في انتظار المتغير .. ماذا يجب ان يكون؟!


ولاننا تجاوزنا المواقف الناتجة عن اوسلو ....!! وبرغم ان اثارها المدمرة ما زالت تحصد ما تحصده من ثقافتنا وبرامجنا وحياتنا ، الا ان المشكلة الان اصبحت متمثلة ليس في منهم ضد اوسلو ، او من هم مع اوسلو ، فلمشكلة اصبحت اكثر تعقيدا على المستوى السياسي والامني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي ، وظاهرها وباطنها حالة التيه الوطني لكلا وجهتي النظر ، اذا ما سلمنا ان اوسلو وقفزها عن الحل المرحلي ومستوجباته وشروطة عملا كان في الاتجاه الصحيح عملا برأي اصحاب مدرسة اوسلو وتقليص البرنامج الوطني والثوابت الفلسطينية في "" دولة في الضفة الغربية وغزة "".

ولكن اصبح واضحا مؤثرات وتأثيرات اوسلو على الواقع الوطني ، والسؤال المطروح الان : ما العمل لانقاذ ما يمكن انقاذه وطنيا ..؟؟؟؟وما هو الحل والبرنامج الذي سيخرجنا من هذا المستنقع الذي اتاح للاحتلال اكل الاخضر واليابس ، وانتهاء عملية المفاوضات وخطوطها السياسية الى نقطة الصفر فلسطينيا اما اسرائيليا فهم الذين يملكون المبادرة والمتجهات التي تعبر عن حقيقة متجهاتهم في تواصل الاستيطان ورفض فكرة حل الدولتين ، وكما قال يعالون ابقاء الوضع القائم اكثر مدة من الزمن ، وكما قال صائب عريقات ان ما تبقى من الغور للسلطة اقل من 8% وكما قال ايضا ان الحاكم الفعلي للضفة هو منسق الشؤون المدنية لدى وزارة الاحتلال.

قد يكون ما يحتاجه الفلسطينيون اكثر من شكليات ودعوات ومبادرات لانهاء الانقسام التي تجاوز عددها اكثر من عشر اتفاقيات وتفاهمات واخرها محاولات المحور التركي القطري والذي دخل عليه النشاط الايراني في المنطقة مع تجاهل او محاولة تجاهل الراعي المصري للشأن الفلسطيني وهو الذي يمتلك معظم الاوراق مع المملكة الاردنية ، ومضاف اليها الموقف الاسرائيلي كدولة احتلال تمتلك اوراق التغيير كما تريد.

قد يخطيء كل من لا يضع تقديرا لمنسوب المؤثر الاقليمي على الواقع الفلسطيني ولكن لايعني ذلك ان تبقى حالة الانفلاش الوطني التي لن تحلها حكومة الوحدة الوطنية هذا اذا اتفقت التوافقيات والتناقضات الاقليمية على تشكيلها ، وحقيقة اتناول كل الدعوات والمبادرات المحلية والمطالبات بعقد الاطار الموقت لمنظمة التحرير ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ، وتحديد موعد لانتخابات تشريعية ورئاسية ، وقانون انتخابي للمجلس الوطني ، والمصالحة المجتمعية ، وبرنامج سياسي متفق عليه يلبي القواسم المشتركة ، هذه المطالب الذي ينادي بها الجمع الوطني والشعبي للشعب الفلسطيني ، وما لخصها بحر نائب رئيس المجلس التشريعي في مبادرة اطلقها اليوم .

عناوين رئيسية كلاسيكية لا تخرج عن المفهوم الروتيني لحل الاشكاليات الفلسطينية الداخلية ووجود مطابات في التفاصيل الامنية والوظيفية وربما طرح كونفدرالية عمل الاجهزة الامنية لبرنامجين مختلفين في الضفة وغزة قد يقف حائلا دون انجاح الفكرة ولو تخطئنا تعقيدات الجانب الوظيفي لموظفي غزة سواء الملحقين بالسلطة او سلطة حماس التي هي رافد من سلطة الحكم الذاتي الناتجة عن اوسلو .

اعتقد ان المتغير الحادث في الازمة السورية سياسيا وامنيا بين امريكا وروسيا واستنهاض الدولة الوطنية قد يفرض نفسه ايضا على مناطق اخرى ، مع اعتبار ان نظرية الامن الاسرائيلي والديموغرافية هي فوق كل سقف لحل القضية الفلسطينية ، وقد يحدث التغيير زكما قال يوسي بلين باسرع ما يمكن بعد اطلاق صفارة رحيل الرئيس الفلسطيني ... ولكن كيف .... ومتى هل هي مجرد شهور لانهاء الازمة السورية سياسيا ....!! واعتقد ذلك .... ام ماقبل ذلك ...... ولذلك كي لا نقبل بالمتغير بعظمه بلحمه ويكون للكم الوطني دورا مؤثرا حلى المستوى الحركي والفصائلي والشعبي ، يجب ان ننتبه انه من المهم ان يؤخذ بالاعتبار واهم من شكليات حكومة الوحدة الوطنية وروتينية المطالبة بالانتخابات التي قد يقفز عنها ، ولذلك المصالحة المجتمعية ليست تمر عبر ارقام مالية او توافقيات بين هذا الفصيل او ذاك بل هي الاعداد لعمق وطني ثقافي مشترك ، ومن خلال مجموعات في كل المناطق قدتكون مجموعات الوعي الوطني تندمج في عملها الثقافي والفكري كل الشرائح الفصائلية والمستقلين ، وهكذا نخلق حالة تعبئة شعبية ووطنية وفصائلية مشتركة استعدادا لمتغير قادم وكي يكون لنا تأثير ومؤثر فيما هو قادم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات