إسرائيل والسلطة: تسابق محموم للجم "هبة الأقصى" في مهدها


جراسا -

خاص  - تؤكد المعطيات من الميادين الفلسطينية على ان لا شيء يشي بأن نار "هبة الأقصى" المشتعلة في الضفة الغربية والقدس وبدأت نيرانها تمتد الى الداخل المحتل عام 1948، على الأقل خلال الأيام المقبلة. 

طوال أمس، عجت وسائل الإعلام العبرية بالتسريبات والاخبار العاجلة بقرب حدوث تغير ما في الطريقة التي يرد فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على هبة الضفة والقدس.

مراسل القناة الثانية العبرية أشار إلى أن نتنياهو يستمع إلى تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي ترغب في التهدئة ووقف تصعيد الإجراءات بحق الفلسطينيين جيداً، كما بات يميل إلى العمل بتوصياتها ودعوتها إلى رفض تشديد القبضة الأمنية على المدنيين في القدس والضفة، خوفاً من دفع الفلسطينيين إلى مزيد من التصعيد، خصوصاً بعد وصول التوترات إلى ما وراء الخط الأخضر، مع احتجاجات سجلها فلسطينيو الأرض المحتلة عام 1948. ووفق القناة، فإن نتنياهو الآن مع التهدئة في الميدان، وأيضاً على الحلبة السياسية.

في موازاة ذلك، أشارت صحيفة «هآرتس»، أمس، إلى أن ضباطاً رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي، ونظراء لهم في أجهزة الأمن الفلسطينية، ينوون البحث في التهدئة في الضفة والقدس والإجراءات الكفيلة بإنهاء التوتر. ووفق الصحيفة، فإن ضباطاً من قيادة المنطقة الوسطى في الجيش يؤكدون أن السلطة تحاول بالفعل «كبح جماح الفلسطينيين وكبح العنف الصادر عنهم»، لكنهم في المقابل يأملون من إسرائيل أن تهدئ المستوطنين وتلجم أفعالهم.

ومؤشرات أمس كانت واضحة بأن الاحتلال والقيادة الفلسطينية ، سيبادران إلى خطوات من شأنها تهدئة التوتر وقمع الاحتجاجات في الأيام المقبلة، لكن هذا المسعى يتعارض مع إرادة الطرفين، وتحديداً إسرائيل، في الخروج من حالة التصعيد الحالية ويدها العليا، أو الظهور بمظهر الاقتدار ضد الفلسطينيين، مع تحسين مستوى الردع لمنع عودة التوتر لاحقاً.

القيادة الفلسطينية ، التي كانت معنية إلى حد ما بمظاهر الاحتجاجات في الضفة والقدس، تعويضاً وتماشياً مع "قنبلة" عباس الصوتية  في الأمم المتحدة، تدرك جيداً أن استمرار الوضع على حاله قد يفضي إلى خروج الميدان عن سيطرته، وذلك في ظل التأكيدات الجديدة القديمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي أعلن فيها مجددا رفضه لأية انتفاضة.

وأضاف عباس خلال اجتماع لـ"اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير"، في مكتبه، اننا "لا نريد هذا. قلناه بالفم المليان، وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا وإلى تنظيمنا وإلى شبابنا وإلى جماهيرنا: نحن لا نريد التصعيد".

في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس، أن اجتماعاً أمنياً سيعقد بين ضباط فلسطينيين وإسرائيليين لوقف ما يجري في الضفة المحتلة.

ولكن وكالة "معا" المقرّبة من السلطة، نقلت عن مصدر أمني فلسطيني كبير نفيه خبر "هآرتس" عن لقاء أمني، وقال إن "إسرائيل طلبت هذا اللقاء، لكن الأمن الفلسطيني رفض الأمر".

ويرى كثيرون ان عبارة "هبة الأقصى" ستأتي للميدان العاصف بالمفاجآت في نهاية المطاف في الوقت الذي تستمر فيه وصولاً إلى انتفاضة جديدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات