غرايبة يكتب .. الاردني بوصفه بشرا !


خاص - كتب ادهم غرايبة - تتضارب الإحصاءات بخصوص عدد الخادمات الهاربات من بيوت كفالائهن في الاردن , الرقم لا يقل – عموما – عن 15 الف, و هو رقم مرعب من حيث انه يشير الى تهاون الجهات المعنية في القاء القبض عليهن , و تركهن طليقات يعملن بشكل مخالف , و غير قانوني , و في مجالات غير آمنه كالدعارة , التي قد ينتج عنها مواليد لا ذنب لهم و يتركون على ابواب المساجد او حاويات القمامة , و تهب جهات تطالب بمنحهم الجنسية الاردنية و هم غالبا – اقول غالبا – ما يكونون ابناء لوالدين غير اردنيين .

تهب وسائل الاعلام , و معها ما تسمى بمنظمات غبر الحكوميه الممولة من جهات خارجية ,للدفاع عن اي خادمة قد تتعرض " لجحرة عين " , و تهول الامر بشكل كبير, فيما لا تحظى اعتداءات معاكسة بأي اشارة على الاطلاق !

الخادمات في البيوت لسن عبيدا حتما . و لسنا مع القسوة عليهن . دفعتهن ظروف الحياة ان يعملن بهذا المجال مثلما اضطررنا نحن لقبولهن و التعايش معهن مؤخرا برغم اهوال وجودهن بيننا .

في مجتمع ما زال يحتفظ بالوداعة عموما , و ينفر من ظيم المرأة , فإن الاعتداء على هذه الشريحة ما زال نادرا و في نطاق ضيق, و يحدث في غير مجتمع في هذا العالم عموما . الخادمات في بيوتنا - و اغلبهن اسيويات - يلقين تعاملا قاسيا في بلادهن من ابائهن و ازواجهن و اغلبهن لم يرين صنبور الماء في داخل البيت !

في اعقاب تسجيل مصور يظهر فيه صاحب احدى محلات استقدام الخادمات معتديا على احدى الخادمات قامت وحدة مكافحة الاتجار بالبشر – الاسم يوحي لك اننا نعيش في السويد ! – بالقبض على الشخص المعني و التحقيق معه . الاجراء سليم و نؤيده حتما , لأننا ننتصر لأخلاقنا وإنسانيتنا و قهرنا على إمرأة غادرت بلدها و اهلها من اجل لقمة العيش , لكن ذلك يجب الا يُسخر للتهاون مع بعضهن و لتعميم صورة فردية يبدو فيها مجتمعنا وحشيا على غير الواقع . قسوة بعض مكاتب الاستقدام بحق بعض المتمردات من الخادمات من مسؤولية وزارة العمل التي حفظت حقوق العاملات على حساب حقوق مواطنيها الاردنيين ! و انا اقول ذلك من تجربة شخصية .

15 الف خادمة تركت العمل في بيوت الاردنيين ليس بسبب سوء المعاملة فعليا , انما بسبب الطمع في دخل اكبر من خلال العمل بأجور يومية عالية او العمل في مصانع بالمناطق الحرة التي لم نستفد منها شيئا يذكر و دون اجراءات حازمة من وزارة العمل و الجهات الامنية التي تستوقف المواطن و تسأله عن هويته فيما لا تستوقف الغرباء !

اليوم يشن الامن العام حملات امنيه مكثفة على مطلوبين و مشبوهين , نشكره عليها – و لو ان العرف يقول لا شكر على واجب – من المفيد ان يضم هؤلاء على قائمته .

هناك عصابات منظمة تعمل على تحريض الخادمات للهرب من بيوت كفلائهن و هؤلاء تجب ملاحقتهم و معاقبتهم , و من باب اولى على الجهات المختصة ردعهم .

أعرف عائلات كثيرة كانت تعامل الخادمات بقمة الانسانية , يدفعون رواتبهن في الوقت المحدد, و يكرموهن " ببخشيش " معتبر و يدفعون تكاليف تحويل الاموال , و يتحملون نفقات اتصال الخادمات بأسرهن و يعطوهن قسطا وافرا من الراحة , و مع ذلك ما كان من هؤلاء الخادمات الا رد الحسنة بالسيئة فسرقن و هربن !

من يتحمل تكاليف و عناء الخادمات الهاربات غير الاسر التي تكفلهن , هؤلاء من يدافع عن مصالحهم ما لم تنبري وزارة العمل لمراجعة اليات عملها ؟!

نادرا جدا ما اكتب بعيدا عن الشأن السياسي و لولا ان حال المواطن الاردني اصبح محزنا لهذا الحد ما كتبت عن هذا الامر . على الاقل لمجرد طرحة فكرة انشاء وحدة لمكافحة الإتجار بالاردنيين , أقله من باب انهم بشر ايضا !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات