مسلسل استاذ و رئيس قسم 2


الى عطوفة مدير الأمن في جامعة كليوبترا للمهن الفنية و الدرامية و السينمائية في القاهرة،

تحية طيبة و بعد،

شروحات و بيانات عن الشخصية :

الشخصية الذي طلبت مني أن أتحرى عنها هي عديلة مدبرة منزل الدكتور فوزي جمعة في مسلسل استاذ و رئيس قسم، و قد قامت بدورها (الفنانة صفاء الطوخي)، و لعلني أؤيدك الى حد مُعَيًنْ...بأنها ثورية من الدرجة الأولى و يسارية حتى النخاع و صاحبت شخصية قوية جدا، بل شعرت و أنا اتابعها بأن دمائها منقوعة بمادئ فوزي جمعة و كتبه و افكاره فانظر ماذا فعلت بزميلكم مختار باشا حينما طلبها بآخر حلقات المسلسل ليستفسر عن مكان اختباء فوزي جمعة من وجه العدالة...فوقفت في وجهه و واجهته حول قسوتهم مع الدكتور فوزي بينما يتركون كداخلية بعض الشخصيات هاربة من العدالة من دون أن يمسكوا بها...

تعمل عديلة مدبرة منزل للدكتور فوزي منذ زمن طويل و لعلها من الصديقات المقربة منه كثيرا، و وجودها معه في نفس المنزل من دون عقد زواج بينهم دلالة على الأحوال الليبرالية و الحريات التي تتمتع بها فهي مخلصة لمبادئها السياسية و لعملها جدا حيث تقوم بدورها المهني كمدبرة للمنزل على أكمل وجه، و الملفت بالإنتباه بأنها مثقفة جدا و هذا واضح تماما من تصرفاتها و طبيعة حديثها مع الدكتور و فتحي و الدكتور متولي في وقت اقامتهم في منزل الدكتور،

في اثناء حلقات العمل تابَعَتْ حياتها بصورة طبيعية جدا بالرغم من اهتمامها بالشأن السياسي حالها حال معظم المواطنين في الجمهورية، و حينما قرر الدكتور النزول للميدان في اولى حلقات العمل رافقته و مكثت في خيمة الإعتصام بكل صلابة و صبر حيث كانت تهتم بأكل الدكتور و احتياجاته مع مرافقيه و تهتم بشؤنه في ميدان التحرير، و رأيناها أم حنونة جدا على هالة ابنة شهيد استشهد في ميدان االتحرير، حيث اعتنت بها هي و الدكتور الى حين قراره ايداعها في دار للأيتام ليطمأن عليها، افهم قلقكم و لكنني لا أظنها خطر على الشارع المصري فبعد ثورة 30 من يونيو ليس لها نشاطات آخرى بمسلسلات درامية آخرى...،

مشاركة فنان كبير مثل عادل امام دائما طموح اي فنان ناجح ليس فقط في مصر بل في كل ارجاء الوطن العربي حيث حقق هذا الفنان شهرة مميزة جدا و كبيرة جدا خلال مسيرته الدرامية و التي كانت دائما حافلة بالإنجازات الراقية، فأتفهم رغبة فنانة كبيرة مثل صفاء الطوخي بمشاركة هذا الفنان الكبير عمل درامي...و لكن أظنها ظُلِمَتْ جدا بهذا الدور، فالكل شاهد ظهور الفنانة صفاء بأعمال درامية عدة ناجحة و كبيرة بالماضي و قد اثبتت هذه الفنانة مقدرتها كثيرا في التمثيل، فليس من المنطق أن نأتي بفنانة بحجمها و نعطيها دور ضيق الأفق مثل دور عديلة، فحتى لم يكن لها مشاهد كثيرة اثناء حلقات المسلسل مما يوحي بأن مخرج العمل لم يقوم بالحسابات المهنية الصحيحة هنا، فالفنانة صفاء لها القدرة بأن تقوم بأدوار بطولة بمفردها في أفلام و مسلسلات...بل ليس ما يمنع مهنيا بأن يتم إنتاج لها مسلسلات مثلها مثل الفنانات الكبيرات في مصر مثل الفنانة نادية الجندي و الفنانة يسرا و من قَبْل الفنانة نبيلة عبيد و الفنانة غادة عبدالرازق و الفنانة الهام شاهين وة غيرهن من المعروفات مهنياً، فالفنانة صفاء مقتدرة جدا لتقوم بدور بطولة و رئيسي لأفلام و مسلسلات درامية ...فلا أظننا حتى رأينا موهبتها تُسْتَغَلْ بكل طاقاتها بعد في تقديم شخصية في عمل درامي عميق و كبير، كثيرا ما كنت أستغرب بأن معظم الأدوار التي أخذتها لغاية هذه اللحظة و كأنها أدوار تسمى باللغة الإنجليزية
Supporting actress
أو بالعربية ممثلة مساعدة...فأين بصيرة المخرجين؟ كما راينا عديلة تقوم بنشاطات مكررة في المسلسل فبأكثر من مشهد رأيناها تمسك صينية الضافة قادمة من المطبخ لتقوم بضيافة الضيوف في شقة الدكتور فوزي؟ لو قام المخرج بإطلاق خياله قليلا كان سيتكمن من تقديم عديلة بصورة أعمق كمدبرة منزل فمثلا ألم يكن من واجباتها الإهتمام بجلي الأوني في المطبخ أو شطف ارض الشقة أو حتى تنظيفها من الغبار؟ ألم تذهب للسوق لشراء الخضار و الأطعمة؟ لم نراها سوى و هي تقوم بحمل صينية الشطائر من و الى المطبخ أو لتقوم بتقديم للضيوف الشاي او المشاريب، بالمقابل أعجبني انخراطها بأحداث الميدان و أعجبني موقفها جدا حينما تواجهت مع مديرة دار الايتام التي هربت منها هالة...فرأيناها إنسانة مثقفة و صلبة في وجه الإهمال في رعاية شؤون الدار، و لكن أكرر كلمة أنا مسؤل عنها، بأنني رايت الفنانة صفاء بأكثر من مسلسل مع نجوم بارزين و كان من الممكن الإستفادة من قدرة موهبتها الدرامية بدور له افاق أكبر من دور عديلة في المسلسل...

بالنهاية عديلة مواطنة تفاعلت بالمسلسل شأنها شأن باقي المواطنين مع الأحداث السياسية الساخنة في العمل، فليس لها نشاط أزود من نزولها للميدان للتعبير عن رأيها من الأحداث الدائرة في القاهرة...لرفض تهميش احتياجات المواطنين البسطاء في ثورة 25 يناير و الذين يشكلون الأغلبية في مصر...و لرفض الإدارة العشوائية للأحزاب الدينية في أم الدينا مصر...اكبر البلاد العربية من حيث تعداد السكان و كاقتصاد و كدولة عظمة بالمنطقة...فالملايين الذين تجمهورا بالميدان في الثورتين بالماضي قالوا كلمتهم الجريئة بحق مصر و اشتروها باصرارهم و وطنيتهم من مستقبل مجهول و ثبتوا اساسها من جديد بأرض ديمقراطية صلبة أكثر من قبل...و عديلة كانت مواطنة واحدة من ضمن هذه الملايين في الميدان حينها...

عديلة إمرأة مميزة جدا بوطنيتها و لها كل احترام و تقدير مني كعميد للنقد الفني و أطمح من شركات الإنتاج و المخرجين بتقديم الفنانة صفاء الطوخي بأدوار بها عمق درامي أكبر لِتُظْهِرْ هذه العملاقة الدرامية موهبتها أكثر بأعمال قادمة...فآمل أن لا ارى هذه الأخطاء تتكرر بأعمال قادمة، و لكي أكون قد شرحت نفسي بصورة جيدة لا يجب تهميش دور كدور عديلة إطلاقا و يجب إعطائه حقه من الإهتمام و لكن لا يجب الزَجْ بفنانة مخضرمة بالتمثيل مثل صفاء بأدوار ضيقة الحضور...فلو تكرر ظهورها بوتيرة أكبر في المسلسل كان هذا الأمر سيكون جزء من الحل لهذه المشكلة...
في الجزء القادم من حلقات النقد هذه لمسلسل استاذ و رئيس قسم سأضع في قفص الإتهام شخصية أظنها الأخبث بهذا المسلسل، فكان طيلة الحلقات ابن دهاء و مكر و قد تَلَوًنَ مثل الافعى طيلة حلقات العمل ليتأقلم مع المناح السياسي الذي تقلب كثيرا بآخر اربع سنين في مصر...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات