في ذكرى "التقسيم": الفلسطينيون لن يقبلوا بـ"إبر مورفين"


جراسا -

خاص - من مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - يحيي العالم اليوم "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، وهي مناسبة أقرتها منظمة الأمم المتحدة قبل 68 عاما، يوم صدر عنها قرار التقسيم.

القرار يحمل مفارقة عجيبة، فلو طبق اليوم لكانت فلسطين مستقلة حقا، ولكان لها ضعف ما تقوم عليه اليوم "دولة فلسطين المحتلة" والتي لا يعرف حدودها احد؟!!

في السياق اكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف على وجوب انسحاب الإحتلال الإسرائيلي من أراضي الضفة الغربية المحتلة دون مقابل .

وأضاف ابو يوسف في تصريح لـ"جراسا": "لن نخدع هذه المرة، فالحديث عن أية خطوات وإجراءات تسهيل هي عبارة عن "إبر مورفين" غير مقبولة على الإطلاق، فالمطلوب هو إنهاء الاحتلال وأن تكون هناك إجراءات عملية بهذا الإتجاه".

 وتابع أبو يوسف: لا يوجد لدى الشارع الفلسطيني أية آمال معقودة على تغيير سياسي ينصف الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني.

وأضاف "حان الوقت لتوسيع دائرة الرعاية للوساطة تماماً على غرار ما جرى فى المفاوضات مع إيران...".

وأقرت الأمم المتحدة هذا اليوم للتذكير بقرار التقسيم الصادر عنها قبل 68 عاماً، وتحديداً في يوم 29 نوفمبر/تشرين عام 1947، وخلاله تم إنهاء الانتداب البريطاني لفلسطين، وتقسيم فلسطين التاريحية إلى ثلاثة اقسام. دولة لليهود، ودولة للعرب، ووضع القدس تحت الوصاية الدولية.

وفي تفاصيل هذا القرار الذي حمل الرقم 181ووافقت عليه آنذاك 33 دولة، وعارضته 13 دولة، وامتنعت عن التصويت 10 دول، فإن الدولة العربية أي دولة فلسطين، التي تم إقرارها حينها تقع على حوالي ٤٤٪ من أرض فلسطين التاريخية، و تمتد من الجليل الغربي وصولاً الى عكا والضفة الغربية والساحل الجنوبي الممتد من اشدود وحتى رفح مع جزء صحراء الشريط الحدودي لمصر.

أما دولة اليهودة والتي منحها القرار حوالي ٥٦٪ من مساحة فلسطين التاريخية فكانت تقع على السهل الساحلي من حيفا إلى تل ابيب والجليل الشرقي بما يشمل بحيرة طبريا واصبح الجليل والنقب.

ومنذ صدور قرار التقسم قبل ٦٨ عاماً، صدرت آلاف القرارات عن الامم المتحدة بكل ممثلياتها وفروعها، وكلها تدعو لمنح حقوق كثيرة للفلسطينين، لكن أياً من هذه القرارات بما فيها التقسيم، لم ينفذ، وبقيت حبراً على الورق.

وبمقارنة بين صدور قرار التقسيم والواقع الحالي، يظهر أن ما منح للفلسطينين والعرب عام ١٩٤٧ أكبر بكثير مما يسيطر عليه الفلسطينيون حالياً ويوازي حوالي نصف ما منحوا ؟!

ففي عام ١٩٤٨ إحتل الكيان أكثر من ٧٠ بالمئة من فلسطين وأكثر بكثير مما منحها القرار، ثم وفي عام ١٩٦٧ إحتلت كامل فلسطين التاريخية، وفي عام ١٩٨٧ صدر عن منظمة التحرير أكبر تنازل في تاريخ الفلسطينين حين تم إعلان الإستقلال الفلسطيني على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ والتي تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة والتي تبلغ مساحتها حوالي ٦٢٢٠ كلم مربع أي ما يشكل فقط ٢٣٪ من إجمالي أراضي فلسطين التاريخية.

لكن وبالنظر الى الواقع الحالي وحسبما أفادت تقارير منظمات مناهضة الإستيطان، واستنادا إلى إتفاق اوسلو الموقع عام ١٩٩٣ فإن الفلسطينين يعيشيون على أقل من ٤٠٪ من مساحة الضفة الغربية وعلى كامل قطاع غزة، إذ أن اسرائيل تسيطر على المناطق المسماة “ج” والتي تشكل ٦٠٪ من مساحة الضفة الغربية، وفيها أقل من ٥٪ من السكان، فيما القدس بالكامل تخضع للسيادة الاسرائيلية.

وإذا ما تم إقتطاع القدس الشرقية من مساحة الضفة الغربية، ومناطق المسماة ج، والمناطق المسيطر عليها عسكرياً من قبل اسرائيل، والمساحات التي تحتلها المستوطنات فإن اسرائيل تسيطر اليوم على حوالي ٩٠٪ من فلسطين التاريخية، وهي نسبة تساوي حوالي ضعف ما منحه قرار التقسيم للعرب قبل ٦٨ عاماً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات