بــُكـــاء المنــَّـصات !!


جراسا -

في العراق وفي زمن تبدلت فيه الأدوار وأنقلبت فيه المعادلات ,وتجاوزت المتغيرات الطارئة كل التوقعات ,حتى أصبح التناقض ترادفاً والأضداد تطابقاً ,تكثر التساؤلات في الأذهان كم تغنوا بحب الوطن ونطقوا أسمه بلسانهم!! ماأكثرهم نطقاً وأقلهم عملاً وفعلاً ..كلنا للوطن ,يحيا الوطن,نموت ويعيش الوطن !! شعارات براقة ملونة بزخرف الكذب ,مملوءة بالنفاق ..

يمكن القول أن أسوء مايُشنف الأسماع هذه الايام كثرة ألآقاويل والخطب الرنانة التي تدعو لحب الوطن والتضحية من أجل (الــوطن) نموت فقراً كي يعيش الوطن!!

في نفس الوقت حين تنظر للــواقع والمتباكين على موائد الوطن ترى ينهبون خيراته بإسم "الوطنية"، ويفرغون جيوب الشعب وبطنه وعقله خوفا من تلاشي هذه "الوطنية" الا تباً لهذه الوطنية التي يتغنون بــها..يمكننا أن نطرح سؤالاً على تجار السياسة ؟! هل تسائل السياسي عن مدى الأضرار والاصابات التي الحقوها بالوطن بسبب تبنيهم لهذا الشعار الأجــوف والذي اصبح يثير الغثيــان لابناء الوطن..

درسنــا ودرس أولادنا وتعلمنا وتعلم أولادنا حب الوطن الكثيــر حتى وصلنا حد التخمـــة وكم قرأنا وقرأوا النشيد الوطني وأفتخرنا وأفتخروا بحب الوطن حين نرفع رايته عالياً ترفرف على سارية المدارس ,ولكن خابت آمالهم حين شاهدوا في المقابل الرؤوس التي تحكم الوطن.. حبا آخر لخيرات الوطن.. ، لثرواته القليلة، لأموال خزائنه.. لأموال شعب مهربة.. وصفقات تتم باسمه، ويجني بها "لصوص الشعب" ثمار كد شعب بأكمله!

جعلو من العراق سلعة يتاجر بها الكثير من السياسيين, يتغنون بحبه ويعملون على خرابه, فباسمه يقتلون وباسمه ينهبون ,يخربون ومن أجله يعطلون الحياة, يخربون المصالح، يناضلون من أجل تقسيمه وتقزيمه، يناضلون ويقطعون الطرق تحت دواعي الخوف عليه.

هل سنبقى في زمن الرومانسية والغناء على وتر الوطنية في زمن اضحى ابناء الوطن مابين مشرد ومهجر مقتول ومفجوع ,دماء واشلاء تتناثر هنا وهناك

ماذا يعني الوطن؟ هل هو بكاء على المنصات ام غناء فقط ,ام رقص على الجراح؟!! ام تفننٌ وصياح كلــنا للوطن!!

اصبحنا ننظر للوطن مقروناً بالفساد السياسي الذي أخذ يكبر يوما بعد يوم على مائدة الوطن ,سقوط دولة أمام مافيا المال ,وطن اصبح أسير حكومات متعاقبة ومتتالية

وطنٌ اضحى لعبة بيد زمرة من المتخمين على مائدته التي أفرغت بسببهم وأخذت تستجدي أبنائها وتقلص من رواتبهم في سبيل يعيش الوطن لا عفوا كي يعيش السياسي الراقص على جرح الوطن والمتباكي بأسم الوطن!!

لاخير في وطن غير كريم بإهله ولا محترم بين حكوماته ,لن يهدأ وبيننا مفسدون ,يئس الوطن منهم وأصبح يحــن لرجال أحرار يرفعون رأسه ولايثنون على الرذائل بإسمه ,رجال لايزالون بيننا يقدمون الغالي والرخيص من اجل نهضة الوطن وصمود الوطن ورفعة وعز الوطن ,تعمر الأوطان بابنائها الاحرار الذين يسعون الى إيقاظ وتعميق حب الوطن في قلوب أبنائه وإشعال جذوة الانتماء والموالاة للعراق وشعبه حين وصف ذلك رجل في زمن التخاذل والخيانة انه المرجع الصرخي وحين قال (لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاً

أنا عراقي ........ أحب العراق وشعب العراق
أنا عراقي ........ أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياء
أنا عراقي ........ أوالي العراق ... أوالي العراق ... أوالي العراق)


هيام الكناني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات