جراسا -

فقدت الأوساط الطبية والنخب الاجتماعية طبيبا شابا يافعا مقبلا على الحياة ومفعما بالطاقة الإيجابية والتفاؤل .. طبيب أعاد للكثيرين ابتسامتهم وثقتهم بنفسهم بعد ان ضبط إيقاع نمطهم الصحي وساعدهم على تغيير اُسلوب حياتهم نحو الافضل..

عيسى فهد حداد ذو ال"٣٥ عاما" الذي كان حريصا على سلامة قلوب مرضاه وكل من عرفهم، شاء القدر ان يكون ضحية لغدر القلوب ، حين توقف قلبه النابض بالحب عن عزف لحن الحياة مساء الاثنين فتوقفت قلوب محبيه وأنفاسهم من هول الصدمة وقسوة الفاجعة ..

لم يعرفه احد الا وترك المرحوم في ذاكرته بصمة وعلامة فارقة، فتكفي دقائق معدودة لتشعر وكأنك تعرفه منذ عقود .. دمث الخلق (بضم الخاء) ، حسن الخلق (بفتح الخاء)، طيب المعشر، كريم الطباع ، وجم التواضع .

المأسوف على شبابه اختار فور تخرجه ان يغرف من المؤسسة العسكرية الخبرة ويتحصن منها بالكفاءة والمهارة قبل ان يغادرها الى القطاع الخاص ليفتتح عيادة اللياقة الطبية في شارع مكة بالعاصمة عمان.

عاش حداد في سبيل الاخرين، ساعدهم في تغيير حياتهم وتعزير ثقتهم بأنفسهم وبث فيهم المعنويات والروح الإيجابية . لم يشاهد قط الا وابتسامته تسبقه ولم يخذل محتاجا ولم يبخل بنصيحة ..

مات الطبيب الشاب عيسى حداد ولكن صورته الناصعة وابتسامته الساحرة وروحه الطاهرة ستبقى حاضرة وستبقى ذكراه خالدة الى أبد الآبدين ..

الله أعطى والله أخذ... رحم الله الدكتور عيسى حداد وغفر له وألهم أهله واصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان على قسوة فراقه ..

انا لله وانا اليه راجعون