الأطر الخيرية للتلفزيون الأردني


من ضمن النظريات الإعلامية التي تستخدم في البحث الإعلامي كإطار نظري ، تأتي نظرية الأطر الخبرية التي تعتبر احدى نظريات تأثيرات وسائل الاتصال ، ويتم تناولها من خلال مجموعة من المداخل البحثية ؛ كمدخل الجمهور ومدخل الوسيلة ومدخل القائم بالاتصال ، والحديث هنا يتناول مدخل القائم بالاتصال والوسيلة والمتمثل بالتلفزيون الأردني والسياسة الإعلامية التي تتبع من قبله كوسيلة اتصال رسمية ، ويتم الاستناد هنا على عملية بناء الإطار وهو الذي يتم تحديده من خلال مجموعة من العوامل يتحدد من خلالها كيف يقوم القائم بالاتصال بتأطير القضية وتمييز تغطيتها الإعلامية عن غيرها من القضايا ، وبمعنى أخر كيف يتم التمييز في قراءة القضية من قبل هذا القائم بالاتصال بهدف إبراز صفات محددة للقضية موضوع التغطية دون غيرها ، وفي نفس الوقت الابتعاد عن شبهة التحول في السياسة الإعلامية بدرجات حادة كي لايتم رفض تلك الوسيلة من قبل الجمهور وتغير اتجاه هذا الجمهور نحو تلك القضية ، وهو نفس الجمهور الذي يمتلك مصادر كثيرة للحصول على المعلومات عن تلك القضية المغطاة من قبل التلفزيون الأردني ، وهي ميزة عصرية تقنية تجعل من هذا الجمهور يمتلك الانتقائية بالتعرض للوسيلة التي تدعم وترسخ اتجاهاته نحو القضية موضوع التغطية ، وبهذه الانتقائية التوافقية مع الاتجاه من قبل الجمهور يصبح دور التلفزيون الأردني في التأثير معدوما ويفقد جزءا كبيرا من مصداقيته لدى الجمهور .

والقضية المغطاة هنا هي الأحداث التي تعيشها منطقة الضفة الغربية وغزة تحت ما أطلق عليه الإنتفاضة الثالثة ، وقد جاءت هذه القراءة التمييزه لهذا التغطية بعد متابعتي للتغطية الإخبارية لهذه الأحداث في نشرة الساعة الثامنة مساءا ، وكانت وحدة القراءة التميزية التي خضعت للتحليل المبدئي هنا هي جملة " الجيش القائم بالاحتلال " ، وهي جملة كان تقدم مرادفة للخبر الذي تناول ما تقوم به القوات الاسرائيلية سواء الجيش أو الشرطة أو بقية الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في قمعها للمتظاهرين ، وهذه الجملة وضعت في سياق الخبر كبديل عن جملة كان يتم استخدامها سابقا وبقوة وهي " جيش الإحتلال الإسرائيلي".

وبهذه القراءة التمييزية للتغطية الإعلامية التي يقوم بها التلفزيون الأردني للأحداث في الضفة الغربية وغزة ، يقدم لنا نتيجة واحدة فقط ويتأكد من خلالها أن هناك تغيرات جذرية في طبيعة العلاقة السياسية بين الدولة الأردنية والدولة الإسرائيلية ، وقد وصلت هذه التغييرات الى لغة الخطاب الإعلامي الرسمي في تغطية الإحداث في الضفة الغربية وغزة ، وهذه التغييرات تمت من قبل واضعي السياسة الإعلامية للتلفزيون الأردني ، وهم الاشخاص الذين يقومون بدور القائم بالاتصال من خلال هذه الوسيلة وبهدف احداث تأثيرات قد لاتكون أنية في اتجاهات الجمهور نحو العلاقة بين الدولة واسرائيل ، ولكنها قد تحقق هدفها مع مرور الوقت الذي يمثل عصب لعبة التأثيرات التي يهدف لها القائم بالاتصال بأي عملية اتصال يقوم بها ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات