الثقافة السلوكية المطلوبة للمستهلك الاردني في ظل الازمات


ابدأ مقالتي بحالة من الاستغراب الى ما وصل اليه مجتمعنا الاردني من تغيير في نمط استهلاكه الغير مسبوق كما هو الان خصوصا في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها المناطق الجغرافية في العالم ومنها منطقتنا العربية .

قبل اسبوع من الان تهافتت مواقع الارصاد الجوية المتنوعة عبر الصحف ووسائل الاعلام المسموعة والمقروءة على التنبيه من موجه ثلجية قطبية قاسية سيشهدها الاردن وقد تستمر الى عدة ايام مع انخفاض درجات الحرارة الى ما دون الصفر، لذلك احتلت عناوين قدوم العاصفة الثلجية وقوتها مساحات الاخبار المتداولة في جميع وسائل الاعلام خلال الثلاثة ايام الماضية، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، الامر الذي افزع الاردنيين من جراء هذه الاخبار والشي الغريب ان يأتي هذا التأويل والتضخيم لهذه الموجه بهذا الحد في وقت تزامن مع صرف الرواتب لهذا الشهر حيث افسح للمواطنين شراء كل ما تقع عليه اعينهم تحسبا لانقطاعهم عن الاسواق خلال ذروة هذه الازمة التي تضاربت حولها المعلومات من موقع لأخر حول حالة الطقس مما تشكل نوع من الارباك للشارع الأردني دفع المواطنين الى الاصطفاف بطوابير طويلة على مدار الأيام الثلاثة الماضية أمام المخابز والمحلات التجارية والمولات بغية شراء مواد غذائية إضافية واحتياطية تفوق احتياجاتهم اليومية لا بل والاسبوعية اخذين في الاعتبار انها عاصفة قوية ستؤدي الى تراكم الثلوج وقد تفرض عطلة اجبارية ، خصوصا ان هناك من اشار الى التعطيل قبل قدوم الموجة الكاسرة قد تستمر الى اسبوع ، لقد كان تهافت المواطنين على شراء مادة الخبز بالذات والتي بلغ حجم الشراء ب 80 مليون رغيف، وفق تقديرات نقيب اصحاب المخابز عبد الاله الحموي، وان معدل استهلاك المخابز لمادة الطحين قد ارتفع اضعافاً، هذا الفارق قد رفع نسبة الزيادة الى ( 166%) عن الحد الطبعي والذي هو بحدود 30 مليون رغيف، فيما ارتفعت نسبة الشراء لمادة المحروقات 200% عن الوضع الطبيعي.

هنا نتساءل هل هذا التهافت والتخوف له مبررات، خاصة وان الاردن له تجارب سابقة في التعامل مع الثلوج، فهناك موجات وعواصف ثلجية ضربت الاردن وهطلت كميات من الثلوج وصل ارتفاع الثلج بين المتر والمترين المترين في بعض المناطق في شهر شباط من الاعوام 1927، و1992 وفي 25 شباط 2003 بلغ سُمك الثلج في صويلح قرابة 80 سم، وتجاوز الـمتر ونصف في جبال عجلون العالية.

ان اولى مراحل إدارة الازمات بشكل عام هي الرصد الدقيق المبكر لمصادر الخطر المحتملة واستشعار بتعيين إشارات الخطر مهما تكن باهتة. تم مرحلة تحليل نقاط القوة والضعف المحتملة لهذا الخطر ، ونحن الان في عصر الفضاء الإلكتروني وتعدد المصادر والمواقع المتخصصة برصد الحالة الجوية التي يستقي منها المواطنون أخبار الطقس والأحوال الجوية الاستثنائية، فلا بد من ان تكون التنبؤات دقيقة ومتماثلة حتى لا يتحمل المواطن اعباء خارجة عن ارادته وخصوصا في منهجه الاستهلاكي الذي هو بيت القصيد في ظل ظروف اقتصادية يمر بها الاردن الله اعلم بها .

وهنا فان الدعوة موجهه الى مواطننا الكريم بعدم التهافت الغير مبرر على شراء السلع بكميات كبيرة تفوق حاجتهم تحسبا لأي موجة كانت سواء كانت ثلجية او أي طارئ اخر لا سمح الله، وان يكون نهجهم الاعتدال بالشراء حسب الحاجة الحقيقية ، داعيا الجهات المسؤولة ايضا لتعزيز دور التوعية بثقافة التسوق، والتي قد تخلق بين المواطنين سلوكاً استهلاكي إيجابيا ، كما أوجه دعوة لان يكون استقاء اخبار الطقس من دائرة الأرصاد الجوية باعتبارها الجهة الحكومية المسؤولة عن أخبار الطقس بالإضافة إلى غيرها من المواقع المتخصصة والموثوق في تنبؤاتها حول مدى عمق المنخفضات، ودقة موعد وصولها للمنطقة وفترة استمراريتها وتأثيرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات