حلب مدينة المجد والادب


 ومهما يكن من قصف وعويل وقتل وتقتيل في حلب صاحبة حلوى الكرابيج وعش البلابل ومهد الطيور وتغريد العصافير ومها نعق البوم فوق خرائب القصف والدمار فيها ...

لن ننسى حلب مدينة الشعر والحضارة والادب ومدينة العلماء والشهداء، وهي القدود الحلبية التي طاف بها الناسك المتعبد ذات يوم حاراتها ومبانيها وتعلق بباب قلعتها، نتذكرها في ايام محنتها، ونذكر ماضيها وقد غاب حاضرها بفعل القصف والدمار وتواتر سقوط مبانيها وساكنيها ضحية طلاسم هذا الزمان الغابر الذي يحول حلب الشهباء الى حمراء بلون الدماء وسوداء بفعل الدمار.

ولدي اليوم ما اقوله عن حلب، بعيدا عن الفزع والحزن والاشلاء وقصف البراميل بفعل طياري سوريا وروسيا وغيرها من مكائد الغرب والعرب الذي حول سوريا الخير وحلب الشهباء الى مكان خراب وخرائب للطغاة وشذاذ الافاق وتجار الحروب ومصاصي دماء حلب فيما يتوارد من اخبار وصور تقشعر لها الرجولة والانوثة والطفولة ... ولم تقشعر لها الحاكمية الانسانية ولا عقول النفط والثروة والباحثين عن لحوم الغزلان والخرفان والنساء في ثراء ومن اثرياء الامة العربية .

اما حلب فلا يمكن ذكر الفن في الوطن العربي دون ذكر حلب, فقد كان سيف الدولة يهتم بالعلوم، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل عيسى الرَّفي المعروف بالتفليسي، وأبو الحسين بن كشكرايا، كما ظهر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا.

ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام أبو القاسم الرَّقي، والمجتبى الإنطاكي وديونيسيوس وقيس الماروني، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجم عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: الفارابي، وابن سينا. أما في مجال العلوم العربية؛ فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل ابن خالويه، وأبو الفتح بن جني، وأبو على الحسين بن أحمد الفارسي، و«عبد الواحد بن علي الحلبي» المعروف بأبي الطيب اللغوي.

كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل المتنبي، وأبو فراس الحمداني، والخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان، والسرى الرفاء والصنوبري، والوأواء الدمشقي، والسلامي والنامي. وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، وابن نباتة،وقسطاكي الحمصي الشاعر والمؤرخ، وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: ابن حوقل الموصلي صاحب كتاب المسالك والممالك.

فرقة موسيقية حلبية
وتشتهر حلب بالفرق الموسيقية الحلبية التقليدية التي تقوم بغناء الموشحات الدينية والقدود. ويشتهر قاطنو مدينة حلب بولعهم بالطرب والغناء والموسيقى وهي تعتبر عاصمة الطرب الأصيل في الوطن العربي. يقام على مسرح قلعة حلب سنوياً مهرجان الأغنية السورية وقد انطلق منها فنانون كبار ناشرين فنهم بمناطق كثيرة وفي مختلف التخصصات الفنية من غناء وموشحات وقدود حلبية وأناشيد دينية وتمثيل وغيرها، ووفد إلى حلب قديماً أهم أعلام الموسيقى العرب وأخذ من تراثها وفنها الكثيرون منهم سيد درويش وغيره حيث لا يزال كثير من مطربي هذه المدينة من رواد الطرب الأصيل في الوطن العربي وخاصة في فنون الموشحات والقدود الحلبية الشهيرة ومن أشهرهم عمالقة الطرب اليوم الفنان صباح فخري والفنان صبري مدلل وكثيرين في الموسيقى والموشحات والقدود والغناء الأصيل. كما اشتهرت حلب بأنها كانت مهد النشيد المعاصر، الذي تميز بالمديح النبوي والالتزام، وكان أشهر رواده الأستاذ أبو الجود محمد منذر سرميني والأستاذ الترمذي والمنشد محمد أبو راتب.

وتتنوع الفنون في حلب من فنون الموسيقى والغناء والتمثيل ولها أعلامها المشهورين على مستوى الوطن العربي، وتشتهر حلب بالفنون الأخرى مثل الفن التشكيلي والنحت وتنتشر في مدينة حلب معارض الفن الراقي لفنانين وفنانات حلب وفيها الكثير من المدارس الفنية المتميزة وأساتذة فنانين كبار في الفن التشكيلي والنحت أمثال وهبي الحريري، لؤي كيالي، عبد الرحمن موقت، سعد يكن، وفي الرسم والخط العربي ناهد كوسا. وكذلك في مجال الثقافة والأدب أمثال وليد إخلاصي , نهاد سيريس , ضياء قصبجي , و الشعراء أمثال عمر أبو ريشة و نورس يكن إذ تنتشر في مدن ومناطق حلب المراكز الثقافية والأدبية الكثيرة وهناك أعلام ومشاهير من الأدباء والشعراء والكتاب عبر التاريخ القديم والحديث انطلقوا من حلب وما زالت حلب منارة للعلم والأدب والفن بكافة أنواعه.

واليوم ماذا عسانا نقول لحلب واهل حلب ومحبي حلب ... غير حماكم الله يا اهلنا في حلب، فقد كان في حلب فن وعلم وادب وطعام شهي وماء عذب واليوم يبحث اهلونا في حلب عن ركن يأوي اليه طويلي الاعمار بعيدا عن رائحة الموت وفعل الموت القادم من فوق غيوم حلب وحليبو وحليب البقرة الشهباء التي كان يحلبها ابو الانبياء سيدنا ابراهيم
عليه السلام في احدى الروايات غير الموثوقة عربيا والموثوقة عبريا وعبرانيا"

اما من يقتل الشهداء من اهل حلب وعلى ساحة سوريا ومساحة الامة، وأما من يدمر الانسان والزرع في شهبائنا ومعها جل تاريخ حلب وفن وآداب حلب فلا كتبت لهم السلامة وأبدلهم الحق في علاه سوء المنقلب والحسرة والندامة ... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظم وحسبنا الله ونعم الوكيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات