الغرايبة يكتب .. من الاردن لا المريخ !


جراسا -

" حطوا " عيونكم في عيوننا معشر حكومة عبد الله النسور, و المدافعين عنها , و " اكسروا " عيوننا بذكر قرار واحد إتخذته هذه الحكومة لصالح عامة الشعب الاردني فيما يخص معيشته و كرامته الوطنية . اذكروا لنا اسم مركز طبي زودته هذه الحكومة بقرص بنادول ؟ او مدرسة حكومية في قرية اردنية تم صبغها ؟ او خزان ماء امتلأ لمرة واحده عن أخره خلال سنوات لمرة واحدة ؟
اذكروا لنا ماذا أفاد النسور الناس من غير " ربعه " من الابناء, و الاخوة , و الأنسباء , و ابناء عشيرته – الذين نكن لهم كل احترام - ؟!

تريدون أن تعرفوا مستوى الإنحطاط الذي وصلت له الحياة السياسية في الاردن ؟!
لكم أن تتخيلوا أن نائبا منتدبا – لا منتخبا - معروفا بتولية مسؤولية توريد بلطجية و زعران واقعة 24 اذار المعروفة و التي قبض عليها أموالا طائلة كمكافأة لتولية قيادة هيئة اركان الحرب ضد الحراك الوطني الاردني و ادارة عمليات التشويه المتعمد, هو ذاته من يهدد رئيس الحكومة بعودة الحراك و يضرب بسيفه !

تريدون أكثر من ذلك ؟!

سياسي و كاتب اردني معروف إنبرى لتكفير كل من يطالبون بإقالة حكومة النسور و أسبغ عليهم شتائم و تهما شتى على طريقة " داعش " التي يعاديها هو لا لشيء , إلا لكون الرئيس من ذات مدينته , فأي وطنية و أي تقدمية تلك ؟!

تخيلوا ان ذات الكاتب ينتقد قانون الإنتخاب المقترح من حكومة النسور و يصفه بالقانون التوطيني , و هو ذاته من يتهم دعاة إقالة النسور بالتوطينيين لانهم يقفون ضد رئيس حكومة " وطني " , فتعرف حينها معنى المثل القائل " إحترنا يا قرعى من وين نبوسك " , مع ان " بوسة " القرعى لا حيرة فيها لأنها غير مغرية من اساسة !

كل اللغو و اللغط و " التبعير " – على حد وزير سابق من العار علينا ان يكون أشكاله وزراء – و حتى الهجوم و الهجاء , وصولا للحوارات و الافكار التي تنادي بتخليصنا من حكومة النسور اكدت مصيبتنا في نهج اختيار الحكومات .
بعد كل هذا السجل الحافل بالفشل للحكومة الحالية و سابقاتها, وبعدم القدرة على تحقيق انجاز بسيط من شاكلة الباص السريع او حتى تعبيد شارع واحد في عموم البلد الا ينبغى مراجعة الية اختيار الحكومات ؟!

من يستطيع اليوم بعد ان قبعنا في اودية المصائب السحيقة التي نعيشها ان يجيب على سؤال : لماذا تم السماح للنسور بتشكيل حكومة ؟ و على اي اساس ؟! و لماذا ستتم اقالته , طالما ان النهج لم يتغير ؟!
كل المتهمين بالفساد المالي و السياسي و الاداري , هم إما رئيس حكومة و إما وزير و إما رئيس جهاز أمني او رئيس ديوان , و هؤلاء جميعهم لا يختارهم الشعب الاردني !

اليوم - اكثر من اي وقت مضى - لم يعد " النسور " مرغوبا على الاطلاق , و الجدل حول قرار رفع رسوم تسجيل السيارات – بالرغم من صوابيته - ليس هو السبب الرئيسي لتفاقم النفور منه و من حكومته , سبق ذلك سلسة قرارت و اجراءات نكلت بالناس بعد فشل ذريع في ادارة اتفه امور الحياة اليومية و فشله في وقاية الاردنيين من ارتدادت " إاستضافة " اللاجئين السوريين مثلا .

الدعوة لإقالة حكومة النسور لا تكفي . بل تجب محاسبتهم على " العطل و الضرر " الذي لحق بالمجتمع الاردني , و حالة الجفاء بين المواطن و وطنه , سيما اننا نمر بظروف اقليمية خطيرة و نعيش ظروفا اصبح فيها الموت رخيصا و تمتلك عامة الناس رغبة الانتقام من " النخب " التي تدير الدولة و تسببت بعناء الناس و افلاس الدولة . المطلوب اذن اقالة الحكومة و إتباعها بوقف تدوير مراكز الدولة العليا على المجموعة " التقليدية " التي لم تستطع تقديم شيء ايجابي يحسب لها .

الحل الوحيد لانقاذ مالية الدولة الاردنية و منع تدهور الوضع الامني له عنوان عريض لم يعد ممكنا تجاهله يتمثل باستعادة الاموال المنهوبة اولا , و اطلاق عملية ترميم و تطوير للقطاع العام , سيما أننا امام تحديات غير مسبوقة في مجالات الطاقة - النظيفة تحديدا – و المياه و النقل و تطوير التعليم و الصحة . هذه جميعها قطاعات واعدة بامكانها تشغيل مئات الالف الاردنيين لكنها تحتاج قبل كل شيء للرغبة من الخلاص من عقلية الشكونة و ندب حظ الاردن و قلة حيلة " المفتعلة " التي اعتادتها الحكومات , و تحتاج لرغبة وطنية صادقة بتطوير الاردن , و تحتاج للجم جشع اشخاص نافذين في مراكز عليا , و كل ذلك يحتاج لحكومة وطنية جديدة لا مكان فيها لأسماء مرفوضة شعبية تعرفها الجهات المختصة .

منذ زمن نحتاج لحكومات يكون معايير تشكيلها وطني – اجتماعي يقوم على اسس النزاهة و الغيرة الوطنية لتطلق حملة إصلاح وطني حقيقي تخلصنا من سماجات رؤوساء حكومات و نواب و سياسيين معارضين من الشاكلة التي ورد ذكرها !

من الدجل القول أننا نحتاج لحكومة يكون رئيسها من المريخ كي تصحح مسارات الدولة , نريد رئيس حكومة اردني و من الاردن و للاردنيين !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات