سوريّون بين أهلهم الاردنيين


جراسا -

على الحدود مع سوريا رجال لا ينامون الليل ليحموا بلدا وضعت فيهم الامل بأن يسهروا على مراقبة الحد الفاصل بين دولتين شقيقتين , احداهما فيه حرب بين ابناءها , وكلّ فريق منهم يدّعي امتلاك وصفة النجاة , ولكنهم لا يعترفون الاّ بالسلاح طريقا لتحقيق هذه الوصفة , ويوميا رجال القوّات المسلّحة الاردنيّة يستقبلون كثيرا من النساء والاطفال والشيوخ والرجال الهاربين من جحيم الحرب الى حضن الاردن لينعموا بالأمن والامان , والاطمئنان على حياتهم وحياة أبناءهم , يستقبلهم الرجال بمحبّة وحنان , يسقون العطشى ويعالجون المرضى , ويحملون الاطفال والعاجزين عن الحركة , يدّثرون من أحس بالبرد , ويطعمون الجائع , ويؤمنون الجميع الى أماكن تؤويهم الى حين .

الحافلة التي تقلّ ركابا من عماّن الى اربد , كانت تارة تتسلّق طريقا ثمّ تهبط آخر , وانشغل كلّ واحد من الركّاب امّا بالحديث الى من بجانبه , أو بالنظر من النافذة الى الجبال الرائعة التي تكسوها الاشجار كثيفة الاغصان , وآخرين احسّوا بالنعاس فغفوا , ولكنّ المرأة السوريّة الحامل ألتي لجأت الى الاردن, من سوريا التي خرّبها الدمار العظيم ,بعد أن اقتتل بعض ابناءها وشردّوا الآخرين , الى بلد معطاء عظيم وأهله طيبون كريمون , احسّت هذه المرأة بآلام الطلق الشديدة مع حركة الحافلة , فتداعى جميع الركّاب لمساعدتها , وتمّ الاتصال بالدفاع المدني الاردني , الذي أسرع المسعفين فيه , الحاضرين دائما للمساعدة , وكأنّهم ينتظرون أن ينادى عليهم للنجدة فيلبّوا , وهبوّا مسرعين لمساعدة الوليدة في الخروج الى الحياة مبتسمين مسرورين .

في البلديّات يقدّمون الخدمة للاجئين مثلما يقدّمونها لابن البلد وأكثر , ويستمعون لطلباتهم وملاحظاتهم , ويسهرون على راحتهم , بالرغم من الضغط الكبير على الخدمات بسبب تضخّم اعداد سكّان المدن . والجمعيّات الخيرية المنتشرة في كلّ مدن المملكة , لا تدّخر جهدا في دعم اللاجئين , وتأمينهم بما يحتاجون من اشياء , ليكون عيشهم كريم . ويتنقّل اللاجئون بحريّة في كلّ مناطق الاردن من دون أن يخافوا على أنفسهم , لانّ رجال في الامن العام يحمونهم ويقدّمون لهم الخدمة التي يحتاجون في حلّهم وترحالهم .

كلّ أبناء الاردن في كل مواقعهم يعتبرون السوريين أخوة لهم , أتوا اليهم يستجيرون بهم , فأخذوا يرحّبون بهم ويساعدوهم , بالرغم من ضيق الحال الذي به يعيشون , وقلّة الموارد , وقلّة الدعم من الدول التي كانت تدعم اللاجئين في بداية الازمة ثمّ قلّ دعمهم , والاردنيّون لا ينتظرون الشكر من أحد , ولا يمنّوا على الآخرين بما قدّموا لهم , لأنهم انما يرجون الثواب من الله وحده .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات