محافظ الزرقاء: للمدرسة دور أساسي في تحصين الطلبة


جراسا -

قال محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان بأن الدولة تسعى لتطبيق مفهوم الأمن الشامل الذي يحقق الامن في كافة الجوانب الامنية والفكرية والسياسية والاقتصادية والمائية والغذائية وغيرها، كنتيجة حتمية لما تمر به البلاد من تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي وهو الامر الذي يستدعي أخذ هذه التحديات على محمل الجد، وان مسؤولية التصدي لهذه التحديات تقع على عاتقنا جميعاً كقطاع عام أو قطاع خاص، فالمسؤوليات التي يضطلع بها قطاع التعليم كبيرة جداً من ممارسة دورها خصوصاً في الجانب الفكري والمتمثل في تحصين أبناءنا من الانجراف خلف التيارات المتطرفة والتكفيرية وزرع الفكر النير المستنير في عقولهم منذ الصفوف الأولى.
وأكد العدوان خلال رعايته للاجتماع الذي خصص لمناقشة القضايا التي تواجه التعليم الخاص في محافظة الزرقاء على أن مجابهة ومحاربة هذا الفكر المتطرف يحتاج إلى تبني المدارس للنشاطات اللامنهجية من قبل المدارس تجاه الطلبة، خصوصاً وان الحلول الأمنية العقابية تعتبر غير كافية دون تعاون المدارس ومشاركتهم العلاج. وقال بأن دور المدارس يعتبر أساسي وضروري جداَ من خلال توعية الطلبة واولياء امورهم بمخاطر الانزلاق نحو التيارات الظلامية المتطرفة سواء في المدارس أو حتى في المساجد.
وقال بأن محافظة الزرقاء تعتبر من المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية وولكنها في الوقت ذاته تتميز بتركيبية ديمغرافية متميزة اكتسبتها ميزة نسبية عن باقي محافظات المملكة، فتنوع الثقافات المتواجدة فيها بعاداتها وتقاليدها باتت تشكل فسيفساء رائعة متمازجة معا لتشكل بمجموعها المجتمع الأردني المتجانس المتماسك المتحاب الوسطي بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية وتشكيلاته الثقافية.
وأضاف بأن محافظة الزرقاء تعتبر من المحافظات الزاخرة بالقيادات التربوية المتميزة الــتي يمكن لها أن تلعب دوراً أساسيا في تصحيح المسيرة التعليمية بالتشارك مع الإدارة المحلية، وقال بان المدارس الخاصة يجب أن تلعب دوراً رياديا في التعاطي مع المجتمع المحلي، وان تكون المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع حاضرة في خططهم، وتبني انجاز المشاريع ودعمها وإقامة الحدائق العامة في المحيط الذي تعيش فيه من خلال إقامة المشروعات الهادفة إلى تنمية قدرات أبناءنا الطلبة وصقل عقولهم، إضافة إلى مساهمتهم في تبني المشاريع الصغيرة مثل مشاريع الإعمال المنزلية للسيدات والذي قامت بلدية الزرقاء كأول بلدية في المملكة بترخيصها.
ونوه المحافظ إلى أن محافظة الزرقاء بحمد الله تعتبر من اقل محافظات المملكة في نسبة الجريمة وهذا يعكسه وعي المواطنين والتزامهم في القانون، وان المشاكل والقضايا الــتي تحدث بين الحين والأخر في الزرقاء تعتبر مشاكل اعتيادية لا تخرج عن الإطار المألوف، وقال أتمنى أن تتبنى المدارس الخاصة وتدعم المشاريع التوعوية الهادفة للتحذير من آفة المخدرات بين الطلبة، إضافة إلى تبني المحاضرات الفكرية الــتي تعالج الفكر المتطرف المنتشر لدى بعض التيارات التكفيرية المتطرفة، وقال بأن التطرف لا يمكن أن ينسب إلى دين معين أو طائفة معينة فالتطرف والإرهاب لا دين له ولا هوية.
وحول دور المحافظ قال العدوان بأن دوره لم يعد ذلك الدور التقليدي والملتزم بالدور الأمني فقط، لا بل تغير هذا الدور ليتجاوز ذلك إلى ممارسة أدوارا ابعد من ذلك أبرزها الدور التنموي وعدم الالتزام في المكتب والخروج إلى الميدان وتلمس احتياجات المواطنين في مواقعهم، وقال بان وجودي بينكم اليوم جزء من هذا الدور، وأضاف بأن مكتبي سيكون مفتوحاً لكم في أي وقت، ونحن معنيون بتقديم الخدمة للمدارس الخاصة والتفاعل مع قضاياكم ومشاكلكم والوقوف على إيجاد حلول لها .
ولفت المحافظ الى أن القطاع الخاص يشكل رافعة اقتصادية تنموية من خلال استثمارها في قطاع التعليم الذي يعتبر جزء مهما ورديفا أساسيا للقطاع الحكومي والذي يحمل ذات الرسالة الكبيرة المقدسة التي تهتم بتربية النشء على الأخلاق الحميدة، وتزرع فيه بذرة الانتماء للوطن والقيادة قبل تقديم التعليم المنهجي له عبر المناهج التدريسية.
وبين بأن العملية التعليمية تقوم على ثلاثة عناصر أساسية مشتركة هي المدرسة والمعلم والطالب، وهي الــتي تشكل بمجملها البيئة المدرسية الــتي تستدعي النظر في كل مكوناتها وتلبية احتياجات عناصرها كل على حده، فالمعلم له احتياجات ومطالب، والمدرسة لديها احتياجات وعليها واجبات، وكذلك الطالب فله أيضا احتياجات تقدمها له المدرسة وعليه واجبات تتمثل بتوفير البيئة الملائمة للتعليم كالحق بالحصول على التعليم ضمن أجواء نموذجية بعيداً عن الاكتظاظ والازدحام ، إضافة إلى إيجاد بيئة آمنة لجميع عناصر العملية.
وختم حديثه باستعداده للتعاون مع كافة الجهات لتبني مطالب القطاع خاص في المجال التعليمي باعتبارها مطالب مشروعه، وأبدى استعداده التام وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم لتبني مطالبكم وتلبية ما هو منها ضمن صلاحياتنا ورفع ما هو خارج صلاحياتنا الجهات المعنية ومتابعتها إنشاء الله.
من جانبه قال مدير تربية الزرقاء الأولى بأن الزرقاء تعتبر ثاني اكبر محافظة في المملكة من حيث عدد السكان والكثافة السكانية، ويوجد في مديرية تربية الزرقاء الأولى ما يزيد عن 158 مدرسة منها 112 مدرسة خاصة تضم 24 470 طالب وطالبة و133 روضة ورياض أطفال تضم 9067 طالب وطالبة.
وأضاف بأن هذا العدد الهائل من طلبة المدارس الخاصة بحاجة إلى تنظيم من قبل مديرية التربية إضافة إلى تعاون بين القطاعين العام والخاص، وبين بأن التعليم الخاص يشكل ما نسبته 46% من قطاع التعليم في المملكة، مشيرا إلى أن الاستثمار في قطاع التعليم من قبل القطاع الخاص الذي يعتبر احد جناحي التعليم وما يرافقه من نهضة علمية وتجارية واقتصادية وتنموية تنعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني.
وقال بأننا الآن بصدد عقد مؤتمر تربوي باسم مديرية التربية الأولى سوف يناقش مختلف المحاور الــتي تواجه قطاع التعليم ومنها القطاع الخاص، مؤكدا على ضرورة أن يضطلع القطاع الخاص بدوره التشاركي من خلال تحمل مسؤولياته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه وتقديم العون إلى الفقراء وتقديم العون لهم والمساهمة في تجميل المدينة الــتي يستثمرون فيها وإنشاء مجالس تربوية تكون رديفاً وعونا لنا في النهوض بقطاع التعليم.
من جانبهم قدم المستثمرون في القطاع التربوي شكرهم للمحافظ على هذه السابقة في الالتقاء بهم والوقوف على احتياجاتهم وقالوا بأننا نعمل ضمن مرتكزات جلها الولاء والانتماء للوطن والقائد اضافة إلى رعاية الأجيال وبناء النشء تربية صالحة بالتزامن مع كون القطاع الخاص يعتبر رديفا وشريكا أساسيا للقطاع العام .
وأضافوا بأنهم يستشعرون بالأمانة الملقاة على عاتقنا تجاه أبناءنا الطلبة فنحن أصحاب رسالة تربوية ولسنا تجار جباية ، ونحن نؤمن بأن لا يتغول البعد المادي على البعد الرسالي ونؤكد على العلاقة التشاركية مع القطاع العام من منطبق ولائنا للوطن وللملك مؤكداً استعداد المدارس الخاصة لتقديم يد العون والمساعدة في أي مشروع يقدم لها من قبل المجتمع المحلي.
وقرر المجتمعون تشكيل لجنة لمتابعة القرارات التـي تنبثق عن هذا الاجتماع، وتحقيق مطالب أصحاب المدارس الخاصة التي ستعرض خلال هذا الاجتماع، اضافة الى تحقيق مطالب القطاع الخاص لدى بلدية الزرقاء بخصوص شروط الترخيص، والتخفيف من إجراءات الترخيص مديرية التربية فيما يتعلق بالساحات المسقوفة وغير المسقوفة والمظللة، وإيصال الطرق إلى بعض المدار س وتعبيدها، بالتزامن مع الاهتمام بالنظافة حول المدارس والحد من انتشار الأغنام حول المدارس. وطالبوا بضرورة توحيد رسوم ترخيص المدارس الخاصة والــتي تتفاوت في كل عام. والاهتمام بالرقابة والتوجيه والتفتيش من قبل التربية على المدارس الخاصة. وابدوا رغبتهم بتحويل المشاكل والمطالبات المالية العالقة بين الطلبة بين أولياء أمورهم إلى المحافظ وليس للقضاء.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي ترأسه محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان والذي خصص لمناقشة التحديات والمشاكل الــتي تواجه المدارس الخاصة في محافظة الزرقاء بحضور مدير شرطة الزرقاء العميد محمد جرادات، ومدير تربية الزرقاء الأولى الدكتور خليل ابوالعسل، ورئيس بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني، ومؤسسي المدارس الخاصة وعدد من المعلمين والمعلمات وذلك في قاعة مدرسة شجرة الدر الثانوية للبنات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات