"القوميون واليساريون جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ "


العجيبُ أنّنا وجدنا مِن القومِيين واليسارِيين واللبراليين من يشيد بصداقة روسيا ودورها في سوريا ؛ويتغنى بفضلها ويتبرعُ بالدعايةِ لها ،وقد تناسَى جرائِمَها ووحشيتَها وظلمَها وقسوتَها.

هذا الوهمُ ،لا يوجدُ إلا في أدمغةٍ أصابَها الجمودُ ،وتعمَّق فيها التخلُّف ،وعشّش على جدرانها الانحطاط .

والأخطرُ مِن هذا ،أنَّها أصبحت ميدانًا خصبًا لترعرعِ الأفكارِ والآراءِ والنظرياتِ الهدَّامَةِ التافِهة .كما وأصبحت أكثرَ استعدادًا لتقبُّل الغزو الفكرِيِ والثقافِيِّ والإعلامِيِّ لا بلْ والعسكرِيِّ.

كما أنَّها أصبحتْ مستنقعًا ،غارتْ بوحلهِ عقولُ الذين استدبروا نورَ الشمسِ ،ولمْ يَرَوا إلا ظِلالَ انحرافِها يسترُ عنهم الرؤيةَ السليمةَ ،ويدفعُ بهمْ إلى مجاهلِ التيهِ والضياعِ وسوءِ المصيرِ ؛يكتوي بِخَبَثِهَا بعضُ المفلسين ،من المترديةِ والنطيحةِ والموقوذةِ والمنخنقةِ وما أكلَ السبعُ ؛ويُقذَفُ ببذرةِ هذهِ الأفكارِ الميتةِ ،بعضُ الرويبضةِ لتلقيحِ الجسمِ العربِيِّ بهذا المصلِ الفاسدِ ،الذي قاستْ مِنهُ أمَّتُنا الويلاتِ رَدْحًا مِنَ الزَمَانِ ،ولمْ تَجْنِ مِن شوكهِ عِنبًا ،فقدْ مَزَّقَ أوصالَها ،وتَسبَبَ في تخلُّفِهَا وأفسدَ عقولَ بعضًا مِن رجالاتِها .

لقد أثبتوا لكلِ ذي بصيرةٍ ،أنّهم أوفياءُ للقتلةِ والطائفيين والطغاةِ ,وهمْ الآنَ عُراةٌ ،يضعونَ قفاهُم على وجوهِم بدونِ خجلٍ أوازعٍ مِن ضميرٍ ،ولكنْ مِن أينَ لهمْ الضميرُ؟ فضائِحُهم عرَّتهُم فأثبتتْ أنَّهم يَلعقونَ أحذيةَ الطغاةِ والمستبدِّين القتلةِ ويؤلِّهُونَهم ,والأحداثُ الجاريةُ في عالمِنا العربِيِّ أثبتتْ أنَّ اليساريّةَ أو القوميّةَ والليبراليةَ ,لا تعنِي إلا القمعَ والنذالةَ والمصلحةَ والوصوليَّةَ والنفعيَّة ولعقِ الأحذيَةِ والوَهمِ ،وهمْ بالتأكيدِ ذاهبون إلى مزبلةِ التاريخِ غيرِ مأسوفٍ عليهم .

وإذا أردت التعليق على هذا الكلام السخيف المملوء بالكبرياء والعنجهية أسأل : ماذا جلبتْ الصداقة الروسيّة لسوريا ؟ سِوى الانحلالِ والاحتلالِ والعارِ والدمارِ واصطَلى بنارِها الشعبُ السورِيِّ المكلوم ،وسيموتُ بكيدِها مَنْ أحسنَ الظنَّ بها ،واندفع في حبِّها .

اسمعوا أيها المخدوعون ، لما يقولُه "محمد حسنين هيكل" في كتابه "عبد الناصر والعالم":
"سأل "شو ان لاي" رئيس وزراء الصين في ذلك الوقت ،أعضاء الوفد البرلماني المصري ،أثناء زيارتهم للصين ،لماذا مات عبد الناصر؟ وشعر أعضاء الوفد بالحيرة، لكنَّه ألحَّ في السؤالِ ،ولمْ يَحصلْ على إجابةٍ ،قالَ :سأوضِّحُ لكم السببَ: (لقدْ ماتَ عبد الناصر مِن الحزنِ والقهرِ ،ماتَ كسيرَ القلْبِ أمَّا الذنبُ في ذلك ،فهو ذنبُ الاتحادِ السوفيتِّي ،فقدْ خدَعَهُ السوفيتْ ،ودفعوه إلى مأزقٍ ،ثمّ تخلَّوا عنه وتركوا فؤادَهُ يتحطَّمُ وينكَسِرُ).

وفي خطابِ "أنور السادات" في مجلسِ الشعبِ نقلًا عن جريدةِ الأخبارِ ،أول صفحة تاريخ 15/3/1976 أنْ "عبدَ الناصرِ" قال "لتيتو" أُفضِّلُ أنْ تحتلُّنا اسرائيل ،على أنْ يُعاملَنِي السوفيت بهذا الشكل ،وفي الصحيفة ذاتها قال تيتو:" الروس ورُّوه الويل"

ألا فليعتبر بهذا ،وليتنبه له ،أؤلئك المخدوعون من قومجين ويساريين وليبراليين "فالسعيد من اتعظ بغيره"

ألم تكشف روسيا النقاب عن وجهها القبيح باتفاقها مع أمريكا في كل صغيرة وكبيرة وعلى رأسها مساندة اسرائيل وتدعيمها لها.

لا تأمنوا روسيا وأمريكا فما في النار للظمآن يرجى ماء
سيروا على حذر ولا تتورطوا فالبعد عنهم جنة ووفاء
نعم فليخذر المخدوعون بروسيا كما يخذرون من أمريكا ليحذروا المعسكرين فكلاهما عدو للعرب عدو للمسلمين .

ليحذروا ولا يغتروا بما قاله زعيمهم : ( لقد طلبنا من أصدقائنا الروس وأكثرنا ،فأعطونا كل ما طلبنا ،فقلت لهم :لقد طلبنا منكم ما نريد ،فلم تبخلوا علينا بشيء)

لقد تناسى هذا المغفل ،أن الصداقة الروسية لا تسمح له بأن يمتلك شيئًا له حق التصرف به ،فهي تضعُ يدَها على قلبهِ وحواسِّهِ وعواطفِهِ ،على أرضهِ وعرْضِهِ على كلِّ ما في يدهِ ،لتجعلَه ألة مُسَخَّرَة في يدها،تُجرِّدُه مِن كلِّ شيءٍ ولا تُبقِي لديهِ حتّى حقُّ ابداءِ الرأيِّ بالقبولِ أو الرفْضِ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات