غرايبة يكتب .. المفرح في الفيضان !


خاص - كتب أدهم غرايبة - عملا بالمثل الشعبي القائل " يكرم ع حساب غيره " دفعت الحكومة بمدير الجمارك الاردنية للإستقالة في أعقاب حادثة إنفجار حاوية الالعاب النارية مؤخرا , مع ان الحكومة أعلنت مسؤوليتها عن الحادثة , فكان من باب اولى ان تقدم هي إستقالتها , و هذا ما لم يحدث يا للسخرية . مع ان معدومية انجازاتها اكبر سبب يدفع صاحب الشأن لتخليصنا منها !


في أعقاب غرق العاصمة من جوله مطريه عابره ليس مطلوبا اليوم إقالة امين العاصمة فحسب , بل محاسبته ايضا و تحميله مسؤولية كل الخسائر و فوق ذلك مراجعة النهج العام في اختيار مسؤولين الذي يستند على ولائهم فقط لا قدراتهم و مؤهلاتهم و حسهم الوطني .


يدفع الاردنيون نسبة عالية من دخولهم , المتآكلة اصلا , للرسوم و الضرائب التي يفترض انها تستغل لتعود بالنفع العام عليهم, كأن تصرف على تحسين الطرق و المواصلات و النظافة و الصرف الصحي و تحسين امدادات المياه . لو حسبنا الجباية التي انتزعت من عموم الاردنيين خلال عشرات الاعوام السابقة لكان من المفترض ان تكون الشوارع و المجاري في الاردن افضل من اليابان لو كان لدينا من يهتم لامر بلده , فأين و لمن صرفت كل هذه الاموال !


لا نعرف ما هي المسطرة التي استخدمت لاختيار " عقل بلتاجي " أمينا للعاصمة سيما ان هذا الشخص ليس مؤهلا فنيا و لا يملك اي شهادة جامعية !.


ما الذي طرأ على عمان طيلة مدة اشغال البلتاجي للأمانة سوى رقصه في بعض المناسبات و فذلكاته الاعلامية و تخليه – بغير حق – عن مئات ملايين الدنانير و اعفاء احدى شركات الاعلان من دفعها للامانة ؟!


الامر لا يقف عند " العقل " . هل يستطيع اي شخص أن يخمن أسباب إختيار أي رئيس حكومة و أسباب رحيله ايضا ؟


غياب المسآلة الصارمة و اقتصار العقاب عل مجرد إقالات – بأحسن الاحوال - يشجع عامة الناس على الانهزامية و الفوضى و يخلخل القيم العامة و يدفع الناس للتمرد على القوانين و يدمر هيبة الدولة التي هي من اولى واجبات اية حكومة.


اذا أقيل امين العاصمة من منصبه – أقول إذا – فترقبوه في مجلس الاعيان تكريما لإنجازاته !
الهجمة المطرية الاخيره , برغم قساوة نتائجها, إلا أنها كشفت لنا عن المعدن الاصيل لقطاع عريض من الاردنيين المنكوبين بحكوماتهم التي لا يشاركون في اختيارها و تفرض عليهم و يتحملون سماجاتها . ضباط و افراد الامن العام و الدفاع المدني و الجمارك العامة و عدد لا يستهان به من المواطنيين المدنيين هبوا للمساعدة متحدين مخاطر حقيقه واضعين اراواحهم على اكفهم , حركتهم غيرتهم و نخوتهم و شهامتهم الاردنية التي ظل جماعة الليبراليين يركزون هجومهم عليها لاجتثاثها تمهيدا لترك الاردن بلا انصار .


الى الان ما زال لدينا امل ان الاردن وطن – لنقول انه مشروع وطن – لا شركه كما يريدون , و ما زلنا نرى قطاعا كبيرا من الناس فيه كمواطنين لا مجرد زبائن و نزلاء فندق كبير !


الصور و التسجيلات التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي و نقلت عبرها غيرة الاردنيين و اندفاعهم للمساعدة تنعش عشب الروح و تفتح ياسمين القلب في غمرة سيول تفضح فسادا لا يحتاج لورق و لا يحرك اهالي عمان ليعبروا عن سخطهم و يكتفون بالشكونة و التذمر !

زيتونة انتماء الاردنيين لبلدهم ستظل خضراء يانعة و لن نسمح لهم ان ينهالوا عليها لتكون حطبا في مواقدهم !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات