يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 30) )

قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} قال: نزلت في ثقيفٍ وابن المغيرة قال: كان رجلٌ يبيع البيع إلى أجلٍ فيحلّ الأجل فيقول أخّر عنّي وأزيدك فنزلت هذه الآية [الآية: 130]). [تفسير الثوري: 80]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله عزّ وجلّ: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} قال: ربا الجاهليّة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 78]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون}

يعني بذلك جلّ ثناؤه: يا أيّها الّذين آمنوا باللّه ورسوله، لا تأكلوا الرّبا في إسلامكم، بعد إذ هداكم له، كما كنتم تأكلونه في جاهليّتكم، وكان أكلهم ذلك في جاهليّتهم أنّ الرّجل منهم كان يكون له على الرّجل مالٌ إلى أجلٍ، فإذا حلّ الأجل طلبه من صاحبه، فيقول له الّذي عليه المال: أخّر عنى دينك وأزيدك على مالك فيفعلان ذلك، فذلك هو الرّبا أضعافًا مضاعفةً، فنهاهم اللّه عزّ وجلّ في إسلامهم عنه.

- كما: حدّثنا محمّد بن بشار، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، قال: كانت ثقيفٌ تداين في بني المغيرة في الجاهليّة، فإذا حلّ الأجل، قالوا: نزيدكم وتؤخّرون فنزلت: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً}.

- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} أي لا تأكلوا في الإسلام إذ هداكم له، ما كنتم تأكلون إذ أنتم على غيره ممّا لا يحلّ لكم في دينكم.

- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} قال: ربا الجاهليّة.

- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال سمعت ابن زيدٍ، يقول في قوله: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً} قال: كان أبي يقول: إنّما كان الرّبا في الجاهليّة في التّضعيف وفي السّنّ يكون للرّجل فضل دينٍ، فيأتيه إذا جلّ الأجل، فيقول له: تقضيني أو تربي؟ فإن كان عنده شيءٌ يقضيه قضى، وإلاّ حوّله إلى السّنّ الّتي فوق ذلك، إن كانت ابنة مخاضٍ يجعلها ابنة لبونٍ في السّنة الثّانية، ثمّ حقّةً، ثمّ جذعةً ثمّ رباعيًا، ثمّ هكذا إلى فوق، وفي العين يأتيه، فإن لم يكن عنده أضعفه في العام القابل، فإن لم يكن عنده أضعفه أيضًا، فتكون مائةٌ فيجعلها إلى قابلٍ مائتين، فإن لم يكن عنده جعلها أربعمائةٍ، يضعفها له كلّ سنةٍ، أو يقضيه، قال: فهذا قوله: {لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً}.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات