الاردن منكم ولكم


قد يكون الأخ أو الصديق موضع طمع عند أخيه أو عند صديقه وخاصة إذا ماداهم احدهم عثرات الزمان ، أو تعرض لصنف من صنوف البؤس والشقاء ، ومن الطبيعي هذا الطمع بحكم أواصر القربى ، وحقوق المحبة ، والتشارك الوجداني، وعلى هذا المطموع به أن يقدم ما قدره الله عليه مما يملك ، وان يشاركه مما رزقه الله وليس له أن يمن أو أن يعير على ما وهب ، وذلك من باب إشعار الطامع أن هذا جزء من الواجب عليه ، خاصة إذا ما علمنا أن هذا التعاون قد حثت عليه قيم الدين الإسلامي السمحة ، وحث عليه قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رسخ هذا المفهوم مع بدايات تأسيس الدولة في المدينة المنورة ، ولم يكن ليخفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقديره للمناصرين حينما قال (لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار) بعد أن اخذوا على خاطرهم في مسالة توزيع الغنائم .
أننا في الأردن لم نألو يوما من الأيام جهدا مع أخ أو صديق وهذا الكلام ليس من فضول الكلام ولا زوائده ، ولكنه من صميم وقائع التاريخ وشواهد العصور، ولقد كنا على الدوام الأخ الحريص على أخيه ، والصديق الوفي لصديقه حيثما طلب منه العون والمساعدة سواء كان بالذهاب إليه لمساعدته فيما تعرض له ، سواء كانت هذه الكوارث نتيجة حروب وويلات أو نتيجة لكوارث الطبيعة، وهذا على شح الإمكانات والموارد وعلى ضيق الحال ، ولكن هي النخوة المتجذرة في ذاتنا ، أو أننا كنا البيت الدافئ والحضن الواسع لكل مهجر أو طالبا لأرزاق الله في مناكب الأرض وما أحلى منكب الأردن الذي يطلب الرزق به ، وذلك لما للأردني من ديدن مترسخ في وجدانه ، وأنه لابد من تكريم هذا الإنسان القادم وإشعاره انه بين أهله ، وبالقدر الآتي من اجله نبادر المعروف ونرجعه إلى أهله ، ونقول لمن وفد إلينا أردنكم بني بعزائمكم ولكم الشكر أن ساهمتم في بناءه ، وهذا أيضا من باب الأدب مع الغير حتى نعظم مشاعر الألفة والمحبة بيننا .
ولما سبق ، وقد استشعرنا أحيانا أن كل هذا الذي تم تقديمه من قبل الأردنيين لا مكان له في بعض الأذهان ، وان أية زلة قد تطيح بكل القيم التي تم تعظيمها على مر السنوات ، نقول قفوا أيها الإخوة وراجعوا أنفسكم مرات ومرات ، فلم يقصر إخوانكم معكم ولا يعقل أن نجحد كرامات تلو كرامات قدمت وما تزال تقدم ، وعليكم أن تعلموا أن لنا عتبا شديدا عليكم ، والإنسان مشاعر قابلة للتأثر مع حرص الأردني الشديد والدائم على تحييد العاطفة السلبية ـ إن صح التعبير ـ وإحضار العاطفة الايجابية ، ونقول دائما كان الله بعون من ترك وطنه خوفا من بطش الباطشين أو طلبا لرزق ، تقاسمنا وإياكم لقمة العيش وشربة الماء فكونوا أعانكم الله عونا لنا ، فنحن ندخركم أيضا إخوة أعزاء ، وليس في قلوبنا إلا ماعهده كل قائل قولة حق : إننا لكم الأخ القريب ، والحبيب الودود ، ولن نتغير بعون الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات