"اسرائيل"تطلب من روسيا نفوذا استراتيجيا جنوبي لبنان وسوريا


جراسا -

طالبت إسرائيل بمنحها نفوذا استراتيجيا في الجنوب السوري، على امتداد الحدود في هضبة الجولان المحتلة وكذلك في الجنوب اللبناني ضمن المطالب التي طرحها الممثلون الإسرائيليون في لجنة التنسيق المشتركة مع روسيا، التي عقدت أمس في تل أبيب، بحسب مصدر إسرائيلي سياسي لـ«الشرق الأوسط».


وأضاف أن الممثلين في اللجنة قالوا إن الاعتراف بمكانة لإسرائيل في هذه المنطقة هو الضمان لأن لا يقدم أطراف الصراع في سوريا، بما في ذلك حزب الله اللبناني، على المساس بإسرائيل واستخدام الأراضي السورية لشن حروب عليها.


ورد هذا المطلب، ضمن مطالب أخرى طرحها القادة العسكريون الإسرائيليون أمام نظرائهم الروس، في أول اجتماع للتنسيق الأمني الرسمي حول نشاط كل منهما في سوريا. وعقد الاجتماع في مقر رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي في تل أبيب. وترأسه عن الجانب الروسي، نائب رئيس الأركان الجنرال نيكولاي بوغدانوفسكي، ونظيره الإسرائيلي يائير غولان. وكان وفد روسي عسكري كبير قد وصل في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عدة عقود، وستستغرق يومين بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة. وتم تخصيص اجتماع أمس للبحث في مبادئ مصالح الطرفين في سوريا. وقد انبثقت عن الاجتماع لجنة تقنية لوضع جدول أعمال اللقاءات القادمة، ولجنة أخرى لتحديد آليات التنسيق بين الطرفين حول احتياجات ونشاطات كل منهما.


المعروف أن هذا التنسيق تقرر في الاجتماع الذي عقد في موسكو، قبل أسبوعين، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وفي حينه قيل إن نتنياهو هو الذي بادر إلى اللقاء لأنه في أعقاب الكشف عن وجود روسي مكثف في سوريا، تريد إسرائيل التنسيق حتى لا تقع صدامات عسكرية بين الجانبين وتريد ضمان استمرار نشاطها العسكري في سماء سوريا، بدعوى منع نقل أسلحة سورية إلى حزب الله ومنع عمليات حزب الله في الجولان ضد إسرائيل وتنفيذ غارات إسرائيلية أخرى في سوريا. وتبين لاحقا أن روسيا هي التي طلبت اللقاء وأنها تريد تحذير إسرائيل من الصدام معها. وتبين أن إسرائيل تتوقع تسوية للأزمة السورية يكون لروسيا فيها دور مميز، فتطالب بحصتها في ذلك.


ويتضح اليوم من التسريبات الإسرائيلية أن هذه المطالب باتت محددة وعينية. ويمكن أخذ تصور عنها من خلال مراجعة موقف «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب الذي يترأسه عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي. فقد جاء في تقرير للمعهد، أن الخطوة التي تقوم بها روسيا، تحت ستار محاربة تنظيم داعش، تهدف - بالإضافة إلى إنقاذ نظام الأسد - إلى تحقيق طموحاتها الكونية وتطلعاتها إلى القيام بدور وازن على الساحة الدولية.
ويضيف: حتى هذه اللحظة «تنعم» إسرائيل بكونها «في حِلٍ تقريبًا» من تسرّب الأحداث في سوريا إلى داخل أراضيها. وفي إطار تقدير الموقف من جانب إسرائيل، فإنها ترى في إيران والنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان تهديدًا مركزيًا تجاهها، وهو (بنظرها) تهديد أشد من التهديد الكامن في تنظيم داعش أو في العناصر السلفية الجهادية الأخرى. والسؤال هو، هل يغير التدخل الروسي صورة الوضع من جهة إسرائيل، وكيف تستطيع إسرائيل الاستفادة من هذه التطورات، بمعزل عن «الأضرار المحتملة».


ويعتقد الباحثون في المعهد أن لروسيا مصلحة واضحة في تجنب الصدام مع إسرائيل، لا سيما الصدام العسكري. لذا، يبدو أن روسيا ستلتزم على الأقل، بالتنسيق العسكري الذي تم الاتفاق عليه خلال الزيارة. ولكنهم يرون أيضا أن على إسرائيل أن تفتش عن دور أكبر وأهم.


وكما جاء في موقف المعهد، «عمليا، أصبحت سوريا اليوم، مقسمة داخليا وكذلك مقسمة إلى مناطق نفوذ للقوى الخارجية. مع انتشار القوات الروسية، بات قطاع الساحل يخضع لنفوذها إلى حد السيطرة على المنطقة، وأما شمال سوريا، وخاصة القطاع الكردي، فيخضع للنفوذ التركي، بينما يخضع المسار الرئيسي لسوريا، من دمشق والحدود السورية - اللبنانية، للنفوذ الإيراني، بمساعدة حزب الله. وأما شرق سوريا فهو منطقة الحرب التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش، إن المنطقة الوحيدة، التي لم تعلن أي جهة عنها كمنطقة نفوذ، هي المنطقة الجنوبية في سوريا، بما في ذلك مرتفعات الجولان التي تعتبر حيوية لإسرائيل كي تحافظ على حرية عملها العسكري فيها وفي لبنان. ولذلك على إسرائيل إجراء تفكير معمق حول تأثيرات تغيير الوضع في سوريا وإمكانية تجمع قوات المتمردين الجهاديين السلفيين في جنوب سوريا المنطقة الوحيدة الخالية من النفوذ الفاعل للاعبين الخارجيين. على الحكومة الإسرائيلية تعريف أهداف طويلة الأمد على الحلبة الشمالية، بما في ذلك الاستعداد للقتال دفاعا عن حرية عملها العسكري من أجل إنشاء منطقة نفوذ إسرائيلية في الجنوب اللبناني وهضبة الجولان وجنوب سوريا».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات