السعودية والهجمة الايرانية الفارسية


واجهت السعودية الاعتداء على سفارتها في طهران بقرار طرد الدبلوماسيين الايرانيين و قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ، و هو حدث كبير بكل المقاييس السياسية و الدبلوماسية والأمنية ، و ربما ينتج عنه الكثير من النتائج التي سوف تنعكس على المنطقة بمزيد من الفوضى ، غير أن القرار يبقى قراراً سياديا سعودياً ، لا يحق لأحد أن يعترض عليه خاصة في ظل الظروف التي تتعرض لها السعودية على أكثر من صعيد و أكثر من جبهة.

وكان من الأولى أن تتعامل ايران مع القرار على هذا الأساس ، فنمر النمر مواطن سعودي، و ليس مواطناً ايرانياً، و بالتالي فإنه لا يجوز لإيران أو غيرها أن تتعامل مع الحدث و كأنه وقع على أحد مواطنيها ، و قد قامت ايران نفسها باعدامات للكثير من المعارضين و من بينهم عرب سنة و لم تكن ردة فعل السعودية او أي دولة عربية على ذلك مماثلة لردة فعل ايران على اعدام نمر النمر الشيعي و لكن بجنسية سعودية .

الحملة الايرانية الممنهجة ضد السعودية و كثير من الدول العربية والتي دفعت بحلفاء ايران في المنطقة الى التناغم معها، وخصوصاً ما صرح به الامين العام لحزب الله (حسن نصر الله) يجب ان لا يمر مرورالكرام والذي يهدد بالإنفراد بالسعودية و التعامل معها كعدو و بالتالي فمن الممكن أن تتعرض السعودية و مصالحها في الداخل و الخارج للكثير من التهديد و هذا يفرض على الدول العربية و جامعة الدول العربية ان تقف موقفاً موحداً ضد الهجمة الفارسية ضد العرب و الشيعية ضد أهل السنة و الجماعة ، خاصة و أن السعودية قامت وعلى مدى عقود طويلة بمساعدة الكثير من الدول العربية بعشرات المليارات و من بينها مصر مثلا.

على السعودية ان تعيد حساباتها، من حيث بناء كتلة اقليمية عربية مؤثرة ، يمثلها الاردن ومصر والسودان ودول الخليج العربي ، وذلك الى جانب دعم اقتصادي للبلدان التي تشهد اقتصادياتها تراجعا واضحا ، وهذا سيفرض على ايران واقعاً جديدا ستكون مضطرة للتعامل معه كند قوي، أما ان تبقى العلاقة على هذه الشاكلة التي نشهدها، فهذا سيؤدي الى تقوية النفوذ الايراني في المنطقة

الوضع المستجد على السعودية بالذات لا تنفع معه تصريحات اعلامية هنا وهناك ، وشتم ايران لن يقود الى نتيجة ، فالعبرة هي في الأفعال و ليس في الأقوال فحسب و من الواضح أن الأمة العربية و النظام السياسي العربي على مفترق طرق و السعودية بغض النظر عن اتفتقنا معها او اختلافنا فإنها تبقى بيضة القبان و قطب الرحى الذي تدور حوله و تتمحور تجاهه سياسات المنطقة و مستقبلها ، و هذا يفرض واقعاً كالقدر لا بد من التنبه اليه و التعامل معه قبل فوات الأوان و وقوع الجميع في مصيدة ايران الفارسية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات