"أخطر قضية عن أخطر صراف عراقي في الأردن " ( 1 )


جراسا -

خارج على القانون هذا اقل وصف يمكن أن نطلقه على بطل قصتنا التي سننشرها على حلقات لما لها من خطورة وتأثير على الإقتصاد والوطن.

بطلنا في هذه القصة سجل الرقم القياسي في شبهات غسيل الأموال وتجاوزات مالية كانت وراء تضخم ثروته خلال سنوات قليلة حتى تجاوزت الـ 290 مليون دولار.

بطل قصتنا وبالمناسبة هو صراف عراقي لم يحصل على أي تعليم أكاديمي يذكر في بغداد إلا أنه وبقدرة قادر ورشاوٍ عديدة أصبح لديه شهادة بكالوريوس حصل عليها من فرع جامعة أجنبية في الأردن ليصبح رئيس مجلس إدارة بنك في العراق.

البداية...

قبل أحد عشر عاماً جاء بطل قصتنا مع عائلته الى الأردن دون أن يتعرض له أحد، واستفاد من خيرات الأردن ومن كل التسهيلات التي قدمت له، ولكن ومع الأسف فإنه تحوَّل من ضيف خائف وتعب في بلاده الى وحش كاسر مجرم محترف لا يوقفه أي شيء كما يفتقد الى وكالات القانون.

الصراف العراقي الذي نتحدث عنه عمل قبل عام 2003 في تهريب الأموال من العراق، وبعد الحرب بدأت صفحة جديدة من حياته تتشكل حيث إنتقل نشاطه الى الأردن وقام بتوسيع رقعة أعماله ليصبح بعد سنوات أكبر مافيا يشتبه بأنها تدير أكبر عملية غسل أموال في عدة دول في المنطقة.

من شقة مستأجرة الى قصر فخم

إستأجر بطل قصتنا شقة بسيطة عندما جاء الى الأردن، إلا أنه وبعد أن بدأت وارداته المالية تكبر بشكل خيالي ومخيف إمتلك شقة صغيرة، ثم الى شقة طابقين لتتحول بعدها الى فيلا وقصر فخم، أما هو فتحول من شخص لا يملك سوى 250 ألف دولار عند قدومه الى الأردن، الى شخص يملك 3 مليون دولار في عام 2007 ثم ليمتلك 7 مليون دولار عام 2008 ولتزيد ثروته الى 15 مليون
عام 2009 ليقفز الى 120 مليون دولار، وعام 2012 أصبح المبلغ الذي يملكه 165 مليون دولار، وفي عام 2014 تجاوز المبلغ الذي يملكه حاجز الربع مليار دولار.

شركة صرافة ومصارف

هذا بالنسبة للأموال التي ربحها من عملياته الإجرامية، أما بالنسبة للشركات فإنه دخل بعد جهد جهيد مساهما في شركات صرافة زاولت أعمالها في منطقة وسط البلد بمساحة لا تتجاوز 8 متر مربع وبعد فترة قصيرة وجد شركاؤه الأردنيون أنفسهم على قارعة الطريق، واستولى هو بشكل كامل على الشركة، وانتقلت من موقعها الصغير الى شركة كبيرة ذات طابقين، ثم تحولت هذه الشركة الى بناية عملاقة تتكون من عدة طوابق لتصبح أكبر شركة صرافة في الأردن ودول الجوار.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد تمكن بطل قصتنا من شراء مصرف كامل في بغداد عام 2014 بعد أن كان يملك شركة تحويل مالي ولم يمض أكثر من عام حتى إستطاع شراء 50% من مصرف عراقي آخر، وهو الآن في الخطوات الأخيرة لتأسيس مصرف جديد في العراق.

والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه في هذا الإطار كيف يستطيع شخص لا يملك أي شهادات أكاديمية ولا يملك عملاً أن يُنمِّي ثروته آلاف المرات خلال سنوات قليلة إلا إذا كان لديه عمل مشبوه ومخالف للقانون، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح بطلنا من أكبر الداعمين للعصابات المجرمة في العراق والتي تمارس القتل والإجرام من أجل حماية مصالحه في العراق ويحقق أهدافه الشيطانية وخدمة أعماله غير الشرعية.

هكذا أصبح رئيس مجلس إدارة

حلم بطل قصتنا برئاسة مجلس إدارة مصرف عراقي بقي يراوده، ولكن مجموعة من العوائق وقفت بينه وبين تحقيق حلمه، فهو لم يمكل دراسته في العراق، وحاصل على شهادة تعادل الثامن، ولكن ولأن فلسفته بأن كل شيء يمكن شراؤه بالمال فإنه قرر أن يشتري الشهادة التي تحتم عليه الحصول عليها كحد أدنى ليصبح رئيس مجلس إدارة وهي شهادة البكالوريس. فقام بعملية رشوة كبيرة حصل من خلالها على شهادة جامعية من جامعة أجنبية مرموقة لديها فروع في الأردن، حيث قام بتزوير كافة الوثائق والإثباتات التي تؤيد حضوره المحاضرات وكافة الاجراءات والمتطلبات التي يقوم بها الطالب الإعتيادي للحصول على شهادة جامعية وتصديق كافة الاوراق والمستندات من الخارجية الأردنية، وقام بمراسلات مزورة المضمون بين الأردن والمملكة المتحدة للحصول على وثائق رسمية صادرة من الحكومتين الأردنية والبريطانية تثبت أنه خريج جامعة وحاصل على شهادة بكالوريوس ومختومة بالختم التعليمي.

وبقدرة قادر تحول هذا الشخص من طالب صف ثامن الى حاصل على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال.

شركات وهمية

ولم يكن هذا التزوير الوحيد الذي قام به بطل قصتنا، بل قام أيضاً بإنشاء أكثر من 200 شركة تجارة وهمية بمعلومات غير حقيقية وخيالية، وليس لهذه الشركات أي مقر وأساس، وقد قام بفتح حسابات مصرفية لهذه الشركات وأصدر شهادات منشأ من أحدى غرف التجارة مقابل 10 آلاف دولار لكل شهادة، وقام بإصدار أكثر من 1000 شهادة منشأ مقابل ملايين الدولارات خلال الأعوام 2012-2013-2014. فماذا يسمى ذلك غير أنه أكبر عملية تزوير تشهدها المملكة منذ تاريخ تأسيسها .

لذلك لا نستغرب من زيادة أمواله خلال عدة سنوات من 250 ألف دولار الى 290 مليون دولار، إضافة الى عدة قصور وثلاثة بنوك في العراق وأكبر شركات صرافة في الأردن، ولا نستغرب أيضاً من إقامته حفل زفاف لإبنته في أحد فنادق الخمس نجوم كلفه أكثر من 2 مليون دينار، حيث طلب جلب مطربي الشرق والغرب، ووصل البذخ الى إحضار الطاولات والكراسي من دبي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات