وقفة مراجعة


جراسا -

في ضوء ما مر بالعاصمة الاسبوع الماضي بتاريخ 5/11/2015 من ازمة عابرة نتيجة حالة جوية عابرة ايضا، اقول انها ازمة وليست كارثة لان الكارثة اكبر من ذلك بكثير ، ابعد يا الله الكوراث عنا.

بداية انا لا اضع نفسي مدافعا عن اي انسان ، لكن احببت ان اصف ما جرى التوصيف العادل ، وقد اصيب او اخطي ولكل مجتهد نصيب

وصفي لما جرى يصب اربع جوانب

اولا- التضاريس

الكل يعلم ان عمان محاطة بالجبال من كافة الجوانب وبها العديد من الوديان تلتقي اغلبها في منطقة السيل لتصل بعدها الى سيل الزرقاء ، ورحم الله رئيس الوزراء وصفي التل الذي انشئ السيل في عهده في خمسينيات القرن الماضي

ثانيا- البنية التحتية

ما يقصد بالبنية التحتية ما يتوفر من شوارع وشبكات تصريف المياه والمجاري ، وانابيب توزيع المياه وشبكات توزيع الكهرباء ...الخ. فبالرغم من طبيعة تضاريس عمان الصعبة ،فمعظم الخدمات متوفرة. ما حصل لعمان خلال الخمسين سنة الماضية هو التوسع العمراني بشكل متسارع ، وهناك الكثير من يذكروا حدود عمان التي تنتهي عند الدوار الاول ، تبع ذلك الزيادة الكبيرة بعدد السكان وتوسع حدود العاصمة لما عليه الان، كل ذلك شكل ضغطا شديدا على البنية التحتية للعاصمة.

ان القول بضعف البنية التحتية فيه الشئ من الصواب وقد المحت الى الاسباب التي ادت الى ذلك، لكن من غير الصواب تحميل ذلك الى معالي امين العاصمة الحالي ، فتجديد البنية التحتية يحتاج الى مئات الملايين من الدنانير ان توفرت فلا يوجد من يتقاعس عن القيام به رغم ما قد تسببه تعطل وارباك في مجالات عده. وقد اشار معالي الامين ان البنية التحتية الحالية بتصميمها الحالي غير قادرة على استيعاب ما حصل اثناء فيضان الامطار

ثالثا- المناخ

ماحصل في مدينة عمان نهار الخميس الماضي من هطول مطري غزير قد يكون غير مسبوق في فترة زمنية لم تتجاوز الساعة ، فبحسبة بسيطة فان 40 ملم من الهطول المطري يعادل 40000متر مكعب على الكيلو متر المربع ، ولكم ان تتخيلوا ان ما تجمع في عمان خلال هذه الازمة يعادل 12 مليون متر مكعب من الامطار اذا اعتبرت منطقة تجمع المياه (Catchment Area ) لمدينة عمان تقارب 300 كيلو متر مربع، نزل منها الى السدود 5 مليون متر مكعب، فهذه الكمية لا تستطيع شبكة تصرف المياه في عمان من استيعابها . لقد حدث سقوط مطري في عمان لاكثر من مرة تجاوز ضعف هذا الرقم لكن كان ذلك على مدى اربع وعشرين ساعة ، اما ان يسقط 40 ملم خلال اقل من ساعة فاجزم ان هذا لم يحدث اطلاقا.لقد حصل مثل تلك الظروف في مناطق مختلفة من المملكة ، كما حصل في الاغوار الشمالية الشهر الماضي حيث تعرضت المنطقة لسيول جارفة ادت الى خسائر كبيرة بالممتلكات والمزروعات، وقد حصل فيضان كبير سنة 1990 ضرب عدة مناطق كان اقساها ما تعرضت له منطقة الباقورة ، حيث سقط ما مجموعه 160ملم خلال 24 ساعة، وهناك الكثير من يذكرون ما تعرضت له مدينة معان سنة 1965 حيث تعرضت لسيول عارمة ادت الى ازهاق العديد من الارواح

رابعا- التصرفات البشرية

ما حصل من ازمة خلال العاصفة ساهم المواطنين بزيادة اثارة ، فالوقت الذي بدأ به سقوط الامطار كان مع انطلاق الموطنين الى اعمالهم والطلاب الى مدارسهم ، مما سبب ازمة خانقة اثرت على فرق الانقاذ من القيام باعمالهم ، كما ان غياب التحذيرات المسبقة لحدوث مثل هذه الحالة الجوية الغير مسبوقة ساهم في عدم اخذ الاحتياطات اللازمة اقلها عدم الخروج من المنازل اثناء العاصفة .ان قيام بعض المواطنين بربط انابيب تصريف المياه من اسطح المنازل مع شبكة الصرف الصحي ساهم في الضغط على هذه الشبكة .

اخيرا لقد كان لجهود القوات المسلحة والامن العام والدفاع المدني الاثر الكبير في التخفيف من حدة ما جرى، ولقد راينا اشخاصا شجعانا ساهموا بانقاذ من تقطعت بهم السبل ، فلهؤلاء كل الاحترام والتقدير.

حما الله الاردن بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين

فهيد الطعيمه

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات