اليهود العرب،،،؟


- على ضوء ما يسعى إليه اليهود في فلسطين الآن ، حيث عمليات إبتلاع الأرض ، الإستيطان ومحاولات تهويد القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية عامة ، والحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى خاصة ، يجدربنا أن نُفرّق بين اليهود الذين هادوا بملة موسى عليه السلام ، وبين الصهاينة من أتباع يهوه ، وهنا نتناول حياة اليهود العرب في الدول العربية ، وعلاقة هؤلاء مع أبناء جلدتهم من المسيحيين والمسلمين ، وتظهير ما كان لليهود من أدوار في الحقول السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية وإدارة شؤون الدول التي كانوا يعيشون فيها ، فهذه الأدوار والعمليات التي كان يخوضها اليهود العرب في دولهم ، كانت ذات حضور وفعالية تفوق في معظمها أقرانهم من أصحاب الديانات الأخرى ، وبالطبع كان كل ذلك قبل أن ينتشر الوباء الصهيوني...!!! ، الذي صنعته وكانت تقف وراءَه وترعاه بريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى ، وقد عززته بريطانيا بالتوافق مع فرنسا وغيرها من دول أوروبا بوعد بلفور المشؤوم ، بمغالطة تاريخية ستبقى وصمة عار على جبين التاج البريطاني ، حتى تعود فلسطين التاريخية إلى عروبتها وإسلاميتها ، ومن ثم يغادرها شُذاذ الآفاق من "أتباع يهوه...!" ، الذين لا يمتون بأية صلة لليهود ، الذين هادوا بملة موسى عليه السلام ، وزاد الأمر سوءاً بتورُّط بريطانيا الإستعمارية في أبشع مأساة عرفها التاريخ ، حين دعمت العصابات الصهيونية ، الهاغاناة ، تشيرن ، البالماخ والأرغون وغيرها بالمال ، السلاح ، الحماية ومحاصرة الفلسطينيين ، لدرجة أن بريطانيا كانت تحكم بالإعدام على من يحمل رصاصة فارغة من الفلسطينيين ، ناهيك عن الإعتقالات بالجملة وتمهيد الطريق ليُسيطر الصهاينة على الأراضي الفلسطينية ، إلى أن تم تهجير الشعب الفلسطيني من مدنه ، بلداته وقُراه عام 1948 ، هذا الشعب الذي ما يزال يُعاني في المخيمات ، هو ذاته الذي كان ما قبل الحقبة الصهيونية "بازل 1897" ، يعكس أجمل صور التعايش بين أهل الديانات السماوية الثلاث ، اليهودية ، المسيحية والإسلام .
- قصة...!!!؟؟؟
---------------
- هذه القصة التي سبق أن رويناها غير مرة ، والتي سمعتها مباشرة من رجال ونساء شاركوا فيها وعاشوا تفاصيلها ، والتي جرت أحداثها في مسقط رأسي مدينة خليل الرحمن الخالدة ، نكررها اليوم لتبيان الفارق بين اليهود الفطريين ، البسطاء الذين عاشوا وتعايشوا مع أقرانهم من الملل الأخرى بأبهى الصور وعلى مدى عصور طويلة ، في فلسطين وغير دولة عربية عاش فيها اليهود ، وبين الصهاينة الذين صنعتهم قوى رأس المال الأوروبي والعالمي بقيادة بريطانيا ، وساهم في صناعتهم بقوة العُصابيون من المهووسين باللوثة الصليبية ، ومن المأفونين الذين حتى اللحظة يسعون إلى الإنتقام من عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" وصلاح الدين الأيوبي طيب الله ثراه ، وفي ظنهم الطوطمي يجب أن تعود القدس إلى العهد الصليبي ، وذلك عبر إندماج القوى الصليبية مع القوى التلمودية ، التي صاغها أتباع الإله المحجوب يهوه ، في سياق تأكيد هيمنة الغرب على منطقة الشرق الأوسط ، لغايات ومصالح في ظاهرها ديني غيبي وطوطمي ، وفي حقيقتها إقتصادي رأس مالي ، خاصة أن كل صراعات البشرية سببها المال ، "الذي يرفع بوجوده ويقمع بفقدانه" ، حيث يكذب من يدّعي الزُهد في الحصول على المال أو الإكتفاء بالقليل منه .
- بالعودة إلى القصة في دار آل شاهين الكرام ، وهم من العائلات الخليلية المحترمة والمعروفة بتدينها الإسلامي الفطري . تقع تلك الدار على الشارع الرئيسي المؤدي للحرم الإبراهيمي الشريف ، وكانت تسكن في ذات المنزل المملوك لآل شاهين عائلة يهودية ، مندمجة إجتماعيا مع جيرانها ، يتشاركون الأفراح والأتراح كعائلة واحدة ، وفي ذات فجر دوّت صرخة حزينة أطلقتها ربة البيت اليهودية ، حيث فَزَعَ آل شاهين من الرجال والنساء والمجاورين من العرب واليهود في الحي ، ليكتشفوا أن الحاخام رب الأسرة اليهودية قد فارق الحياة ، وإذ بحرائر آل شاهين ونسوة الحي من العرب واليهود ، يُشاركن الأرملة اليهودية تعدادها "الصراخ والعويل" على الفقيد الراحل ، ومما سمعته من والدتي رحمها الله ، أن المتجاورين من العرب واليهود ، كانت نساؤهم يتبادلن إرضاع أطفال بعضهن عند الحاجة ، وأن أولاد العرب واليهود كانوا يلعبون في الحارات سويا ، ناهيك عن العلاقات التجارية بين الطرفين ، اللقاءات في المقاهي ولعب النرد ، التجمع في سهرات مجتمعية وما شابه ، ولم تكن العلاقات الإجتماعية والإقتصادية على هذا النحو من الإنسجام والتعاون ، بين العرب واليهود في فلسطين مُقتصرة على مدينة الخليل فحسب ، بل كانت هي ذاتها في كل فلسطين والدول العربية التي كان ينتمي إليها اليهود العرب.
- إن الإنقلاب العدائي الذي نشهده الآن من قبل العرب المسيحيين والمسلمين ، لم يكن يوما بسبب إعتناق الطرف الآخر الديانة اليهودية ، إنما بسبب صهينة الديانة اليهودية ، وإستبدال ملة موسى عليه السلام بتخرصات الإله المحجوب يهوة ، التي عهّرت فطرية اليهود ما قبل الحقبة الصهيونية ، وحولتهم إلى ذئاب جائعة على الدوام ، تلغ في دماء العرب مسحيين ومسلمين ، وشحنت عقولهم بخزعبلات تلمودية أبعد ما تكون عن العقيدة اليهودية ، التي إهتدى معتنقوها بملة موسى عليه السلام ، حتى صدّقوا أن فلسطين أرض الميعاد ، وأن من واجبهم التلمودي إستعادتها بعد ثلاثة آلاف عام...!!! ، فيما الصهيوأمريكي كوريث لمؤامرة بريطانية ، لن يسمح بعودة الولايات المتحدة الأمريكية لأهلها الأصليين من الهنود الحُمر ، الذين أوبيدوا وهُجروا قبل أقل من ثلاثتماية عام ، ومن ثم يحدثونك عن الحرية ، الديموقراطية وحقوق الإنسان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات