يَاْ دَوْلَةَ الْرَئِيسِ: إنَّ أبْغَضَ الرِجَالِ: (الأَلَدُّ الْخَصِمُ)


[الألدُّ] فِي اللغةِ هو الأعوجُ ،الذي يَروغُ عنْ الحقَّ،المُولَعِ بالخُصومَةِ والماهرِ بِها.

و[الخَصْمُ] هو الحاذِقُ بالخصومةِ بالباطلِ في رَفعِ حقٍ أو إثباتِ باطل .

أمَّا أبغضُ الرجالِ إلى اللهِ والناسِ ،فهو الذي يُنْشِئُ خصومةً معَ الناسِ ، و يُضَيِّق عليهم في مَعاشِهم ،ويشَقّ على الأهلِ والعشيرةِ ،ويحرمُهم حياة كريمة يحلمون بها ،فلا يعطِفُ على صغيرهم ،ولا يرْحمُ كبيرهم ،فهو يقيم خصومة معهم على لقمة عيشهم.

وهو الذي يَقصِدُ بخصومتهِ مُدافَعَةُ الحقِّ ،وردِّهِ بالأوجهِ الفاسِدةِ ،والشُبَهِ المُوهِمَةِ، وأشدُّ ذلك : الخصومةُ في قوانين جدليَّةٍ ،وأمورٍ صناعيَّةٍ مدارُ أكثرها على آراءٍ سفسطائيةٍ ،أو مُناقضاتٍ لفظيّةٍ ،ينشأ بسببها على الآخذِ بها شُبْهَة ،ربما يعجزُ عنها ،فكمْ مِنْ عالمٍ بفسادِ الشبْهَةِ ،لا يقوى على حلِّها؟ وكمْ مِنْ مُنفصِلٍ عنْها لا يدركُ حقيقة علمها؟ ثم إنَّ هؤلاء قدْ ارتكبوا أنواعاً من المحال ،لا يرتضيها البُلْه ولا الأطفال.

قال الله تعالى : [ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف: 58.
فها أنت يا دولة الرئيس ،تدخل عامك الرابع ،وقد سجلت رقما قياسيا من القرارات والقوانين التي أثارت جدلاً غير مسبوق في تاريخ الحكومات الأردنية ؛تُدْخِلُكَ موسوعة غينس Guinness World Recordsمن دون منازع.

فعلى سبيلِ الذكرِ لا الحصْرِ ،قانونُ المطبوعاتِ ،والحَجْرُ على حُرّياتِ الناسِ ،والتضييقُ على الصحفيين ،وقانونُ ترخيصِ المَركباتِ ،وتسعيرةُ المشتقاتِ النِفطيّةِ ،ورفعُ سعرِ اسطوانةُ الغازِ ،ورفع تعرفة الماء والكهرباء ،وقانونُ الانتخاباتِ "السِفَاحِ" الذِي لا أبَ له ولا أمّ ، وقانونٌ مُرتَقَبٌ لفرضِ ضرائبَ على المُكالماتِ الصوتيّةِ عَبرَ تطبيقات التراسل الفوري للهواتف الذكية مثل:‹ سكايب ،وفايبر ،وتانجو ،والواتساب ›.

دولة الرئيس :أنت ممن يُعْجِبُ المرءَ حلاوةُ لسانِه ،ويتظاهرُ بالورع ،وطيب السريرة، ويُشهِدُ اللهَ على صِدْقِ طويَتِهِ وقلبِهِ، وقلبُه في الحقيقةِ أمَرُّ مِنَ الصَبْرِ، تقول : حسناً، وتفعل سيئاً، شديد الجدل، لا يُعجزك غِشُّ الناسِ بما يَظهَرُ عليكَ مِنْ المَيلِ إلى الإصلاحِ.

تُدمِنُ التبريرَ والتماسَ الأعذارِ لِسياساتِك الفاشِلةِ ،إمّا لأنَّك لا "تعرفُ" كيفَ تنجحُ؟أو لأنّك لا "تريدُ" أنْ تنجحَ ،لإصرارِكَ على أنْ تتعالَى بالفشلِ ،وتتعامَى عنْهُ .

القادرُ على الإنجازِ لا يُبَرِرْ ،فالمُتَفهَّم لفعلِكَ لا يحتاجُهُ ،والكارهُ لفعلِكَ لا يقبلُه.
القادرُ على الإنجازِ لا يُبرَّر ،إنّما يفعلُ ،وفقطْ يفعلُ ،ويُخلِصُ فيما يفعلُ ،فمَن يُدْمِنُ التبريرَ ، يُجبَلُ على الفشلِ.

دولة الرئيس :اعلمْ أنَّهُ قدْ بلغَ مِنكَ الأذى مُنتهَاهُ ،فبغضُ الناسِ لكَ ، والناسُ شهودُ اللهِ في أرضِهِ ،لا يُجْمِعونَ على بغضِ أحدٍ ،إلا إذا جَمعَ الأذَى مِنْ كلِّ أطرافِهِ، والعياذً باللِه هل .

هل تعلم يا دولة الرئيس ماذا كانت أمنية طفل لم يبلغ من العمر سوى ثنتي عشرة سنة عبر شاشة إحدي الفضائيات الأردنية للعام 2016؟ أن لا يراك رئيسا للوزراء فماذا عساك تقول؟!!

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه - قَالَ : "مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ )، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ) قَالَ عُمَرُ – رضي الله عنه - : "فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ ، فَقُلْتَ :وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ ، فَقُلْتَ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : - ( مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ).

فهلْ تظنًّ بِفِعْلِكَ هذا يا دولة الرئيس ،سَيجْعَلُ مِنْكَ بطلاً قوميًا ،يصنعُ لهُ الشَّعْبُ نُصْبًا تذكاريًّا تُصَفِّقُ لهُ الجمَاهيرُ ،ويثنون عليه بالخير ،فتجبُ لهُ الجنّة؟!أمْ مِن "الذينَ ضلَّ سَعْيَهُم فِى الحياةِ الدّنيا وهُمْ يَحسَبونَ أنَّهم يُحسِنونَ صُنعًا؟!!".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات