يَا قَادَةَ الأُمَّةِ خُذُواْ حِذْرَكُمْ إِيْرَانُ الْرُعْبُ الْمُدَمِّرِ


(مَلالِي إيرانَ مزدوَجو الشخصيّةِ إذا جاءَ وقتُ الوَعظِ بكَوا ولَطَمُوا وشهَقوا ،ثمّ يُغمَى عليهم ،وإذا جاءَ وقتُ السياسَةِ طغَوا في البِلادِ فأكْثَروا فِيها الفَسادِ)!! هذهِ العبارةُ، ذاتُ الدِلالةِ لمْ ولنْ تغيِّرُها العصورُ والأزمِنَةُ ،بلْ هي نبضُ الحقيقةِ التِي تعبِّر عن ازدواجيةِ حكَّامِ إيرانَ حتّى هذهِ اللحظةِ.

إنَّ مصدرَ هذهِ الازدواجِيّةِ ،هو الصراعُ ما بينَ حِقدِ القلبِ وإسلامِ اللسانِ الذِى عاشَ فيهِ تاريخُ هذهِ الطُغمَةِ الصفويّةِ فى معظمِ فتراتِها ،وبالتحديدِ معَ بدايةِ ارتجافِ إيوانِ كِسرى وخمودِ نارِهمْ ،ولمْ تُخمَدْ قبلَ ذلكَ بألفِ عامٍ ،معلنةً سقوطً امبرطوريَتِهم.

هذهِ الازدواجيَّةُ كمَا يصفُها الدكتور «علي الوردى» بقولهِ: «إنّ الوعَّاظَ والطغاةَ مِن نوعٍ واحدٍ، هؤلاءِ يظلمونَ الناسَ بأعمالِهم، وأولئكَ يظلمونَهم بأقوالِهم)

مِن خلالِ قراءتي لكتابِ "الثورةُ البائِسةُ" لمؤلِّفِه الإيراني المبدِعِ الأستاذ الدكتور الباحِثُ في الجامِعات الأمريكيَّةِ والألمانِيَّةِ "موسى الموسوي" حفيدُ الإمام أبو الحسن الموسوي ،وجدتُ كثيرًا مِن التطابقِ فيما كتبَه في أواخرِ الثمانيناتِ لا بلْ تكادُ تٌطابِقُ ما هو قائمٌ في واقعِنا الحالِيّ ، والتي تتمُّ بآلياتٍ ماكرةٍ.

وإليكمْ بعضُ المُقتطفاتِ التِي تعكِسُ بعضًا مِن جوانبِ واقعِنا مِن كتابِ [الثورةُ البائِسةُ] انقلُها اليكمْ عسى أنْ تجِدَ أذنًا واعيًة.

لقدْ تظافرتْ الفئةُ الضالَّةُ المُضِلَّةُ على رقابِ المسلمِين باسمِ الإسلامِ ،فجلسَ كبيرُهم الذي علَّمَهم السحرَ على صَرحٍ مِن الجماجمِ البشريَّةِ باسمِ الإسلامِ ،وحولُهُ تجري أنهارُ الدمِ والدموعِ ،لقدْ سلبوا ونهبوا أموالَ الناسِ باسمِ اللهِ ،واقترفوا كلَّ جرمٍ وجريرةٍ ونكرٍ وفسادٍ باسمِ اللهِ.

إنَّ حرسَ الثورةِ الخمينِيّةِ في إيرانَ ،عندمَا يُجهِزون على مئاتِ الناسِ ،يكبِّرون وأصواتُ التكبيرِ تعلو على دوِيِّ الطلقاتِ التي يُطلقونَها لقتلِ الأبرياءِ ،وهم فرِحون مستبشرون بما قدَّرِ اللهُ لهم مِن قتلِ "المُفسِدين في الأرضِ" على حدِّ تعبيرِ إمامِهم.

ولو قُدِّر لهذهِ العصابةِ النجاحُ والتوفيقُ في مآربِها الهدَّامةِ ،فلنْ يُعبَدَ اللهُ في الأرضِ ولنْ يُذكَرَ فيهِ اسمهُ ،وستكونُ الطّامةُ الكُبرى والمصيبةُ العُظمى ليستْ على الإسلامْ فحسبْ بلْ على البشريَّةِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ،فلمْ يحدثْ مِنْ قبلُ أنْ ارتُكِبَ أبشعُ صورِ الإجرامِ في حقِّ الإنسانِ باسمِ الدِّينِ كمَا ارتكبَهُ طُغاةُ إيرانِ.

إنَّ الإرهابَ الدينيِّ ،إذا ما اتخذتْهُ الدولةُ نظامًا متبعًا في شؤونِ البلادِ ،أصبحَ ذلكَ البلدُ جحيمًا لايطاقُ ،كما هي الحالُ في ظلِّ حكمِ الأرهابيِّين الحاكِمين باسمِ اللهِ في إيرانَ، فإنَّ الدولةَ وأجهزتَها تنقلبُ إلى قتلةٍ إرهابيين ،يملؤون الدنيا نكرًا وفسادًا تتجاوزُ حدودَ الدولةِ ومصالحَ شعبِها ،بلْ تهددُ بالخطرِ كلَّ الدولِ المجاورةِ والبعيدةِ على السواء.

إنَّ النظامَ الحاكمَ في إيرانَ أخطرُ على هذهِ الدولِ مِن الشيوعيّةِ ،أو مِن أيِّ غزوٍ أجنبِيٍّ ،وإنَّ النظامَ إذا قُدِّرِ لهُ ا لبقاءُ (لا قدّر الله)فسيملأ المنظقةَ نارًا وعدوانًا وشرًا وفسادًا.

ولهذا أوجهُ خطابي إلى دولِ المنظقةِ ،وأقولُ لهم بصراحةٍ تامةٍ ،إنَّ الخمينيّةَ كإرهابٍ سياسيٍّ وفكريٍّ ،لا تتورعُ عن القيامِ بأيةِ جريمةٍ في سبيلِ مآربِها داخلَ إيرانَ وخارجَها والإرهابُ عندما يُصبحُ سياسةَ الدولةِ الحاكمةِ تهددُ المنطقةَ كما كانتْ النازيّةُ تُهدِدُ أوروبا قبلَ الحربِ الكونيّةِ الثانِيّة.

ولذلك فإن دول المنطقة اليوم أمام خطر عظيم يهدد كيانها وشعوبها وأن النظام الإرهاب في إيران إذا قدر له النجاح (لا سمح الله) في مأربه "التوسعية" الداعية إلى "حكومة الفقيه" فإنه سيجعل من المنظقة جحيما لا يطاق ليس على أنظمتها فحسب بل على شعوبها أيضا .

ولذلك فإن واجب الدين والعقل والإخلاص لبلادهم يملي عليهم أن يتحدوا لدفع هذا الوباء الفكري البغيض وهذا الخطر العظيم الذي يهدد القاصي والداني وأن يعلموا أن النظام الخميني في إيران يهدد سلامة البلاد المجاورة لأن سياسة الدولة أصبحت هي الإرهاب المعزز بكل الإمكانات المتاحة ولا أقصد الخمينية شخص الخميني فقط لأن المشكلة تجاوزت الفرد الواحد وأصبحت هناك مجموعة جمعهم الخميني من هنا وهناك ليكونوا امتدادا لحكومته الإرهابية .

إن مسؤولية حكام المنظقة أمام الله وأمام شعوبهم والتاريخ والأجيال القادمة أن يدرأوا هذا الخطر العظيم عن المنطقة وشعوبها والواجب عليهم أن يتحدوا كما لمواجهة هذا الشر المستطير.

واختتم نداءه واستغاثته بقوله:أملي عظيم أن يكون لندائي صداه الحقيقي في قلوب الحاكمين في هذه المنظقة الحساسة من الأرض وذلك قبل أن يندموا على ما فرطوا فيه حيث لاينفع الندم ولات حين مناص فيكونوا كالعصف المأكول في حاضر الزمان ومستقبله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات