هذه حكومتنا


كلنا نعلم الحالة المأساوية التي ألمّت بأهل عمان يوم الخميس الخامس من هذا الشهر، وكيف غرقت عمان وغرق أطفال وماتوا وغرق كبار وماتوا وغرقت سيارات فهلكت وغرقت بيوت وهلك كل ما فيها وغرقت مستودعات فهلكت بضاعتها كل هذا لم يعلمه الشعب من تلفزيون الحكومة وإنما من صحافة الجمهور والقنوات الفضائية الخاصة.

كان المسؤول الوحيد الشاهد على مشهد البؤس في ذلك اليوم هو السيد سلامة حماد وزير الداخلية فقد كان هذا المسؤول صريحاً واضحاً عندما أعلن لمختلف وسائل الإعلام أن هناك تقصير واضح وأن مصارف المياه في عمان غير مصانة وغابت أمانة عمان ومسؤولوها وموظفوها وعمالها غيابا تاما عن المشهد البائس حتى بعد العصر إذ غيض الماء وقضي الأمر فظهرت سياراتان للأمانة الأولى يقف عندها ست مدراء مسؤولين يعمل بجانبهم عاملان فقط وعند السيارة الثانية ظهر ثمانية مدراء يعمل بجانبهم اربعة عمال فقط.

عند المساء طلع علينا الناطق الحكومي من تلفزيون الحكومة ليعلن أنه فعلا هناك تقصير وأن المقصرين سيحاسبون .. وفي اليوم التالي ظهر على وسائل الإعلام خبرٌ يقول بأن عقل بلتاجي سيمثل أمام المدعي العام وفي اليوم الذي يليه أعلن عقل بلتاجي أنه مستعدٌ هو وصحبه للمثول أمام القضاء.

حسناً .. كلنا يذكر يوم الثلجة العظيمة في بداية العام الماضي يوم غابت اجهزة كثيرة عن المشهد وحوصرت مدنٌ وقرى وتجمعات سكانية وانقطعت الكهرباء عن مناطق عديدة وجزى الله قواتنا المسلحة الباسلة " الجيش العربي" كل خير الذي انقذ المحاصرين والقى بالمواد الغذائية لآخرين وفتح الطرق المغلقة على مدار الساعة في ذلك اليوم مع غياب تام لكل المسؤولين عن واجباتهم في ذلك اليوم، غير أن الحكومة أعلنت في اليوم الثاني أن التقصير الأكبر كان من شركة الكهرباء وأن الشركة ستقدم للمحاكمة فتحاسب على تقصيرها.

ما الذي حدث بعد غياب الحكومة في تلك الثلجة مثل غيابها عن "كنز عجلون" ؟!
وما الذي حدث بعد الوعد التي قطعته الحكومة على نفسها بمحاسبة شركة الكهرباء على تقصيرها في أيام الثلجة العظيمة تلك.

طبعا لم يحاسب أحد من الحكومة على غيابه ولم يحاسب أحد من شركة الكهرباء على تقصيره وأظن أن هذا ما سيحدث مع عقل بلتاجي وأمانة عمان على تقصيرها.

كما وعدت الحكومة بمعاقبة قناة رؤيا الفضائية ومحاكمتها أمام القضاء على أضرارها بالقيم العربية الإسلامية ثم وعدت الحكومة بمحاكمة رائد حجازين وطارق خوري على إساءتهم للرموز الإسلامية .. لكن حتى الآن "عند عمك طحنّا" أو "حط بالخرج" كما يقولون.

لا محاسبة .. ويستمر الغياب ويستمر التقصير ويستمر الفساد وتستمر العصابة في عملها كالعادة ويستمر الإعلام الحكومي يغطي عليها كالعادة.

ترى هل نحن أمام حكومة فاسدة ؟! أظن ذلك لأنها "غرشت" عن تقصير شركة الكهرباء وهذا يعني أنهم شركاء في الفساد، إذن هي حكومة فاسدة.

ترى هل نحن أما حكومة كاذبة ؟ أظن ذلك لأن الحكومة وعدت بالمحاسبة ولم تفِ بوعودها إذن هي حكومة كاذية.

ترى هل نحن أما حكومة مخادعة للشعب الأردني ؟ أظن ذلك أيضاً لأنها وعدت الشعب بمحاسبة المقصرين وتحسين الخدمات المتردية " لا نريد أن نتكلم هنا عن الأوضاع المعيشية المتردية" ولكنها دائما تطلق الوعود فقط لتخدير الشعب حتى تمر الأزمة ثم ينشغل الشعب بمصيبة أخرى جديدة مثل حادثة الموقر أو غيرها وهكذا ينسى الشعب مصائبه وتبقى الأمور على حالها كما كانت بل تزداد سوءاً .. إذن هي فعلا حكومة مخادعة.

هذه هي حكومة الشعب الأردني حكومة فاسدة كاذبة مخادعة، ويعجب البعض ويستغرب ويسخر من كون هذه الحكومة حائزة على ثقة مجلس الشعب عفوا قصدي مجلس النواب، في حين لا يعجب آخرون ولا يستغربون أن تحوز مثل هذه الحكومة على ثقة مجلس النواب لأنهما بالأصل من مشكاة واحدة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات