عندما يستبيحون حق المشاة في استخدام الأرصفة (صور)


جراسا -

خاص – كتب محرر الشؤون المحلية - لا يضيع حق ورائَه مُطالب.. ولكننا كمشاة تنازلنا عن أهم حقوقنا في استخدام رصيف آمن نسير عليه مطمئنين لكي نصل إلى وجهتنا صباحاً ومساء. وقمنا بـ "مباطحة" المركبات التي تسير على الشارع معرضين أنفسنا للدهس لأنه لم يبقَ لدينا مكان آمن نسير عليه.

ففي خضم تطوُّر الحياة وزيادة أعداد السيارات لجأ الكثير من السائقين لإقتحام أرصفة المشاة لركن مركباتهم دون النظر لحق المواطن في استخدام الرصيف للسير عليه بأمان، ولكي تبقى مركباتهم تصطف أمام محلاتهم التجارية وأماكن عملهم وبين أيديهم، وعلى مرآى من عيونهم.

ولم يقف الأمر عند سائقي المركبات، في إقتحام أرصفة المشاة، بل عمد أصحاب مغاسل السيارات إلى ضم الرصيف إلى "أملاكهم" لاصطفاف المركبات التي يقومون بتنظيفها في مغاسلهم. وقام أصحاب "مواقف السيارات" وخاصة في شارع "سقف السيل" بحجز الرصيف المحاذي ليكون جزءاً من "المواقف" بدون أي إكتراث لحق المشاة.

وقام أصحاب الشقق السكنية والبنايات في الكثير من المناطق وخاصة العاصمة عمان بزراعة الأشجار على الأرصفة التي تقع أمام مساكنهم لإعطاء منظر جميل للموقع، وهي ليست أشجار زينة بل أكثرها أشجار زيتون، متناسين بأن هذه الأشجار بعد فترة من زراعتها قامت بالتضييق على المشاة، بل ومن الحد في إستخدامهم لهذه الأرصفة.

وتعامت أعين الجهات المسؤولة عن مخالفة هؤلاء وإقتلاع المخالف من هذه الأشجار، وصيانة الأرصفة على نفقة من إستباحها بدون وجه حق، وأضاع حق من وجدت لأجله في إستخدامها.

هناك شوارع رئيسية عديدة وفي مناطق تشهد أزمات سير خانقة في عمان لا يوجد أرصفة بتاتاً للمشاة فيها، حيث تم إلغاؤها للسماح بإصطفاف المئات من السيارات عليها، ومنها شارع المدينة المنورة وشارع وصفي التل "الجاردنز" وشارع الملكة رانيا العبدالله "الجامعة"، والعديد من الشوارع الرئيسية في الأحياء السكنية.

فالشخص المار على قدميه من شارع "الجاردنز" يستغرب ويحتار أين يمشي، فلا يوجد أرصفة للمشاة، فكل جهة من الشارع ولمسافات طويلة تم قسمتها إلى شارعين، الأول رئيسي لسير المركبات، والثاني فرعي لإصطفاف غيرها، وبشكل فوضوي (عرضي وطولي).

فالخبير "الأفلاطوني" الذي خطط لعمل هذا الشارع غاب عنه حق المشاة، وهو الرصيف، وإستباحه طولاً وعرضاً، وتناسى أن الشخص الذي سيسلك هذا الطريق ماشياً على قدميه من حقه أن يجد ممراً آمناً يسلكه ليصل إلى وجهته بكل أمان وطمأنينة، وليس أن يتسلل إلى قلبه الخوف من الدهس من قبل سائق إستباح حقه بسبب تخطيط "أهوَج" من قبل شخص لم يراعِ حقه الشرعي في الطريق.

هناك بند في قانون السير بمخالفة المركبات التي تتخذ من الأرصفة مواقف لها، ولكن هذا البند لم يُفعَّل، ولكن ربما لو قمنا كمشاة بالإحتجاج على حقنا في إستخدام الرصيف، والصراخ في وجه المسؤولين بإنصافنا لكان تم تفعيل هذا البند، وربما أيضاً لو صرخنا في وجه أمانة عمان بإنصافنا بعمل أرصفة مشاة قانونية لنا تحمينا وتوقف إستباحة المركبات لحقنا هذا، لكانت إحتمالية تنفيذ هذا تجاوزت الـ 50%.

فمتى يتم إنصافنا كمشاة، وأخذ حقنا من المركبات التي إستولت عليه بدون وجه حق، وبرعاية حكومية وغياب لدائرة السير.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات