توضيح حول خبر اكتشاف النيزك شمال المملكة


جراسا -

بقلم الفلكي عماد مجاهد - نشرت وسائل الاعلام المختلفة المحلية مؤخرا خبرا على لسان البرفسور الاردني في هندسة المعادن والبيئة والباحث البيئي الدكتور احمد ملاعبة من الجامعة الهاشمية والزائر بتفرغ علمي لجامعة اليرموك عن كشف نيزك ضخم في شمال المملكة.
وقال الدكتور ملاعبة في الخبر ان الدراسات التي اجراها على تساقط زخات شهب (البرشاويات) في شهر آب الماضي بين منطقة جبلية تعرف في جعبليات والواقعة بين كفرنجة وسليخات ودامت أكثر من ثلاثة أشهر وما تبعها من فحوصات مخبرية بتقنيات علمية متطورة اجريت اظهرت وجود نيزك ضخم سقط مع الزخات في منطقة دائرية يصل قطرها الى نحو 200 متر وتناثر ما تكسر من اجزائه في مساحة تصل الى نحو اربعة الاف متر مربع. واضاف انه تم خلال مخيم البحث العلمي الدقيق جمع أكثر من مئة قطعة من النيزك الذي يصل وزنه الى حوالي 100 كيلوغرام واجريت عليها دراسات متأنية اثبتت جميعها وجود النيزك لافتا بان النيزك الذي تم كشفه يعد الاول من نوعه في المملكة وهو يشكل ظاهرة فلكية مميزة عالميا.
وقال ان الاميز في زخات الشهب التي تم العثور عليها مشاهدة كتلة ضخمة ملتهبة وهي تصطدم بالأرض ما اثار الفضول العلمي لديه باستمرار البحث والتواصل مع الاهالي خلال فترة البحث التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر الى ان تم العثور على القطع النيزكية التي تم جمعها.
واضاف بانه ومع استمرار البحث تم الوصول الى المكان الرئيس لسقوط النيزك والذي تبين بانه سقط في دائرة قطرها نحو200 متر لافتا بان النيزك الذي تم كشفه من النيازك النادرة على مستوى العالم ويبدو انه اصطدم بقوة في المنطقة ادى الى تكسره. ولفت الدكتور الملاعبة الى ان دراسات لا زال يجريها لمعرفة مصدر النيزك مشيرا الى ان القطع التي تم جمعها من اجزاء النيزك تحتوي معادن تم تسجيل بعضها في القطع النيزكية منها معادن الماغنايت والهمياتايت والكمازايت. (انتهى تصريح البروفيسور الملاعبة).
الحقيقة ان البروفيسور ملاعبة من علماء الجيولوجيا البارزين في الاردن والوطن والعربي، ومعروف دوليا من خلال بحوثه العلمية المرموقة واكتشافاته الجيولوجية في الاردن، لكن كان من المفضل ان يستشير البروفيسور ملاعبة الجهات الفلكية الدولية للتأكد من مصدر هذا النيزك، وذلك لعدة نقاط ارجو ان يسمح لي البروفيسور ملاعبة ويتسع لي صدره لتوضيحها:
1- ان شهب البرشاويات Perseids Meteor Showers مصدرها المذنب الشهير (سويفت – تتل) Swift-Tuttle وهي عبارة عن ذرات غبارية مجهرية تركها المذنب اثناء اقترابه من الشمس بواسطة الذيل، والمذنبات في الأصل عبارة عن كتلة هشة وخليط من الغبار والاتربة تنفصل منها ذرات من الغبار نتيجة التسخين بأشعة الشمس ودفعها بواسطة الرياح الشمسية، وعند اقترابها من الأرض تخترق الغلاف الغازي الغباري وتحترق على ارتفاع 60 كلم عن سطح الأرض ولا تصل السطح على الاطلاق.
2- ان وزن النيزك الذي تحدث عنه الدكتور وهو 8 كيلوغرام على الأقل يعني انه ليس من الشهب بل قطعه من كويكب، لان أي جسم خارجي طبيعي وصلب يسقط من السماء يزيد وزنه عن كيلوغرام واحد فانه ينتمي الى النيازك وليس الشهب، وهذه النيازك عادة ما تنتمي الى الكويكبات الضخمة انفصلت عنها لأسباب مختلفة.
3- ان نيزك بوزن 8 كيلوغرام لو سقط على الأرض فانه سينتج عنه انفجار قوي جدا في السماء على شكل كرة ضخمة من اللهب وحدوث موجات صدمية عنيفة يسمع دويه في منطقة الشرق الأوسط كلها وربما في مناطق أوسع، وقد يؤدي الى حدوث اهتزاز في المناطق القريبة من منطقة الاصطدام بحيث يسمعها حتى لو كان الشخص في نوم عميق، كما سيحرق مساحات واسعة في منطقة السقوط تبقر لفترة زمنية طويلة، وتنتج عنه فوهة وهو ما أشار اليه الدكتور ملاعبة في تصريحه الصحفي، ولكن لأننا لم نسمع ولم نشعر باي من هذه العلامات ما يجعلنا نستبعد ان يكون نيزكا ضخما سقط من شهب البرشاويات في شهر آب الماضي.
4- قد يكون هذا نيزكا حقيقيا ونتمنى ذلك، ولكن من المستبعد تماما ان يكون قد سقط في شهر اب الماضي بل قبل الاف وربما ملايين السنين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات