في بسطاري بقايا قدم ..


نعم بدأنا نتحلل, والقدم هي الأقرب للأرض حيث البروده,, الاصابع ترجف والألم يقرع مفاصلي,,ننتقل رويداً رويداً لعل الدم الرقراق كما الدمع يصل اقدامي فينعش فيها الاحساس,,تتزاحم الأصابع فزعاً لتهرب من فوهة الثقب في مقدمة البسطار, فالماء الأسن والطين وبقايا صرار تشاركني بضع دفء البسطار,اتعثر فالخيط قد نشب ببقايا جذع شجره قديم تُرك في الشارع,, اسقطُ مغشى علي بعد ان ارتطم الرأس بأطراف الرصيف,, ينساب الدم من جبهتي,, أصحو وقد تحوطني بعض الماره,, منهم من قال سكران ويشتمني, وآخر قال لربما مريض سكري, حاول جاهداً اسنادي لجدار قريب,, وثالث قال اتركوه هو ابن البلد المنسي, ليس بهندياً هو فعصر الهنود ولى,,وليس حديثاً على البلد فهو من ترابه,,وليس بلاجىء فاللاجئين لهم خيام تأويهم حتى ولو على تخوم الوطن,, هو ابن هذا الوطن الذي ضحّى أجداده ليصبح وطن بنشيدٍ وبيارق واليوم اضحى مشاع ولمن هب ودب..
تتقاذفه الأقدار تارة وتارة يحاط برفق من عندههُم لله,,فما اكثر الصناديق في بلدي ولكن الولاة عليها ليس فيهم لله,, فهذا ينبش القاع على اعتبار انه من القائمين عليها, وذاك شيخ ثرثار لا يقترن قوله بعمل, وثالث ينتظر حصته وفردة البسطار قد فقدت , يتحامل على قدمه الأخرى , يقفز تارة وتارة يرتكي الى عمود قائم,,برغم ان السنين قد افقدته القدرة على العمل الا ان الحاح الابناء والجوع جعله يجاور الحاويات,, يتشارك وقطط الحي التائهه نبش الاكياس..

أعرف ان كرامة الأردني عاليه, ولا يسجد لغير الله,ولا يهادن او يمد يده للغير لكن فلربما تناثرت أردنيته بين الأقوام ممن يشاركونه الشارع والحي ورغيف الخبز الجاف المركون الى جانب الحاويه, فبدأ يجاور مداخل المساجد للاستجداء, ويقف على الاشارات وقد غطى الرأس ونصف الوجه ليتدارى من فقره او حتى لا يُعرف, برغم ان النفس عفيفه ولكن الحال من المُحال, ومتطلبات الحد الأدنى للعيش قد اجبرتهم,هناك يأس مع الحياة, وهناك من ينتظرأن تُفرج..

لا اريد أن ارمي بثقل هموم العامه على الحكومات وهي صاحبة الولايه, ولا على مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيريه على اختلاف اهدافها ولكننا نفتقر الى سجل مشترك بين الصناديق والمؤسسات التي تُعنى بهموم الفقراء والمساكين لضبط الانفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه بعدما ثبت ان هناك دخلاء جعلوا من التسول مهنه وسبب لرفع وزيادة مداخليهم من خلال شبكات لا تراعي حقوق هذه الفئه التي تستعطف الناس للحصول على ما يسدون به رمقهم ومنهم مبتلين..
ليس الفقر عيباً ولكن من تسبب به مسؤول, وسيقفوا افواجاً بين أيادي الرب العدل ليسألوا .. كيف لا

وابن الخطاب تبتل لحيته ويقول سيسأل عمر عن دابه لم يسوي لها الطريق في ارض العراق!! راعوا حق الله في الايتام والأيامى والفقراء وممن لا يجد ناراً في بيته في الشتاء يا اصحاب الدولة والمعالي,, المسؤولية رفضتها الجبال وقبلتم بها فانتظروا العاقبه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات