سوريا ساحة حرب عالميه


جراسا -

النائب السابق محمد بخيت المعرعر

النظام السوري لا يزال يراهن على الحل الامني في اخضاع الشعب السوري , بعد ان قتل واعتقل وهجر مئات الالوف, ودمراكثر من 80 بالمئه من سوريا. والجيش السوري والاجهزه الامنيه هما قوة اقطاع ,تم التاسيس لها والفرز على اسس طائفيه, لحماية النظام والولاء للعائله الحاكمه منذ اربعين عاما .

ومن هنا لا ينتظر ان يقوم الجيش بانقلاب عسكري ,ينهي سيطرة النظام كما كان يحصل سابقا في سوريا,النظام يدير حربا اهليه حاقده , يقتل ويشرد ويدمر مناطق غاليبة الشعب السوري من العرب السنه . لقد استعان النظام بمجموعات وقوات طائفيه ,تحارب الى جانبه , جاءت من ايران والعراق وحزب الله اللبناني, وهي لا تصد عدوانا خارجيا على سوريا, بل تشارك في قتل الشعب السوري وتدمير بلاده , فهي مجموعات ارهابيه .

وقد زاد الامر تعقيدا ,ظهور( تنظيم الدوله الاسلاميه), في المناطق المحرره ( الرقه ,البوكمال ,دير الزور ).

وهذا التنظيم استولى عليها من الثوار, وصار يهاجم الثوار, كما يفعل النظام, الذي ترك له مناطق اخرى مثل تدمر والقريتين وغيرها .

لم تف الدول المسانده للشعب السوري بتسليحه , سلاحا قويا , ضد الطيران والصواريخ والاسلحه الثقيله التي يملكها النظام , وصارت هذه الدول تغير موقفها من الثوره , وتصنفهم الى معتدلين ومتطرفين ,وتحولت اكثر الدول وخاصه امريكا والغرب الى مساندة الاكراد, عندما اقترب التنظيم من اربيل ,لانهم يخشون على هذا الموقع ,الذي هو موطئ قدم لهم مستقبلا , ومركز استخباري متقدم ,يخدم مصالحهم في الشمال الشرقي لمناطق البترول ,ولقربه من دول هامه .

وصار الاكراد يقومون باعمال توسعيه في شمال غرب العراق ,وشمال شرق سوريا ,ويطردون السكان العرب ,ويدمرون مناطقهم , وقد انتشر حزب العمال الكردستاني وقوات حمايه الشعب الكردي في شمال شرق سوريا, وشمال شرق حلب , وينسقون مع جيش النظام ويهاجمون الثوار السوريين , بدعم من الولايات المتحده , وهذا يشكل خطرا على هذه المنطقه , وعلى الدوله التركيه, للنوايا التي تبيتها هذه المجموعات, في تفتيت سوريا و التعدي على الدوله التركيه .

وقد كانت فرصه جيده لدحر النظام تنتظره , بعد قصفه لغوطه دمشق,ومناطق اخرى بالغازات السامه, وكانت الفرصه مواتيه لتدخل الدول المسانده ,ومد الثوار بالسلاح اللازم وتحييد السكان من القصف العشوائي, بالبراميل المتفجره والصورايخ والاسلحه الفتاكه, وفقا لاتفاقيات الامم المتحده . وايجاد منطقه حظر جوي لحماية اللاجئين والفارين من مناطق القتال .

روسيا جاءت لتساند النظام ,(وهي دوله عظمى) ضد شعبه , وهي لم تسانده ضد عدوان خارجي, كما هو مألوف في المساندات الدوليه, وتشارك المجموعات الارهابيه الاخرى في هذه المهمه الاجراميه ,فهي تقف مع ارهاب الدوله وارهاب المليشات الخارجيه, وقد وقفت سابقا ,عسكريا وسياسيا مع النظام , سياسيا في تعطيل قرارات مجلس الامن ضد النظام واركانه وضد وقف الحرب والقتل ,وعطلت مجلس الامن في اصدار قرارات احاله مجرمي الحرب من قادة النظام واركانه الى محكمه الجنايات الدوليه, او محاكم جنائيه خاصه كما حصل في صربيا.
وعسكريا في مد النظام بالطائرات والاسلحه الفتاكه , منذ بداية الثوره السوريه .

روسيا دخلت اليوم بقوة بسلاحها الجوي , وقواتها وصورايخها العابره , والمضاده للطيران لتقصف الثوار والمناطق التي يسيطرون عليها , في ادلب والغوطه وحوران , وتساند جيش النظام في عملياته وحصاره القاتل للشعب. وقد قتلت اكتر من الف قتيل ودمرت دمارا هائلا في الاحياء السكنيه وقصفت الاسواق الشعبيه ,والمساجد والمدارس, كما قامت باغتيال قيادات الثوره اسوة بما فعلته اسرائيل بالقيادات الفلسطينيه .

وتحاول روسيا ان تتبنى حلولا سلميه تخدم النظام واركانه ليفلتوا من العزل والمحاسبه , وهو موقف معادي لحقوق الشعوب ومساند لجرائم الحرب , وجرائم ضد الانسانيه .

ولم تجد روسيا موقفا عربيا رسميا وشعبيا ضد تدخلها في سوريا , والامعان في القتل والتدمير.

لا يتصور المرء اي افق للحل السلمي المنتظر,فمن الصعب ان يترك النظام واركانه امتيازاتهم, ومراكزهم ومنافعهم , وهم ملتصقون برأس النظام حلا وترحالا .

والانتخابات التي يعول عليها العالم, في حل المشكله السوريه ,من الصعب ان تجرى في ظل نزوح ولجوء الشعب السوري, الى خارج مناطقه, والى خارج الوطن , وان حصلت مثل هذه الانتخابات, قد يحصل النظام على التفوق ,لانها ستجري في المحافظات الثلاث الطائفيه المعروفه ,التي تساند النظام وفي المناطق القليله التي يسيطر عليها .

وقد قال الشاعر :
سلام من صبى بردى ارق ودمع لا يكفكف يا دمـــــــشقُ
ومعذرة اليراعة والقــوافي جلال الرزء عن وصف يَدقُ
وللـحريه الحــمراء بــــاب بكل يد مـــــــــــضرجة يُدقُ
بنو سوريه اطرحوا الاماني والقواعــنكم الاحلام القـــــوا
(وفي ظل المصائب والرزايا طلب الزعامه خسران و رقُ)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات