المحطات الاتوماتيكية ما لها وما عليها


دخلت في العقدين الاخيرين في مصالح الارصاد في مختلف دول العالم ما يعرف بالمحطات الالية لرصد عناصر الطقس . وتتطور صناعة هذه المحطات باضطراد ، وهنا في الاردن دخل استخدام هذه المحطات منذ اكثر من عقد من الزمن، وللامانة فان استخدام هذه المحطات له فوائد عديدة منها قياس عناصر الطقس على مدار الساعة، اضافة الى فائدتها في جمع معلومات مناخية في المناطق النائية الشبه خالية من السكان ، ومع تطور انظمة الاتصالات اصبح من الممكن الحصول على بيانات تلك المحطات اوتوماتيكيا.وللحقيقة فان العديد من الدول اضطرت الى ادخال هذه التكنولوجيا نظرا للنقص الحاد في العنصر البشري في مصالح الارصاد الجوية ، ويمكن القبول بهذا التبرير لكن هذا لا ينطبق على جميع الحالات.
اشارت منظمة الارصاد الجوية في ورقة عمل تحت رقم Doc. 6.2a (02.IV.2009) الى المحاذير من استخدام المحطات الالية لقياس عناصر الطقس ، كما ان ورقة عمل بعنوان
Use And Implementation Of the Automatic Weather Observing Systems (AWOS) In all Climate Weather and conditions
قد اسهبت في منافع ومضار استخدام المحطات الالية لقياس عناصر الطقس ، وبالرجوع الى توصيات العديد من التقارير التي توصي بانه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في اصدار بعض النشرات ، وحتى احدث واكثر المحطات الاوتوماتيكية تقدما تشير الى ان بعض عناصر الطقس يجب تدخل العنصر البشري بها.
حسب تعليمات منظمة الارصاد الجوية المطبقة في جميع دول العالم فان محطات الرصد ملزمة بارسال تقارير رصد عناصر الطقس مرة كل ثلاث ساعات ( تسمى Synop) على مدار الاربع والعشرين ساعة في جميع الاحوال والظروف الجوية وتشمل هذه العناصر الغيوم ودرجة الحرارة والرياح والحالة الجوية ومدى الرؤية والضغط الجوي .....الخ ، وهذه العناصر تستخدم شيفرة عالمية خاصة مستخدمة في اقسام الرصد الجوي فقط ، العديد من هذه العناصر يمكن الحصول عليها من المحطات الاتوماتيكية ، لكن بعض العناصر التي يجب ان تكون مشمولة بالرصدة الجوية لا يمكن باي حال الحصول عليها من المحطات الالية مثل اصناف الغيوم، مدى الرؤية، البرد ....الخ.
ايضا مصالح الارصاد الجوية ملزمة باصدار نشرات خاصة للملاحة الجوية عالية الدقة تسمى (Metar ) كل ساعة على مدار اليوم، وفي ظروف معينة يتطلب اصدار نشرات كل نصف ساعة او اقل، وهذه النشرات تتطلب وجود عناصر لا يمكن الحصول عليها باي حال من الاحوال من المحطات الالية .
ان ادخال المحطات الالية في مصالح الارصاد الجوية ليس بالخطأ لكن يجب الاخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:-
1- محدودية تمثيلها للمنطقة الموجودة فيها ، فلا يتجاوز تمثيل مجسات العناصر عن 3-5 كم
2- عدم قدرة المحطات الالية قياس جميع عناصر الطقس اتوماتيكيا
3- الصيانة الدورية للمجسات ، وهذا يتطلب الكادر المؤهل لاجراء الصيانة اللازمة
4- المعايرة الدورية للمجسات ، وهذا يتطلب وجود مختبر معايرة للمجسات
5- توفر الموارد المالية ( بعض المحطات الالية المتقدمة يتعدى سعرها 60 الف يورو )ومع ذلك تحتاج الى العنصر البشري
6- توفر شبكة اتصالات تربط المحطات الالية المختلفة عالية الكفاءة لتصل الى مركز التنبؤات والرصد في وقتها
7- توفر الاجهزة والبرامج للتعامل مع المعلومات الكبيرة المستلمة من المحطات الالية وتحويل المعلومات المستلمة الى الشكل الذي يطابق الشيفرة المتداولة دوليا لارسالها في وقتها المحدد
ان استخدام المحطات الالية لاغراض مناخية لا غبار عليه فقدرة المحطات الالية على تجميع المعلومات المناخية تفوق قدرة الانسان ولا يمكن انكار فوائد المحطات الالية في هذا المجال، اما لاغراض الرصد والتنبؤات الجوية فالحال يختلف ، فلا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل بدون تدخل العنصر البشري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات