لقاء السفير الروسي بالصحفيين : المشهد لا يحتمل مزيدا من الارباك !


جراسا -

محرر الشؤون المحلية - وجه نشطاء واعلاميون على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و تويتر" انتقادات لاذعة للقاء الذي عقد في نقابة الصحفيين مساء الاثنين جمع السفير الروسي في عمان "بولوتين بوريس" مع عدد من الصحفيين، وبحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية في النقابة معالي الدكتور نبيل الشريف، معتبرين أنه كان الاجدر بالنقابة الالتفات الى قضايا تمس صلب حياة المواطنين اليومية، من غلاء اسعار وبطالة وغيرها، بدلا من الخوض في قضايا بعيدة كل البعد عن همومهم وامالهم وطموحاتهم.

ورأى اعلاميون وناشطون أن نقابة الصحفيين تمثل الجسم الصحفي الذي يتوجب عليه أن يكون ملامسا لهموم الناس وواقعهم، ويراقب ويحاسب الحكومات والمؤسسات ان قصرت، كسلطة رابعة، لا أن تغيب النقابة عن المشهد الداخلي دهرا، وتعود فجأة بلقاءات مع دبلوماسيين ربما يروجون لسياسيات بلادهم !

واستهجن ناشطون عدم استدعاء وزير الخارجية بدلا من السفير الروسي لنقابة الصحفيين، للحديث عن عضوها الصحفي الموقوف في الامارات تيسير النجار، منذ شهرين دون اي اجوبة تذكر من باب "اولى لك فاولى"، بدلا من لقاء سفير موسكو.

وتساءلوا عن عدم استدعاء رئيس الحكومة مثلا للقاء مفتوح مع الاعلاميين في النقابة، ومساءلته عن رفع اسعار السلع والمحروقات وعن الواقع الاقتصادي المتردي الذي يجب على النقابة الخوض فيه للبحث عن اجوبة للمواطنين، لا فتح لقاءات مع دبلوماسيين اجانب يتم التطرق فيها الى "اوجه التعاون العسكري"، فيما يفترض أن يكون التطرق للشؤون العسكرية مغلقا وموصدا في وجه أي دبلوماسي وغيره، وهو من ابجديات الصحافة التي ربما غابت عن منظمي اللقاء.

ونشرت وسائل اعلام محلية عن اللقاء الذي كشف فيه السفير الروسي بعمان عن وجود " تنسيق عسكري بين روسيا والاردن في العاصمة عمان"، اضافة الى ان اتصالات عسكرية تجري بين الطرفين، بينما تعي النقابة أن استقاء المعلومات ذات "الطابع العسكري" يكون من مشاربه الداخلية، بعيدا عن الخوض فيها، مع دبلوماسيين أجانب يسعون في المحصلة للترويج لسياسات بلادهم.

واعتبر الناشطون ان السياسات الروسية في المنطقة واضحة وجلية ولها اجندات ومشاريع سياسية بصدد تنفيذها على حساب الشعب العربي السوري الشقيق، تتعارض جملة وتفصيلا مع موقف الاردن الداعم للاشقاء السوريين المحتضن لمليون ونصف المليون مهجر منهم، وتحمل اعباء تنوء الجبال عنها، لم تتحملها دول غربية كبرى ولا عربية تمتلك الاموال الطائلة.

ورأوا أنه يفترض بالاعلام وأطره، أن يعمل على اسناد سياسات الدولة في الاوقات العصيبة، وأن يبتعد عن الخوض في الشؤون العسكرية تحديدا، معتبرين أن الظروف الاقليمية الراهنة، لا تحتمل اي تفسير وتأويل، وأن الشارع ليس بحاجة لمزيد من الارباك، خاصة مع الفوضى الاعلامية العالمية والعربية والداخلية القائمة.

واشار نشطاء ان تداول اخبار من وسائل اجنبية مؤخراً، حول تدريبات عسكرية اردنية في السعودية، وكذلك حول قوات بريطانية قادمة للاردن، قد اربكت المواطنين، وهيأت لهم أن الاردن مقدم على حرب ضروس، محذرين من سلبيات انعكاس هكذا اخبار على الوضع الداخلي الاقتصادي، لما تحدثه من ارباكات غير مبررة، ومخاوف تحد من الحركة الاقتصادية المحلية لاحقاً.

واعتبروا أن تداول وسائل اعلام محلية لاخبار عابرة للقارات مؤجندة ولها غاياتها واهدافها الاستراتيجية، مشيرين الى انها محاولات لاختراق الجبهة الداخلية الصلبة، ومطالبين في ذات الوقت السلطات الرسمية والعسكرية، بضرورة التعميم على وسائل الاعلام المحلية عدم تداول الاخبار الاجنبية المتعلقة بشؤون الاردن العسكرية والامنية، واستقاء المعلومة الدقيقة من مصادرها المحلية المخولة بالتصريح، لا عبر وسائل اعلامية خارجية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات