جراسا -

بسم الله الرحمن الرحيم

كما كنا دوماً ننادي ونكتب في كل خاطرة أو مقال .. أن هناك من لا يريد لهذا الوطن ولهذا القارب الأردني الثرى.. الهاشمي القيادة ..أن يبقى هادئاً في هذا المحيط الهائج .

يحاولون بكل خلاياهم القائمة والنائمة وبكل جهد ظاهر من السطح أو خفي وشبحي من أعماق المياه الراكدة والجارية أن يحدثوا ولو خرقاً في هذا المركب .. ليلحق بغيره من المراكب التي تاهت السبيل وغرقت بالأمواج المتلاطمة في هذا المحيط .

لكن تبقى النفوس تميل بطبيعتها إلى أن ذلك مجرد تحليلات وتوقعات قد لا تحدث في ظل عدم وجود أحداث حقيقية تدعم هذه الآراء والتوجهات .. حتى حانت ساعة الصفر ويأتي حدث الخلية الإرهابية في شمال المملكة الهاشمية .. حدث بطله شاب في عنفوان عطائه وزهرة عمره نذر نفسه وروحه فداءاً لوطنه ومحافظة على امن أهله , شاب يحمل رتبة متوسطة بالعرف والتقليد العسكري .. لكن نفسه تحمل قي طياتها ما هو ابعد من الرتب ..ما هو أرقى وأعلى من كل رتب الدنيا .. شاب اسمه راشد وله من اسمه نصيب ..

فراشــد .. أرشدنا :

إلى أن كل ما قلناه وكتبناه وغيرنا ليست فرضيات وتحليلات وخيالات كاتب أو أديب ولا هي أحلام قاص أو روائي أو مؤلف أبداً ..
إنها وقائع حقيقية أبطالها أجسام حية ظاهرها طيب وجميل وداخلها تسكن أرواح خبيثة سوداء سواد فكرها السرطاني الذي ينخر بجسد الأمة الجيل تلو الجيل و البلد تلو الأخر , شخوص تعيش بيننا وتقطن في بعض زقاق مدننا وبيوتنا .. شراذم من البشر فاقت قدراتهم قدرات معلمهم إبليس وأعوانه بالكيد لهذه الأمة وهذه الأجيال المؤمنة بريها لجرها إلى مواطن الخلل والزلل .

راشــد .. أرشــدنا :

إلى القصور في داخل نظامنا التربوي والتعليمي من خلال مناهجنا والمواد التي تعطى لأبنائنا بالمدارس والجامعات .
إلى الخلل في طريقة تنشئة أجيالنا اسرياً للمستقبل .
إلى النقص الحاصل بنظامنا الإرشادي والوعظي من خلال منابر المساجد وخطب الجمع وتركها لكل من هب ودب بان يعطي ويتجمع هنا وهناك .. ولا أخفيكم إن قلت أن خطبة الجمعة كانت بمسجدنا أتدرون عن ماذا .. عن إثبات وجود الله !! .
يا للهول أكثر من 700 مصلي وفيهم من تجاوز عمره 90 عام بالإسلام والحديث عن إثبات وجود الله أليس هذا مما يضحك الثكلى ويبكي العروس .
إلى عدم الاهتمام الكافي من الدولة وهزلها ببعض الأحيان بأهمية المنابر الإعلامية والتوعويية بكل أنواعها.. مع تخلي بعض المثقفين والكتاب أو تنحيتهم حسداً أو ظلماً أو سمي ما شئت .

راشــد ... أرشــدنا :

أن لا مفر ولا خلاص لنا نحن الأردنيين بعد الله عزوجل إلا بوحدتنا والتفافنا جداراً منيعاً خلف
قيادتنا الهاشمية .
أن انتبهوا .. احذروا يا أبناء وطني من الانقسام والفرقة ... فرغيف الخبز لا يأكل إلا مقسماً .
أن كل أردني وأردنية يجب أن يكن رجل مخابرات لوطنه .. هو جندي في جيشه هو / هي لبنة بناء في حائط الوطن ومشروع شهيد فداءاً له ولأهله .

إلى جنات الخلد عريساً يا بني نزفــك
إلى صحبك الشهداء الذين سبقوك أحياء عند ربهم نزفــك .
إلى عالم الملكوت الأعلى والكائنات الأفضل والأسمى بكثير كثير من هذا العالم السفلي نزفــك .

شكراً راشــد شكراً بني على هذه الرسائل التي بعثتها لنا ولأعدائنا .
شكرا راشــد فلقد منحتنا بروحك الطاهرة الأمــل .
ونعزي أنفسنا ونعزي زميل ميادين الصحراء والدك .. والسلوى كل السلوى للغالية أم راشــد .

شكرا راشــد مرة أخرى .. لأنك أعطيتنا فرصة أخرى .

 رجــا الـبـدور