البترا تستصرخ عمان


لم تدم فرحة الاردنيين طويلا بتتويج البترا كثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة بل كانت على موعد مع ازمات متنوعة ومعقدة هبت رياحها على المدينة من كل حدب وصوب .

ازمات تراوحت بأبعادها بين ما هو محلي واقليمي ودولي واخطرها ما يتعلق بالجانب التاريخي الثقافي لموروثنا الحضاري بكل ما تعنيه المدينة من قيمة تاريخية تراثية فوق الجغرافيا الاردنية فجاء تقرير اليونسكو بعد ثلاث سنوات من فوز البترا مهددا بأدراج المدينة ضمن قائمة المدن المهددة بالاندثار جراء العوامل الطبيعية والنشاط البشري غير المسبوق ولو حدث ذلك لا قدر الله لحدثت عواقب ثقافية وسياحية وخيمة لعقود قادمة فمدن التراث العالمي اشبه بالبوصلة التي توجه حركة السياحة العالمية.

بامكانات محدودة تمكنت سلطة اقليم البترا وخلال فترة زمنية قياسية من التعامل مع هذه الازمة وتصويب ما ورد من بنود وملاحظات وعملت على وضع خطط ادارية طارئة وعاجلة للتعامل مع بترا ما بعد الفوز وتمكنت من تجاوز هذه المحنة بعد اجراء اتصالات محلية ودولية مكثفة للحفاظ على المدينة وتسليمها للاجيال القادمة ككنز اثري اردني نفاخر الدنيا بوحدانيته عالميا.

بضعة اعوام فصلت تتويج البترا ايضا عن ظهور ازمة اخرى ناجمة عن ظروف اقليمية تزامننا مع الربيع العربي وعزوف زوار الدول الغربية عن زيارة بلدان المنطقة والتي ادت الى تراجع حاد في اعداد الزوار دفع اصحاب العديد من الفنادق لاغلاقها وتسريح العاملين فيها وهي ازمة تستعصي على الفهم ان يتراحع زوار مدينة تربعت قبل اعوام على عرش ثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة وهنا لا بد من تضافر جهود عدة جهات رسمية وخاصة لانقاذ القطاع السياحي شريان اقتصاد وطننا العزيز .

محليا وداخليا ظهرت في بترا ما بعد الفوز ازمة ثالثة ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية خطيرة القت بظلالها على المدينة وسياحتها وهي ازمة ما يعرف بالبيع لاجل واستمرت لخمس سنوات وكانت نهايتها خسائر طائلة طالت ممتلكات جل سكان المدينة وجوارها وذلك بالتزامن مع عزوف المسؤولين في عمان عن زيارة اهلهم في الجنوب للاطمئننان على اوضاع المواطنيين والاطلاع على العواقب الوخيمة التي خلفتها هذه الازمة التي لم يشهدها الجنوب من قبل لما خلفته من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة فحلت سيارات قوات الدرك محل الحافلات السياحية وفاق عدد رجال الامن عدد زوار البترا في مشهد لم تعتد عليه من قبل مما دفع العديد للتساؤل ما الذي يجري في بلد العيد ؟

المواطن في البترا استبشر خيرا بزيارة دولة رئيس الوزراء قبل عام والذي وصف حال البترا للاعلام بأنه (مخيبا للامال) الا ان مقولة دولته لم تترجم عمليا على ارض الواقع لتغييره لغاية هذه اللحظة وما زالت عمان تدير ظهرها للبترا بكل ما قدمته الاخيرة من جوانب مشرقة للوطن .

ما يسجل لدولة رئيس الوزراء وبما ان الشيْ بالشيْ يذكر هو اداء مجلس مفوضي اقليم البترا والذي تصدى لازمات لم تكن من صنعه ولا من اختصاصه وحال الى جانب حاكميتها الادارية دون ان تجري الدماء في بقعة طاهرة غالية ايمانا بان البترا خط احمر ايا كان مصدر الرياح العاتية التي تعوي باوديتها وجبالها في وقت لم تسمع عمان صدى صرخات ابناء البترا المطالبة بمعالجة ازمات خانقة عصفت وتعصف بالمدينة لذا نتمنى على دولة الرئيس ايلاء البترا الدعم الذي تستحق وبالسرعة الممكنة والسير على خطى مليكنا المفدى الذي ارادها درة اردنية غالية وثمينة تستحق منا جميعا بذل الغالي والنفيس لصونها ورعايتها لاردن الحاضر والمستقبل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات