جراسا -

ضياء سليمان ابو حيانه

فعندما يقدم الوطن كل يوم شهيد من خيرة الشباب ممن نذروا ‏انفسهم لحمايتنا فانه واجب علينا ان نقدر على الاقل تلك ‏التضحيات التي بذلت في سبيل توفير حياة امنة لنا ولعائلاتنا ‏من اي تهديد يمكن ان يؤثر على حياة الفرد , وعلى حساب ‏عائلاتهم واسرهم .‏

فقد قدم الكثير من الشهداء ارواحهم الغالية فداء للوطن ‏وتركوا اسرهم وكل شيء يملكونه في سبيل الدفاع عنه, ‏لتبقى ذكراهم الخالدة تحكي مقدار الالم الذي خلفه رحيلهم ‏‏,ليستقبلوا بصدورهم رصاصات الغدر والخيانة ,نعم اننا لن ‏ننساكم وانتم تركتم خلفكم ذكرى جميلة في التضحية , وفي ‏الوقت الذي تنام فيه بهدوء وسلام هناك من يسهر عنك ولا ‏ينام , انهم جنود الوطن الاوفياء الذين لن يخونوا العهد ولن ‏يرف لهم جفن ولن يقصروا يوما في الدفاع عنه.‏

ومما لا شك فيه ان الوطن لن يحميه غير اهله وأبناءه وان ‏السكوت على ممن تم التغرير بهم بدعوة الجهاد لا سمح الله ‏فقد يؤدي الى جر البلد الى ما صارت اليه الدول المجاورة, ‏فقد راينا مقدار الخراب الذي خلفته تلك التنظيمات في دول ما ‏كانت تحلم بان تصل الى ما وصلت اليه بعد ان كانت تنشد ‏الحرية من تلك التنظيمات المتطرفة بغية تحسن احوالهم والتي ‏كانت تقاتل بكل اسف باسم الدين وتتخذ منه اداة لتبرير ‏اعمالهم الوحشية التي لا تقل عن الاجرام بحد ذاته مدعين ‏انهم اصحاب العدل والسلام, ان وحشية تلك التنظيمات التي ‏تمارس ضد الابرياء تحت بند تطبيق الشريعة و الدعوات ‏للقتل وسفك الدماء ,وضعت الجميع امام مسؤولياته للتصدي ‏لمثل هذه التنظيمات, والتصدي لمحاولة جر الاردن لمستنقع ‏الارهاب والضلالية , ومهما كانت تلك الدعوات ضد حق ‏الاردن في الدفاع عن نفسه ومحاولة التصدي للتطرف ‏والخلايا النائمة التي تريد ان تنتهز الفرص لتنفيذ مخططات ‏تريد من خلالها بث الرعب في قلوب الابرياء من المدنيين , ‏فإننا كأردنيين نقف خلف الاجهزة الامنية في التصدي لتلك ‏التنظيمات المتطرفة ونشد على ايديهم وندعو الله ان ينصرهم ‏على تلك الفئات الضالة التي اتخذت من القتل والتخريب ومن ‏سفك الدماء وترويع الابرياء وسيلة لفرض حالة من عدم ‏الاستقرار ومحاولة ايجاد ثغرات امنية لتسهيل انشاء مناطق ‏امنة خارجة عن سيطرة الاجهزة الامنية وتسهيل مرور ‏التنظيمات الى الداخل, ونقول لكل من يوجه سلاحه ضد ‏الوطن اتقي الله ,للوطن جند يحميه واعتقد انه من حق ‏الاردن ان يحافظ على امنه وملاحقة الخارجين عن الدين ‏والقانون والذين يمكن ان يشكلوا تهديدا حقيقيا على امنه ‏واستقراره ومعاقبة من تم التغرير بهم وتجنيدهم لخدمة تلك ‏التنظيمات.‏


وكلنا فدوى لهذا الوطن الحبيب نبذل الغالي والنفيس في سبيل ‏إبقاءه عصيا على ايدي الغدر كما ونقدر مقدار التضحيات ‏الذي تبذله الاجهزة الامنية لصون الوطن وحمايته من ايدي ‏الغدر التي طالما ارادت ان تمس امنه واستقراره , وحمى الله ‏الوطن وقائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ‏حفضه الله ورعاه.‏