الدب الروسي جريح بسهام تركية


كي نختصر الحكاية التي صارت معروفة للجميع، فقد بدأ النفوذ الأميركي بالتراجع على مستوى الشرق الأوسط خاصة وعلى المستوى الدولي بشكل عام، وخاصة منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما زمام الأمور. ويقابل ذلك محاولة تململ قوة كبرى أخرى ممثلة في روسيا علي يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يحاول إحياء عهد القياصرة البائد.

قوتان عظميان تتنافسان على خيرات الشرق الأوسط، إحداها أميركية متعبة أنهكتها الحروب الخارجية في المنطقة وكبدتها خسائر باهظة، وأخرى روسية ناهضة تحاول التهام المنطقة قبل أن تفلت من أيدي الأميركيين المتعبين.

الرئيس بوتين يعيش في ذاكرة أجداده السوفيات قبل الانهيار، ويحاول التغني بأمجاد الماضي، أحضر إلى المنطقة آلته الحربية من حاملات طائرات في بحر قزوين إلى مقاتلات متطورة من طراز سوخوي وصواريخ معقدة من طراز كروز وغيرها.

ولكن ما هي إلا أسابيع قليلة، حتى اصطدم الدب الروسي المتهور بطبيعة الأرض الوعرة للشرق الأوسط، والتي بدأت تدمي قدميه، وذلك ابتداء من حادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية إلى حادثة إسقاط تركيا لإحدى المقاتلات الروسية المتطورة من طراز سوخوي24.

ويبدو أن التشاؤم أحاط بفأل الدب الروسي، وذلك في أعقاب ذهاب بوتين إلى طهران ولقائه المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. والأدهى والأمرّ هو ما يتمثل في قيام بوتين بإهداء أقدم نسخة من القرآن الكريم تمتلكها روسيا إلى آية الله العظمى الخميني تعبيرا عن الاعتراف بتوليته زمام أمور الأمة الإسلامية في العالم أجمع.

وفي خضم انشغال العالم الآن بالتداعيات المحتملة لإسقاط تركيا للمقاتلة الروسية من طراز سوخوي24 جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وذلك لاختراقها المجال الجوي التركي، فتعالوا لا ننسى أن المقاتلات الروسية سبق لها اختراق المجال الجوي التركي لمرتين سابقتين، وتعالوا لا ننسى أيضا أن تركيا تعتبر قوة كبرى، وأن لديها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإن الاعتداء على تركيا يعني الاعتداء على فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وبقية القوى الكبرى العالمية. كما أن شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخذت تتزايد أكثر وذلك بعد إصابة السهام التركية للدب الروسي المتهور وإثخان جراحه.

وأمر آخر يُبقي الحليم حيران، وهو المتمثل في ادعاء روسيا أن طائرتها سقطت بنيران أرضية من داخل الأراضي السورية، ما يعني أن جهة ما زودت المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطيران متطورة. وهذا إذا صحت الرواية، فإنما يدل على تطور جديد نوعي ينذر بإسقاط نظام الطاغية السوري بشار الأسد، وخلاص الشعب السوري مما يلحق به من ظلم وجور وقمع واستبداد وطغيان.

ولكي لا نطيل عليكم، نترككم تتابعون تطورات تعثر الدب الروسي في الأراضي الوعرة لكروم العنب العربي الشرق أوسطي الذي سبق أن انكسر وانسحق على أراضيه كل الطغاة والغزاة والمستعمرون.

وبقي التساؤل الموجه إليك أيها الدب الروسي وهو المتمثل في القول: هل استطاع جارنا الإيراني أن يجرك إلى شباك خداعه، وأن يوقع بك بشكل أعمق في المستنقع السوري والعربي والشرق أوسطي؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات