مستقبل الحركة الاسلامية


جراسا -

ليس من قبيل الهجوم على جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي فان العقلية السلطوية التي سيطرت على سلم التدرج القيادي في الجماعة اثبتت وبشكل جلي عدم قناعة هذه العناصر بالتغيير الايجابي بل على العكس كانت تعتبر الاراء المنفتحة في الجماعة جزء من مؤامرة تحاك للإطباق على الجماعة وبرنامجها السياسي والدعوي والاجتماعي .

وبالرغم من الحقيقة المرة وهي أن جماعة الاخوان من اكثر الحركات تنظيما وتكتيكا باعتراف القاصي والداني وحتى بالاعتراف الرسمي إلا أن هيمنة عقيلة الاقصاء على السلم الوظيفي والزج بالعناصر صاحبة الخطابات المتطرفة احيانا أو على الاقل التي لا تصغي للنصائح جعل الجماعة تنقلب على ذاتها ومن داخل بيتها بعد أن ثبت لهم بالبرهان والحجة أن المصالح الفردية مقدمة على مصلحة الجماعة .

بداية الانشقاق جاء مع مبادرة زمزم فراح الكثير يكيل الاتهامات لأعضاء المبادرة أنها من صنيعة الاجهزة بعد أن تم اغراء الاعضاء المنشقين بمكاسب سياسية ومادية لكن الواقع اظهر زيف ودحض هذه الادعاءات فكان الهروب قرارا ذاتيا وعن قناعة راسخة أن الاستمرار في المهاترات داخل الجماعة سيقود حتما للسقوط بعد أن أصبح دعائم البيت الداخلي للجماعة يشبه بيت العنكبوت الهش.

بعد فترة وجيزة من الزمن جاءت الضربة الثانية للجماعة عندما انشقت مجموعة من القيادات عن الجماعة وأطلقت على نفسها جماعة الاخوان الشرعية ورأت بنفسها أنها الممثل الشرعي والوحيد لأعضاء الجماعة من حيث التصرف بالأموال المنقولة وغير المنقولة للجماعة وحتى التصريحات ولكن الخطوة واجهت انقسام داخل صفوف الجماعة ولم تكن بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والسبب إن الجماعة الجديدة اخفقت في استمالة الكثير من عناصر الجماعة فبقيت تعمل في جيوب محدودة حتى أن الدولة الأردنية بشقها الرسمي يسجل لها عندما بقيت تراقب المشهد عن بعد ولم ترم بأوراقها في سلة مجهولة النتائج .

المفصل الحقيقي في حياة الجماعة وكان بمثابة تحريك المياه الراكدة في التنظيم البيان الذي صدر عن مجموعة من قيادات الجماعة ويظهر حالة اليأس والإحباط من الوضع الذي ال اليه حال الجماعة ويشخص حالة النزعة الفردية وعدم الاصغاء إلى الاعضاء في النصح والإرشاد ومحاولة الاصلاح والترميم من الداخل والتكيف مع الواقع المعاش قبل أن ينكشف الصدأ امام القواعد والمتعاطفين.

وإمام حالة الرفض والتعنت قررت القيادات تصدير بيان حمل اسم لجنة مبادرة الشراكة والإنقاذ موقع من حوالى مئة وثلاثين شخصية مع الابقاء على أنفسهم اعضاء في الجماعة .

لكن الحقيقة تؤشر على بداية مولود جديد سيتحول مع الزمن إلى تنظيم قائم بذاته وان بقاء القيادات داخل صفوف الجماعة خطوة معنوية فقط لحفظ ماء الوجه أو حتى لا يقال أن هذه القيادات الراسخة في الجماعة هي من اطاحت بالتنظيم التاريخي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات