأيه ، ان تفوقنا في أعمالنا كلها، ونجاحنا في تواصلنا مع الآخرين بشتى مجالات الحياة يتوقفان إلى حد كبير على امتلاكنا لمبادئ الذكاء العاطفي ومهاراته . وفي هذا المجال " ينحت " المؤلف بعض المصطلحات اللافتة للنظر، مثل : الفصاحة العاطفية والأمية العاطفية والتصحر العاطفي والخرس العاطفي واحتضان المشاعر. ويؤكد المؤلف في هذا الصدد أن كثيرا من العلاقات الزوجية، على سبيل المثال، انما تفشل بسبب نقص النضج العاطفي وتدني مستوى التعبير العاطفي العاطفي عند أحد الزوجين أو عند كليها.

وأشار إلى فصل آخر جديربالقراءة والاهتمام وهو الفصل المتعلق بالتفاوض. حيث جهد المؤلف على اخراج التفاوض من الدائرة الضيقة المرتبطة بأذهان الناس وهي الدائرة السياسية. فالتفاوض، عنده، عملية اجتماعية وثقافية وأخلاقية ومعرفية ونفسية تشتمل على أبعاد الحياة كلها. وهنا نجده يطلب منا أن نعيد النظر في مفهوم التفاوض وبخاصة ما يتعلق بمفهوم القوة المادية في المفاوضات. ويوظف المؤلف بعض القصص من الميثولوجيا الغربية والملاحم العربية ليوضح من خلالها مفهوم القوة الذي يدعو إلى التمسك به في المفاوضات والتفاوض مع الآخرين، وهو المفهوم الإدراكي. يقول المؤلف : القوة عملية إدراكية وتصورية تعتمد على كيفية رؤيتنا لأنفسنا ، وكيفية رؤيتناللآخرين. إن هذه الرؤية، كما يؤكد، تحدد إلى حد كبير نجاحنا في كل ما نقوم به من أعمال وأفعال في مجالات الحياة كافة .إن القوة المادية وحدها ، كما يقول ، لم تكن هي العامل الوحيد في الانتصارات العسكرية كما يعلمنا التاريخ . فهناك مصادر أخرى عديدة للقوة ، يعددها المؤلف. إنها مصادر جديرة بالتوقف عندها لأنها تجعلنا نعيد النظر في كثير من المسلمات حول مفهوم القوة.

ومن الفصول الأخرى في هذا العمل الفصل الخاص بالمجتمع الشبكي العالمي. يحدد المؤلف في هذا الفصل خصائص المجتمع الشبكي العالمي من منظور عالم الاجتماع " مانويل كاستلز "، ويطرح فيه رؤية حديثة لدور الإعلام في هذا النوع من المجتمعات. إنه فصل لا بد من قراءته لأنه يشتمل على قراءات واضافات حديثة في مجال التواصل الاجتماعي لا بد من التوقف عندها، وبخاصة الأجزاء المتعلقة بالمجتمعات الافتراضية ورأس المال الاجتماعي الافتراضي ورواده، وبخاصة "بورديو " و " كولمان " و " بانتام "، وكذلك المجال العام الافتراضي واسهامات عالم الاجتماع " هابرماس" في هذا المجال.

ودعا د. ربابعة الحضور إلى قراءة الفصل المخصص لطرق تواصل الناس بروية فيما بينهم. ويذكر المؤلف أكثر من مسلك وطريق في هذا الصدد ( العدواني، الملتوي، العقلاني ....). غير أنه يخصص القدر الأكبر من هذا الفصل لأسلوب التواصل الحازم. ففي هذا الجزء يحلل المؤلف هذا الأسلوب الفاعل والناجح في التواصل مع الآخرين. إن هذا الجزء من العمل هو بحق اسهام نوعي في مجال التواصل الاجتماعي، لم يتناوله الكتاب في مجال التواصل الاجتماعي.

واما الفصل الخاص بالتواصل عبر الجسد، فيعتقد د. ربابعة بأنه فصل مميز بكل ما تحمله كلمة تميز من معنى. حيث استطاع المؤلف أن ينظر إلى لغة الجسد باعتبارها خطاب تواصل بين الناس، ويحلل كل مفردة من مفردات خطاب الجسد، وبشكل خاص لغة العيون ولغة الحيز المكاني، أي المسافة التي تفصل بين أجسادنا حين نتواصل مع بعضنا بعضا.

وفي نهاية هذا الاستعراض المختصر، أكد د. ربابعة أنه كان انتقائيا في اختياره بعض الفصول التي لا تعني بأي حال من الأحوال أنها أفضل من غيرها، وانما شده موضوعاتها وأسلوب المؤلف في معالجتها، ففصول العمل التي امتدت على اثني عشر فصلا ، تضيف كثيرا في مجال المعرفة المتعلقة بظاهرة التواصل الاجتماعي ففي كل فصل منها رؤية جديدة لهذه الظاهرة. معتبراً أن الكتاب جدير بالقراءة والاقتناء.

وأختتم الحفل بكلمة للمؤلف أشار فيها إلى ظروف انشغاله على الكتاب آملا أن يجد القراء فيه ما يفيد.

ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، والتشغيل والإبداع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات